التقارير

الخروج من الأزمة الحالية يكمن في إنهاء الانقلاب والعودة لمنصة الثورة

الناطق باسم حركة تحرير السودان محمد الناير لـ(الحراك):

•الحركة متمسكة بمشروع التغيير الجذري الشامل

•عبد الواحد نور أول من نادى بالحوار السوداني السوداني داخل الوطن

•الحركة تتبنى قضايا النازحين واللاجئين ولا تستغلهم

•لا علاقة بين مبادرة الحوار السوداني ومبادرة الشيخ الجد لأنها مبادرة فلول

حاوره- محمد الأمين

أكد الناطق الرسمي باسم حركة جيش تحرير السودان قيادة عبد الواحد محمد نور، محمد عبد الرحمن الناير أن الحركة متمسكة بمشروعها السياسي والتغيير الجذري الشامل، مبيناً أن الثورة تعني التغيير وليس أن تكون جزءاً من النظام الذي ثارت عليه.

وقال الناير إن الأزمة السياسية الراهنة بالبلاد هي نتاج للأنانية وغياب الرؤية الوطنية وانسداد الأفق السياسي، وأرجع الناير ذلك إلى نتيجة التسوية السياسية بين جنرالات الجيش والحرية والتغيير.

وأوضح الحوار السوداني السوداني الذي تطرحه الحركة يشمل الجميع عدا النظام البائد وواجهاته، وأكد بأن حركة جيش تحرير السودان ليست جزءاً من تحالف قوى التغيير الجذري الذي طرحه الحزب الشيوعي، ولكن لديها تواصل مع الحزب الشيوعي والقوى السياسية والشعبية ولجان المقاومة والكنداكات.

قال إن استمرار القتل بسبب عدم وجود حكومة وسيطرة النظام البائد على أجهزة الدولة، وغياب الرؤية لدى حكومة الانقلاب لإدارة الحكم.. الناير جاوب عن الأسئلة المطروحة بكل وضوح وشفافية في حوار لا يخلو من الصراحة.. كثير من المحاور ناقشناها مع الناير من خلال الحوار التالي، فإلى مضابط الحوار:

*بداية كيف تعمل حركة جيش تحرير السودان على تشخيص الأزمة السياسية الراهنة؟

في تقديري أن الأزمة السياسية الراهنة، نتاج للأنانية وغياب الرؤية الوطنية وانسداد الأفق السياسي، وهي نتيجة متوقعة للتسوية التي تمت بين جنرالات البشير والحرية والتغيير، على حساب أهداف ثورة ديسمبر المجيدة.

*وماهي رؤيتكم للخروج من الأزمة؟

الخروج من هذه الأزمة يكمن في إنهاء الانقلاب والعودة إلى منصة الثورة وأهدافها، وتكوين حكومة انتقالية مدنية بالكامل من شخصيات مستقلة مشهود لهم بمقاومة النظام البائد، تدير الانتقال وفق مشروع وطني متوافق عليه، ومن ثم عقد حوار سوداني سوداني داخل الوطن، لمخاطبة جذور الأزمة التأريخية، وهذا الحوار تشارك فيه كافة مكونات السودان السياسية والمدنية والشعبية والعسكرية ما عدا النظام البائد وواجهاته، ووضع أسس لحاضر ومستقبل السودان.

  • لماذا ظلت حركة جيش تحرير السودان متصلبة في مواقفها ورفضت الجلوس والحوار في منابر مفاوضات عديدة؟ حركة تحرير السودان ظلت وفية ومتمسكة بأهدافها ومشروعها السياسي، والتغيير الجذري الشامل.. فالثورة عندنا تعني التغيير وليس أن تكون جزءًا من النظام الذي ثارت عليه، ولهذا فإن الحركة رفضت كافة التسويات الجزئية والاتفاقيات الثنائية التي تخاطب قضايا الأشخاص وليس قضايا الوطن، وتعمل من أجل التغيير الشامل والسلام العادل والمستدام الذي يخاطب جذور الأزمة وليس مظاهرها.

*كثيرون يرون أن الشروط التي وضعتها للجلوس إلى طاولة الحوار، تعجيزية مثل العلمانية، والليبرالية إلخ؟

الحركة أول تنظيم نادى بالحوار السوداني السوداني داخل الوطن لمخاطبة جذور الأزمة التأريخية، وقد عقدت لقاءً تشاورياً في الفترة ما بين ٢٥ يونيو إلى ٣ يوليو ٢٠٢١م أجازت فيه مسودة الحوار السوداني السوداني، تمهيداً لإعلانه للرأي العام والجهات المعنية إلا أن انقلاب البرهان في ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١م قد قطع الطريق أمام الإعلان، لجهة أن هكذا حوار لا يمكن أن يعقد في ظل وضع انقلابي. والحركة لم تضع أي شروط مسبقة على الحوار الذي تحدثت عنه، وكل هذه القضايا مكانها الحوار، فلا يمكن أن نفرض مشروعنا السياسي على الناس، والشعب السوداني هو الذي يحدد قبول أو رفض مشروعنا عبر صناديق الانتخابات.

