مكافحة خطـاب الكراهيـة والعنصـرية فـي منصـات التـواصـل الإجتمـاعـي
بقلـم: عبد الباسط يوسف أحمداي (سكلاريزيوم)
أصبح العالم قرية صغيرة، وذلك بفضل التطور التكنولوجي وتوفير وسائل الإتصال في جميع أنحاء العالم، فبدلاً أن يكون هذا التطور مصدراً لتعزيز التواصل بين البشر ،هناك بعض المجتمعات تستخدمه بطريقة سالبة، عبر بث خطاب العنصرية والكراهية وخاصة في السودان، كما نشاهد ونقرأ في منصات التواصل الإجتماعي اليوم.
أصبح الناس في السودان يمارسون هذا الإسلوب بصورة متكررة وخاطئة ،مما يهدد سلامة المجتمع.
كي نخرج من هذا المأزق ونحد من خطورته، يتوجب علي كافة المسؤولين والمنظمات ، الأحزاب وكل أفراد المجتمع عليهم القيام بالأتي:-
-يجـب على كافة المنظمات الإنسانية والأحزاب السياسية والمكونات العرقية والجماعات الدينية والإثنية تفعـيل دورات تـدريبيـة حتى يتم تثقيف كل من يحمل مفاهيم خاطئة بهذا الخصوص ، للوصول إلى مستـوى عالي من الوعـي وتجـاوز كل أشكال التمييز والتعصـب.
-يجب وضـع مناهـج تعليمـية وتربويـة قادرة علي تفكيك المفاهيم الخاطئة التي رسخت منذ خروج المستعمر الخارجـي وإستعلاء المستعمر الداخلي.
-عدم التركيز مع المنشورات الغير موضوعية التي تهدف إلى بث الإشاعات والمعلومات الخاطـئة والعنصرية.
-علينا بتشجيع ودعم الرسائل الإيجابية التي تدعو إلى السلام والتسامح.
-دعم الأفراد والجماعات التي يستهدفها خطاب الكراهية بالوعي وتشجيع صانعي السياسات على إتخاذ إجراءات ضد لغة الكراهية والسياسات التي تكرّس هذه المفاهيم.
-عمل ورش توعوية بشأن الصحافة المرئية حول ظروف النزاع من أجل مساعدة الصحفيين على تطوير قدراتهم الأخلاقية لتحديد مصادر النزاع، ونقل الأخبار نقلاً صادقاً وشفافاً ودقيقاً.
-يجب على سلطات الدولة أن تضـع قـوانين صارمة تمنـع وتجرم التحريض.
-تشكيل لجان للإنذار والإستجابة المبكرين على الصعيدين الدولي والمحلي لرصد خطاب الكراهية وأشكال التحريض على العنف.
-يجب بناء وطن يسع الجميع وتكون فيه المواطنة هي الأساس الأوحد لنيل الحقوق وأداء الواجبات.
إن خطاب العنصرية والكراهية تجاه الآخر ما هو إلا إنهياراً وتدميراً للنفس والشعبـ والوطن وليس للغيـر ، ويجب أن نحاول ولو مرة واحـدة بأن نساهم في كيفية حل المشكلة بالمفاهيم والطرق السليمة البناءة والخطاب الواعي الذي يستند علي الحقائق.
جميعـنا أبنـاء وبنـات وطـن واحـد بكـل تعـددنا وتنوعنـا الرائع.
أسمـع لصوت عقـلك قليلاً وضع النقاط في مكانها الصحيح، وأعرف ما هو الوطن والوطنية وما هو الدين والعرق والقبيلة والإثنية ، ولما أُوجدت كـل هذه الإختـلافات؟
فإذا إستوعبتها وفهمتها جيداً وطبقتها على أرض الواقع ، حتماً ستكون نهاية الكراهية والعنصرية والجهوية والوصول إلى الدولة التي نحلم بها جميعـا.
19 مارس 2022م