مقالات الرأي

الجيش السوداني  أراد إغتصاب السلطة وآلياته مليشيا الدعم السريع

بقلم: حسنات آدم عمر

    منذ ان توغلت القوات المسلحة السودانية المنحرفه من مهامها الدستوري الا وهو حماية أرض الوطن وسيادة سلطة الشعب ، تحولت الوطنية إلى أعمال وحشية لطخت بها اياديها بدماء الشعب ثم اوضعتها في جيوب   مليشياتها ، لتبدو الصورة الإجرامية لها رمز القوة لكسر إرادة الثورة. 

البناء التاريخي للجيش السودانية منذ الإستعمار التركي المصري هى إمتدات للجيوش الغير نظامية فى بواكر ميلاده وتحالفاتها مع القوة الشبه حزبية إستولت على حكم منذ الإستقلال عام ١٩٥٦م، أن جميع الدكتاتوريات  التى تعاقبت  كانت تفتقر مشروع ناجح  لادارة التباين في قالب قومي و تبرج بالديمقراطية كوسيلة وصول الى العرش كونها   الموضة التي يرغبها كل مستبد لاغراء الشعب ، لذلك كانت تتم شائعة الديمقراطية باستغلال مزري مقابل الشرعية الزائفة التى لا تبلغ سوى ثقب بحجم إبرة على طاولة الانتخابات المزعومة بالنزاهة،، حيث بها تطرز  التزوير الكاسح دون الحوجة على  أصوات الشعب وشفافية الإنتخاب عبر صناديق الاقتراح الحر ، وبينما  نظام الانقاذ لا يعرف دس سمه ابدا وليس له غاية ولا هدف ولا مبرر شرعي لوجوده سوى اعادة إنتاج نفسه ومراكمة امتيازاته وبسط نفوذه لاستهلاك موارد الدولة دون مردود مفيد للشعب ،،هذا النظام عائق امام الانتقال الديمقراطي وبتالي يشاطر الانقلاب كأمتداد لبقائه

كل هذا الفوضى أندرج تحت وطاة  الاسلاميين الشاندالا  الذين  بدورهم  انتعلوا الدين في مكالب السلطة وماجنوا الدستور وعجزو فى إحتواء الشعب بمختلف معتقداتهم ولكي يستمروا في توطيد هيمنتهم سارعوا في دمج  التقاليد والدين في دواليك  الايديولوجيا و مارسوا من خلالها تخدير بعض جماهير الشعب وتعبيئتهم بمفاهيم يضطهد العقل الإنساني ومنع الاجيال من ملامسة  الحداثة

اتسم بروز الحركة  الإسلامية  تفاقم الازمات المتراكمة منها  الاقتصادية  ، الاجتماعية،الثقافيةوالسياسية ،،نتاج ادخال الدولة في نفق العوز المخجل بعدما كانت السودان سلة غذاء العالم وبأفعالهم اللإنساني صاحبت موجات الحروب الاهلية لم تبرد رمادها بعد ، ثم اتباع الإقصاء بمختلف الوسائل التى كرست السمو وسخرت الفرص في الإعلام  لبعض المكونات الثقافية مما جعل الآخرين ذويّ المنفع الذاتية على تموضع المعيار للثقافات وذلك لنثر بذور الكراهية القاتلة وتأجيج العنصرية وهذه نتيجة لغياب الوعي الذاتي بالهوية  التي ظلت تضرب بجذورها اعماق الأحزاب شبه السياسية ذات التوجه الديني والعرقي  ..تلك  الاوليجاركية الملتبسة بالفكر الديني على هيئة احزاب مدنية وجماعات مأجورة لإحياء النزاعات ومَن معهم من الانتهازيبن  المواليين لهم في مفاصل نظام الانقاذ  وأجهزته كاذرع طويلة لنهب حقوق الشعب وعزل المصالح المشتركة للشعب وتحويلها لمصالح ذاتية وتارة أخرى يشعلون الحروب ويرتدون  الزي العسكري بكامل العتاد لقمع  المفكرين المعارضين ضد النظام  الفاسد واعوانه 
هكذا مارسوا الشقين العسكري السفاح والشق المتنكر بثوب المدنية والحصيلة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب والتطهير العرقي و الإبادة الجماعية وجرائم الاغتصاب وغسيل الاموال،، لذلك هم شركاء في اطاحة  الديمقراطية الهشة ومع ذلك يلبسون ثوبها تارةً والتمثيل بالجثث تارة اخرى بينما اياديهم لا تزال ممسكة بالنار والحديد.

ظلت الطخمة العسكرية الصفوية وحاضنتها الحزبية نظاماً قهريا ودمويا عبر التاريخ حيث لا تحصى ولا تعد عدد مرات الانقلابات التي بعثرت الاستقرار السياسي والامن القومي  في البلاد و يتبدد ذلك في استباحة إراقة الدماء  دون الحد من تجريمه قانونياً ..ولكي تستمر العسكرة المطلقة ؛ تظهر الحاجة الملحة إلى تكاثر المليشيات  تحت اجنحة الجيش السوداني حيث تمكن جيش الحركة الإسلامية بسط نفوذه وصلاحياته داخل الدستور يجازف ثغرة تكوين ملايش بقرارات من راس سلطة المستبد و بعد اكتمال طور القهقرة بدأت سيناريوهات تعضيد القوة في مراكز السلطة،فأشعلت الحرب بلا هوادة بينما الجيش يتظاهر التسدي على المتمردين كما سماهم جزافاً لمن هم من رحمه وهذا النفاق على الارجح طبيعة المستبد لضخ تعاطف الشعب

  الحديث عنهم وعن إستباحة قتل المدنيين وتشريدهم وسلب ممتلكاتهم و تدمير البنية التحتية هو محض الوقائع اما تغبيشهم لوعي الكثيرون على ان الحرب الحالية هى ضد المتمردين وان المعارك هى معارك الكرامة ،،من يظن ذلك فهو موهوم والحق هو ان الطرفين سواء جنباً على جنب مارسوا ابشع ما طاب لهم من الجرائم ومع تسلط الضوء على أن القوات المسلحة السودانية المنحرفة وباستثناء الشرفاء منهم، أما الأغلبية منهم معطشة للسلطة المطلقة و قمع الثوار لتخويفهم لتفصح الطريق إلى الشق المدني الحزبي المأدلج بلا رنين في وجدان عامة الشعب الا بعد الخضوع القسري والقمع العسكري على الشعب العازل ؛ وهذا يعني تكامل الأدوار لبلوغ ذروة الاستبداد ،اذ ذلك يؤكد استخدام مليشيا الدعم السريع بصبغة المتمردين وهى الوسيلة والآلية التي يتشبثون من خلالها على صيرورة السلطة لأكثر من نصف قرن .

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x