*دار لغط كثيف حول تحالف (قوى التغيير الجذري)، الذي أعلن عنه الحزب الشيوعي وذكر أنه يضم بجانب الحزب، كلاً من عبد الواحد والحلو وبعض قوى الثورة، وأنتم نفيتم ذلك عبر تصريح صحفي.. هل هذا أنكم نفضتم يدكم عن هذا التحالف الجديد؟

لقد أوضحنا رأينا حول التحالف الذي أعلنه الحزب الشيوعي وبعض القوى السياسية والمدنية، وقلنا نحن لسنا جزءًا من هذا التحالف، ولكن فيما بيننا والحزب الشيوعي وغيره من القوى السياسية والمدنية والشعبية ولجان المقاومة والكنداكات تواصل مستمر وتفاهمات واتفاقيات مشتركة، نعمل على تطويرها لبناء تحالف عريض لإسقاط الانقلاب ووضع الترتيبات لما بعد الإسقاط.

  • يقال إن الحركة تشرب من الفكر اليساري والحزب الشيوعي تحديداً، وهو من صنعها، مثلما يقال إن المؤتمر الشعبي صنع حركة العدل والمساواة.. ما صحة هذا الحديث؟ مشروع الحركة لا علاقة له بالشيوعية، فالحركة تطرح مشروعاً لبناء سودان علماني ديمقراطي ليبرالي فيدرالي موحد، وهذا المشروع يتعارض في كثير من جوانبه مع الفكر الاشتراكي. والشيوعية والاشتراكية ليست سبة أو تهمة، ولكن لا علاقة بينها ومشروع الحركة، ولكن النظام البائد وبعض الذين يدورون في فلكه يرددون مثل هذا الحديث.

*هنالك اتهام للحركة بأنها تمارس التصفيات حتى على مستوى الأعضاء الذين يبدون رأياً مخالفاً لخط الحركة؟

هذا الاتهام مردود على قائليه، فالانتماء للحركة قرار شخصي يتخذه الفرد، وكذلك إذا قرر ترك التنظيم له مطلق الحرية في ذلك والواقع يؤكد أن هنالك العشرات من الذين انشقوا من الحركة لأسباب تخصهم ولقناعاتهم ولكن لم يتعرض لهم أحد، فلو كانت الحركة تنتهج منهج التصفيات فهل سيكون هنالك منشقون عنها..

*هنالك نقد موجه للحركة بأنها لا تمارس النهج الديمقراطي داخل أجهزتها الأمر الذي جعل الحركة تتقزم وتفقد الكثير من عضويتها، وظلت متقوقعة في أماكن بعينها؟

هذا الحديث لا أساس له من الصحة، ولا يستند على أي دليل، فالحركة تمارس أقصى درجات الديمقراطية في أجهزتها، وظلت تتمدد في كافة بقاع السودان، ولا توجد ولاية أو مدينة أو قرية بالسودان لا توجد فيه عضوية للحركة.

*أيضاً قطاع الطلاب بالحركة المعروفون بـ(الجبهة الشعبية المتحدة) بالجامعات، في أركان النقاش يتبع أسلوباً فيه نوع من الحدة، والعنف أحياناً.. ما الدافع لذلك؟

الرفاق في الجبهة الشعبية المتحدة بالجامعات السودانية، تنظيم ثوري ملتزم بمشروع الحركة، يمارسون حقهم الطبيعي في طرح مشروعهم بطريقة سلمية عبر الخطاب السياسي ومقارعة الحجة بالحجة، ولم يسجل التاريخ أنهم اعتدوا على منابر غيرهم، ولكنهم يدافعون عن أنفسهم ويردون أي اعتداء، ومن حق أي تنظيم الدفاع عن نفسه عندما يتعرض لهجوم من جهة ما، وهنالك فرق بين تبني العنف كوسيلة وبين الدفاع عن النفس.

*فكرة حركة مسلحة تحمل السلاح وغير موقعة على اتفاق، ولها جناح سياسي بالداخل، ألا تعد مخالفة للعمل السياسي المدني؟

ليس هنالك ثمة تناقض، ففكرة الكفاح الثوري المسلح هو قرار سياسي لتحقيق قضايا سياسية، ولتحقيق هذه الأهداف هنالك عدة وسائل عنفية ولا عنفية، والكفاح المسلح يأتي في أسفل سلم الوسائل التي تنتهجها الحركة، وحملنا السلاح بعد أن رفض النظام الاستماع للوسائل السلمية، ومنذ ما قبل اندلاع ثورة ديسمبر المجيدة أعلنت الحركة وقفاً للعدائيات من جانب واحد لإتاحة الفرصة للانتفاضة السلمية، وحتى لا يستغل النظام حالة الحرب لتصفية المتظاهرين السلميين.

