مقالات الرأي

نار الحرب وتآكل السلطة يعلقان السودان وشعبه من عرقوبيهما نحو هاوية سحيقة

بقلم: السمؤل جمال

يمضي السودان بخطى متسارعة نحو نقطة اللاعودة مع اشتداد الحرب وتوسع رقعتها من العاصمة إلى أقاليم كردفان ودارفور وتعمّق التصدعات داخل البنية السياسية والعسكرية ما ينذر بكارثة وطنية شاملة قد لا تقتصر على الانهيار الأمني فقط بل قد تشمل التفكك المجتمعي والاقتصادي والمؤسسي المعدوم من نشاه السودان كدولة

حرب بلا أفق ومعارك تتنقل بين كردفان ودارفور

في كردفان الحمر سعت فلول الحركة الإسلامية التي ما تزال تنشط في الظل لإشعال فتنة قبلية عبر تحريض مكونات محلية ضد أخرى محسوبة على الدعم السريع إلا أن هذا المخطط أُحبط مبكرًا بتحرك سريع من قوات الدعم السريع التي سيطرت على مدينة النهود في عملية هدفت إلى كسر التمدد العسكري للجيش واحتواء الفتنة القبلية قبل انفجارها

وعلى ذات النمط شهدت دارفور محاولة من مني أركو مناوي وجبريل إبراهيم لحشد قبيلة الزغاوة في ما أُطلق عليه القوات المشتركة لكن هذه القوات تعرّضت لخسائر موجعة في المالحة والصحراء وزمزم ولم تحقق أي مكاسب حقيقية بل انتهت إلى تراجع وانسحاب شبه تام وانكشاف مناوي سياسيًا وعسكريًا
بعد ان تم استخدام نفس القوات فى الجزيرة والشمالية واستماتتها فى الخرطوم وخصوصا الجيلى
اصبحت نفس القوات اليزم ممبوزة فى الشمال وتوصف بانها مرتزقة وتجار وعمال فى مناجم الذهب ولكن هذة هى القلية التى كانت تدير الدولة منز الازل ونظرتها للاخر المختلف فهو فى زمن الحروب محمود وعند السلم مزموم

وحشية الحرب وخطاب الكراهية يتصدر المشهد

كلا الطرفين المتحاربين الجيش والدعم السريع مارسا انتهاكات صارخة ضد المدنيين مما أدى إلى تصاعد الغضب الشعبي وتزايد الأصوات التي ترفض الحرب تزامن ذلك مع تفشي خطاب الكراهية والانقسام العرقي والمناطقي والذي غذّته جهات إعلامية وسياسية فى الاصل هى السبب الرئيس فى الحرب نفسها مما زاد فانهو النسيج الاجتماعي في البلاد

بورتسودان تصدّع السلطة وتنافس الأنداد

أما في بورتسودان العاصمة المؤقتة فلم يعد الحاكمون يخفون صراعهما الذي انتقل من الكواليس إلى العلن وسط تراشق إعلامي متبادل واتهامات بالفساد وسوء الإدارة وفي دارفور يتكرر المشهد مع صراع جبريل إبراهيم وكيكل وسط فراغ قيادي واضح بعد غياب مني أركو مناوي عن المسرح السياسي بفعل هزائمه المتلاحقة

انهيار عسكري للجيش وتفوق الدعم السريع

من جهة أخرى، أظهرت التطورات الميدانية عجز الجيش عن الطيران فوق دارفور بفعل الدفاعات الجوية التي نشرها الدعم السريع والتي حيّدت فعليًا سلاح الجو في الإقليم كما تلاشى أثر متحرك الصياد الذي رُوّج له إعلاميًا لكنه اختفى على الأرض كما يذوب الجليد بلا نتائج تذكر بينما كان الكثيرين من الذين اصابهم الياس يتضرعون لوصوله

تهديد شمال السودان وتوسع رقعة الصراع

يشهد شمال السودان ضغطًا عسكريًا متزايدًا بعد أن أصبح محاصرًا جزئيًا من الغرب والشمال في ظل استعدادات محتملة لاجتياح النيل الأبيض وتفعيل المعارك مجددًا في أم درمان التي لا تزال تشهد وجودًا نوعيًا وكثيفًا لقوات الدعم السريع رغم الحصار المفروض عليها

وفي ظل هذا الوضع المتأزم أقدمت حكومة بورتسودان على دعوة السودانيين للعودة إلى الخرطوم رغم أنها لم تعد مدينة آمنة بعد أن أصبحت مرتعًا للمليشيات المتفلتة وبعضها يتبع للجيش اسمًا دون أن يخضع لسيطرته فعليًا كل ذلك تزامن مع انهيار كامل للبنية التحتية وتدهور إنساني فاقمته الحرب

من اجل الحلول يجب استصحاب الاتى
هنالك سناريوهات عديدة يمكن ان تتضمن التقسيم او السيطرة وهو امر عسير أيضاً التفاوض وهو الاكثر بعدا ولكن ناتى للحلول
استشعارا لكن ما زكر من مخاطر يمكن ان تتوافق القوة السياسية وحركات الكفاح المسلح على جبهة مدنية

تعمل على وقف فوري لإطلاق النار بضمانات أممية وإقليمية.

إطلاق حوار شامل يضم كل القوى السياسية والاجتماعية بما في ذلك ممثلي النازحين والمجتمعات المحلية.

تفكيك المليشيات ودمج القوات النظامية تحت إشراف مدني محايد

محاسبة المسؤولين عن الجرائم والانتهاكات من الطرفين وتقديمهم للعدالة

إعادة إعمار ما دمرته الحرب وتخصيص صندوق دولي لدعم التعافي في دارفور وكردفان والخرطوم والجزيرة

ختاماً:
السودان اليوم أمام لحظة تاريخية فاصلة إما أن ينحدر إلى الهاوية معلقا من عرقوبه بفعل أطماع المتحاربين أو أن يتكاتف أبناؤه لإنقاذ ما تبقى وبناء وطن يعترف بالجميع ويستوعب الجميع ويقصي الحرب إلى الأبد لا يزال في الأفق بصيص أمل لكنه يتطلب إرادة جماعية لا تملكها البنادق بل تملكها الشعوب.

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x