مقالات الرأي

التوريث السياسي الفكري أخطر من توريث النسب

بقلم: سلمى إبراهيم (روزالين)

يختلف عالم اليوم من أمس وغداً وذلك ظهور افكار تحمل في طياتها كثير من التطورات على مستوى افكار الافراد في نظرتهم إتجاه مجتمعاتهم المركبة والبيسطة باعتبار أن هذه افكار تولد في ظل وجود مجتمع يترسى اليه قواعد التغيير الي أفضل وفقا للتسارع العالمي نحو الحداثة وما بعد الحداثة حسب منطقية المجتمع وارثه.لذا التوريث السياسي في الواقع السوداني يتطلب تغيير بنية الافكار من التقلين الي افكار حرة ونزيهة ،اذا نظرنا للحالة الاحزاب السياسية وهياكل الادارية نجدها في حالة ركون (ديناميكا)بسبب توريث الفكري للقاعدية اي لايستطيع الفرد أن يكون مستقل الافكار، نجده دائما في موقع دفاع عن الحزب دون تقديم نقد ،لذا من طبيعي يظل الدولة السودانية في حالة رخوة،ويستمر الصراعات والحروبات الي اليوم.
اخطر ما يواجه الدولة السودانية اليوم هو الانظمة القهرية والتوريث الفكري السياسي لأفراد ،خطورة التوريث السياسي تمكن في انتقال الافكار الملقن الي الاجيال في دائرة ضيقة للقواعد الاحزاب السياسية والتنظيمات وحركات المسلحة مما يؤدي الي غيوم القادة الجدد واصحاب الكفاءات المستقلة ،هولاء جزئية الصغيرة المستقلة من الافراد تغلق امامهم الابواب وترمي مشاريعهم الوطنية ذات قضايا المصيرية لان توريث السياسي يحكم بعصا بوليس وقوة مادية يصعب تغييره في فترة وجيزة ،ظلت الاحزاب والنخبة تمارس السياسة على هذا نمط معيبة دون تطور فكري او نقد لاذع من قاعدية لذا ضمنت البقاء في سلطة لفترة طويلة،،وظلت المقاعد الامامية للحزب أو الدولة محجوزة للورثة المحظوظين مع تحالف تام بينهم وبين اصحاب الجاه والمال،في وضع لم يختص في السودان فقط حتى معظم دول افريقية ودول اسيوية تعاني من نفس الاشكاليات،باعتبار التوريث السياسي بدوره يورث الاستبداد التي تتعارض مع الديمقراطية.ربما لهذا السبب ارتبط التوريث السياسي كظاهرة بالمجتمعات التي يتحكم في مسارها الزعماء عرفوه بالاستبداد والتسلط الفكري ،نتيجة كانت المحاصصة والتداخلات الاقيلمية والدولية ،تمكن المشكلة في ادعاء امتلاك معايير القيادة وانتقالها من فرد الي فرد.علميا لا يتطايق اثنان بنفس المعايير القيادية لهذا نرى احيانا الانشقاقات في الاحزاب والتنظيمات وحركات المسلحة بحدوث استصدام الفكري والمطالبة بالتغيير ،فالوراث السياسي يفرض نفسه على الافراد باعتبارهم رعيته ،وهو امتداد طبيعي لمؤسس هذه الافكار في لحظة انتصارية على الاخرين ولكن.مع انكساره لايتوقف استمرار السياسة الوراثية عكس توريث النسب أو العائلة هذه هي الخطورة الامر ،مثلا (عهد الانقاذ ورمز الشجرة) ،اذا نظرنا الي التحولات اليوم في العالم خاصة نحن في عهد الرجوع للشعوب ،فيصبح التوريث الفكري, تخلف وتعمد لاستغباء الافراد ،هودرجة من درجات الاحتيال السياسي للاستمرارية في القيادة الحزب والسلطة.من ساعد على استمراريتها؟ غياب مشاريع الوطنية القوية وهشاشة الانظمة الديمقراطية لذا
التوريث السياسي لعبت دور في الفوضى والضياع السودان ماكان للشباب إلا قيام ثورة تضع حدا للتوريث السياسي الفكري والسعي للتغيير واستيراد الوطن من مغتصبي الوطن وثرواته وناهبي خيراته ومن النخب الحاكمة الفاسدة والمرتبطة دون وعي بمصالح إقيلمية ودولية ،على حساب مواطنينها الذين اصبحوا وقودا الصراعات والحروبات الاهلية وضحايا للمعارك مصلحية بشعارات وطنية

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x