*هنالك اتهام للحركة بأنها مسيطرة على معسكرات النزوح واللجوء، وتتاجر بقضاياهم وتحرضهم على البقاء في المعسكرات ومنعهم من العودة إلى ديارهم.. ما تعليقك؟

النازحون واللاجئون هم مواطنون سودانيون عزل، تم ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية بحقهم، وتم تشريدهم إلى المعسكرات، ومن واجب الحركة أن تقف مع هؤلاء الضحايا وتعمل على إنصافهم واسترداد حقوقهم، وواحدة من قضايانا المركزية أن ينال النازحون واللاجئون حقوقهم كاملة وتعويضات فردية وجماعية، والعودة الطوعية لحواكيرهم الأصلية بعد طرد المستوطنين الجدد الذين جلبهم النظام البائد من تشاد والنيجر ومالي وأفريقيا الوسطى.

*عفواً.. أنا أقصد تستغل قضية النازحين واللاجئين، من أجل الكسب السياسي لتخدم أجندة الحركة؟

الحركة لا تستغل قضايا النازحين بل تتبنى قضايا النازحين وتدافع عن كل مطالبهم حتى ينالوا كامل حقوقهم الطبيعية.

*ما رأيكم في مبادرة أهل السودان التي أطلقها الشيخ الطيب الجد؟

المبادرة ولدت ميتة، وهي محاولة يائسة لإعادة الحياة للنظام البائد وشرعنة للانقلاب.

*ولكن من حيث الفكرة هي تتماشى مع ما ناديتم به من حوار سوداني/ سوداني، برأيكم هل يمكن أن إضفاء بعض المقترحات لها لكي تصبح مطابقة لفكرة حركتكم؟

هي مبادرة الفلول، والمبادرة التي نتحدث عنها لا مكان فيها للفلول والنظام البائد وواجهاته.

*حدثنا عن ملابسات حادثة (رقبة الجمل)، بمنطقة قولو بوسط دارفور التي راجت في الفترة القليلة الماضية؟

القيادة العامة لقوات الحركة أصدرت بياناً بتوقيع الناطق العسكري حول الحادثة، وضحت رأيها حول الأمر. وهو أن قوات الحركة لا علاقة لها بالحادث، فالحكومة الانقلابية تعلم ماهية الجهات التي قامت بهذا الحادث، حتى بيان الناطق الرسمي للقوات المسلحة وبيان الشرطة لم يتحدث عن اتهام للحركة، ولكن هنالك أقلام مأجورة تحركها الأجهزة الأمنية للنظام البائد هي من توزع هذه الاتهامات دون أي دليل، والمفارقة أن الحكومة الانقلابية لم تتهم قوات الحركة بهذا الحادث، ولكن هؤلاء يتهمونها لأسباب نعلمها جيداً.

*هل يمكن أن نرى الحركة يوماً ما جلست للحوار والتفاوض، وانتقلت إلى العمل السياسي المدني؟

الحركة متمسكة بإسقاط الانقلاب أولاً، وتكوين حكومة انتقالية مدنية بالكامل من شخصيات مستقلة، ومن ثم عقد حوار سوداني سوداني لمخاطبة جذور الأزمة التأريخية على النحو الذي ذكرته آنفاً.

ماهي أسباب استمرار الصراعات والقتل في دارفور من وجهة نظركم؟

عدم وجود حكومة، وسيطرة النظام البائد على أجهزة الدولة، وغياب الرؤية والمشروع لدى الانقلابيين لإدارة الحكم، وأنهم يقرأون من نفس كتاب عمر البشير لمعالجة الأزمات، وللأسف أن السودان تحكمه العقلية المليشيوية التي نشأت على القتل والنهب والسلب والفوضى، دون تقييد بالقانون.

وماهي شروط ومنهجية الحوار السوداني/ السوداني الذي ظلت تنادي به الحركة؟

ذكرت لك أن أجهزة الحركة قد أجازت مبادرة الحوار السوداني السوداني منذ ٢٠٢١م ولكن انقلاب البرهان قطع الطريق أمام إعلانها، ولكننا نرى أن الحوار السوداني السوداني هو المخرج الوحيد للأزمة السودانية، وعندما نسقط الانقلاب ونعلن عن المبادرة سوف نفصح عن منهجية وشروط المبادرة.

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x