مقالات الرأي

أنسنة السودان أو الطوفان..!!

بقلم: هشام هباني

خوفاً من محاكمة التاريخ الذي قد يسطر في صفحاته ذات يوم شؤم وهو يحدث البشرية عن اختفاء دولة في تاريخ الانسانية اسمها ( السودان) والتي ادمن اهلها الفشل وجعلوا منها مثالا للدولة الفاشلة وذلك عندما اجهضوا ثلاث ثورات بسبب غياب رؤية التغيير المعبرة عن احلام وتطلعات اهلها وايضا بسبب عجزهم الدائم عن التوافق حول اختيار وزراء ورئيس وزراء في فترات الانتقال وما بعد الانتقال بحجم تطلعات واحلام شعبها في التغيير المنشود وهو الشعب الذي بذل لاجل التغيير اغلى التضحيات !!ولكن هنالك محاولة اخيرة يمكن ان تخرجنا من هذا الجب قبل الطوفان وهي محاولة تتطلب منا ان نتوهم اننا بالفعل اصل البشرية حسب الكشف( الاكسفوردي ) الحديث اذ يمكن ان نستثمر في هذا الكشف الذي اثبت باننا مهد البشرية ارض ادم وحواء وهو كشف ينبغي ان( ينفخنا ) بالزهو والفخر ونحن اصلا امة من (النفاخين) ليجعل الانسانية محور احلامنا وتطلعاتنا وتفكيرنا حيث ستتقاصر امامها المشاعر الوطنية والنعرات القبلية والجهوية لطالما صرنا منبت ومركز البشرية بانبيائها ومصلحيها وفلاسفتها و مفكريها و ابطالها وشياطينها ايضا ! وبالتالي يجب ان يتقولب كل وعينا وفقا لهذا الاحساس الانساني العالي والذي يفرض علينا وعيا سياسيا جديدا يمكن به ان نتقبل بكل ترحاب وبلا اي حساسية ان يكون رئيس وزرائنا القادم في الفترة الانتقالية او الدستورية اي شخصية عالمية غض النظر عن لونها او دينها والاهم ان تكون ذات خبرات ونجاحات معلومة في رفعة وطنها اذ يمكن التعاقد معها بعقد مجز كي تشغل هذه المهمة لانجاز المطلوب حسب احتياجنا وبالتالي حسب التعاقد المغري سيبدع هذا الشخص في الاضطلاع بهذه المهمة واذا فشل يمكن انهاء عقده واستبداله بشخص اخر الى ان يحقق المطلوب ! وتحت ادارته يمكن ان يكون لدينا وزراء ايضا من جنسيات مختلفة ومن اصحاب افضل الخبرات والتجارب الناجحة في بلدانهم وكذلك على ذات النسق الانساني يمكن جلب افضل الخبراء المشهورين في العالم لاعادة تأهيل المشاريع التنموية الكبرى لاحداث نهضة سودان الانسانية بل عبر هذه النظرية الانسانية حتى الجيش الكيزاني والشرطة الكيزانية يمكن ان نشطبهما وان نستبدلهما بجيش وشرطة جنودهما وضباطها يمكن ان يكونوا من مختلف دول العالم ومن افضل الكفاءات لحفظ الامن والسلام في ربوع البلاد .. بل يمكن ان تتمدد نظرية( الأنسنة) كذلك الى قياداتنا الحزبية اذ يمكن استبدالها بافضل السياسيين من شتى بقاع العالم من اصحاب التجارب السياسية الناجحة وكذلك يمكن ان تتمدد نظرية الأنسنة الى شيوخ قبائلنا وطوائفنا اذ يمكن استبدالهم بافضل الشخصيات المجتمعية العالمية التي لعبت ادوارا متميزة في تطوير حياة مجتمعاتها وبهذا النهج الانساني الجديد وفقا لهذه النظرية يمكن ان نعيد انتاج هذا الوطن المكلوم في قالب انساني جديد سيخرجنا من هذه الدوامة بل ستحيلنا هذه النظرية الانسانية من خانة الشعب الفاشل الى الشعب الرائد لهذا النهج الانساني المتجاوز لعصبية خطابات القومية والوطنية بل ستجعل منا هذه النظرية اعظم دولة في التاريخ الانساني في تجسيد معاني الانسانية وبذلك سننجو من الطوفان لطالما اعتصمنا بجبل الانسانية ونحن نؤسس دولة ابناء( آدم وحواء) اصل الانسانية !

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x