مقالات الرأي

أضحوكة سودانية

بقلم: محمد آدم هارون (رورو)

النادي السياسي القديم وملاحق أحزابه المدنية الذي إنتابتهم الصقيع وقت جلوسهم علي مقاعد الدولة يوماً او الذين ظلّو يتناولون شاي الصباح ويحتسون القهوة بالعصرية ولبن العشا ويتزاوجون في البيت الكبير(القصر) يسمون أنفسهم ساسة البلاد او المعارضة السياسية أصحاب الحل والعقد ودي جملة إخترعوها وثبتوها منذ مؤتمر جوبا 1947.
اما المعارضة المسلحة فيُضرب به عرض الحائط بمشاريعها ورؤاها السياسية ويتم اختزال اسمها في إحدى وسائلها (الكفاح المسلح)كما لو كان بلا برامج وبلا رؤي وبلا وسائل أخرى او يُرْكن في زاوية الصوت المطلبي الإقليمي/الجغرافي/القبلي ثم يتم إبتزازها بإسم حركة فلان وعلاّن او حركة اقليم زيد وقبيلة عبيد بينما الساسة المدنيون هم العرّابون حاملي الحِبر والمِداد أصحاب الحُجّة والمنطق.
وفي السياق ده بنلقي إنو أخبث عملية مسلحة هي التي قامت وتقوم به النادي القديم طيلة تاريخ السودان ويمكن ان تتخيل الإنقلابات العسكرية التي نجحت في تقويض السلطة الدستورية (!) ومحاولات الإنقلابات الفاشلة التي لا تُحصي ولا تُعد وتدرك كيف ان النادي القديم لها أجنحة مسلحة داخل القوات المسلحة مُدرّبة سياسياً مجهزة ومُوجهَة من قبل الأحزاب ودي الوصّلت البلد لما آل عليه الوضع الآن افلا تتفكرون!
والكلام ده لو ما تم الإعتراف به وسعى الجميع لوضع علاج ناجح له والمساهمةبالافكار لتجاوز إخفاقات النادي السياسي القديم الذي ارتكبها وسعى الجميع لتجاوزها بمسؤولية وإلتزام أخلاقي وروح وطنية سوف تتعمّق فكرة( تتحدى بسلاح بسلاح) اكثر من أي وقت مضى لان هيمنة الأقلية والفروض الأبوية الإملائية لا يمكن السماح لها بالتكرار في زمن إستفاق فيه الجميع من سباتهم العميق.
وللموازنة دا مطلوب لحركات الكفاح إنها ترفع رأسها وتثق بنفسها وتمضي علي رؤاها ومشاريعها ما ذي زول يناضل قرابة عقدين بإسم الثورة والتحرر والتحرير والتغيير والديمقراطية والعلمانية ولما يدخل غرفة النادي القديم يتفرمط ويطلع لينا بنظريات ومفاهيم ومصطلحات سياسية ما عندها معنى مثلاً مشروع الدولة الخَدميّة/تصريح بكرة التوقيع والما حاضر الترابة في خشمو/افتتاح خلاوي ومساجد وزيارات الفقهاء والشيوخ/نظرية اقتصادية ان ابواب السماء مفتوحة كما لو كانت مغلقة قبل مجيئه/أيّدنا الإنقلاب لانها إجراءات تصحيحية/أيدنا العسكر لان الوضع مشحون ويمكن ان تنفجر ، ياخ ما تنفجر هو ميتين كان خامد لحدي تخاف وتقول لي حيوصل مرحلة لا يحمد عقباها وانت وراك مقابر جماعية للإبادة وإغتصاب عجزة وفتيات لا تُحصى وتغيير ديمغرافي وتجويع وتطهير عرقي والمأزق النفسي وذاكرة الحرب لا يزالان عالقان في أذهان الناس الطلعتَ ميادين الشرف والقتال عشانهم،،، وهلم جر من الانحطاط السياسي والتباكي من الاجسام المسلحة المشاركة في السلطة الانقلابية والعائزة تشارك ودي حاجة بأكد ليك ان الحركات فقدت البوصلة وبقت مفرغة عن اهدافها ومحتواها الحقيقي.
مافي حاجة إسمها القيادات في خطاباتهم داقين برة ول شاربين حاجة الموضوع كلو انك لما تنحرف عن اهدافك وبرامجك بتكون ما عارف تشوت كيف و وين ، وكل قيادات الحركات لما ترجع لخطاباتهم زمان بتلقاها خطابات مُتزنة ومتّسمة بالموضوعية الثورية والجدية الفعلية للعمل الثوري القاضي للتغيير من اجل قومية الدولة تحت اسم المواطنة اساس الحقوق والواجبات ، فليه ما عارفين الجديد شنو مثلاً ؟
التمسك بالمبادئ والأهداف الثورية امر في غاية الأهمية والتنازل عنها يعتبر انتهازية وانتحار سياسي.

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x