مقالات الرأي

إرتباط الدين بالدولة

بقلم: عباس عبد الله (كبلر)

بعد سقوط نظام البشير الدموي ما زال هناك بعض الأشخاص مصرين على أن يربطوا الدين بالدولة ، إذاً
لماذا هذا الإصرار؟
ماهي الإشكاليات التي تترتب عليها الدولة الدينية؟
أسباب كثيرة تنتج عن إرتباط الدين بالدولة من الجهل والتخلف والقهر والتهميش .
عندما يتم إرتباط الدين بالدولة النتيجة الحتمية تكون العنف المفرط.
بمعني الإرتباط العضوي بين الدين والدولة.
منذ نشاة الدولة الإسلامية تاريخ ملئ بالدماء الذي ودتميزت به هذه الدولة، وليس بالصدفة أن الدواعش التي تشهدها دول مثل: العراق وسوريا من الصراعات ما يسمي بالدولة الإسلامية لأنها اتخذت تجربة هالكة في غاية الفظاعة التي تبررها بالدين، وأسهمت في تاريخها الطويل من أجل السطلة وكانت تبريراتها في إرتكاب الفظائع بإسم الدين كما حدث منذ بداية التاريخ الإسلامي، فدائماً المواطن البسيط يتساءل،
لماذا توجد الصراعات في الدول التي تدعي على أنها دول إسلامية؟
لأن أغلبية الصراعات الدينية تجدها في شمال أفريقيا والشرق الأوسط .مثل: العراق، سوريا، اليمن ،السودان، نيجيريا، الصومال ، مالي وأفريقيا الوسطي.

لماذا لا توجد صراعات بين اليهود والمسيحين والبوذيين والبهائين والهندوسين .
كانت هنالك صراعات دينية في باقي الأديان منذ زمن بعيد وأصبح الصراع الديني حكراً بين المسلمين بعضهم البعض ويستدلون بآيات من القرآن والسنة من أجل تبريرها ،ويعتبرونه واجباً مقدساً.
ليس فقط في بلادهم بل في البلاد الأخرى حتي وُصف الإسلام بالارهاب.
لكي تجيب على تأثير الدين على الدول ،عندما يتم إقحام الدين في مؤسسات الدولة والسياسة والإقتصاد، وإعتبارها المطلق.
لن تجد غير النعرات العنصرية والتمييز.
لديهم عنصر واحد هو إستعمال الدين أو إقحام الدين في الحكم والسلطة ومحاولة السيطرة المطلقة بالسلطة من أجل بقائهم علي نعم الأجيال.
ومن المعلوم في عصرنا هذا هنالك مبدأ يتم تطبيقه في الدول الناجحة هو مبدأ إبعاد الدين عن الدولة والصراعات السياسية وعن شؤون تدبير الحكم وعن سير المؤسسات الحديثة وخوض الحملات الإنتخابية التي تتصارع فيها البرامج السياسية، وليس الأديان والمعتقدات والالسن واللغات والأعراق والأصول القبلية التي تختلف عنها اختلاف كبير بين الناس حيث تقف عليها سقف واحد ألا وهو المواطن والوطنية والإنتماء إلى الارض والوطنية الجامعة.
رغم أنهم مختلفون في كل شئ، وبسبب ترسيخ مبدأ إبعاد الدين عن الصراعات السياسية لانها تنتج المصلحة الذاتية والتحريض ضد السياسيين، وهذا يؤدي إلى الصراعات والإقتتال.
هنالك سبب أخر هو أن اقحام الدين يؤدي إلى تقسيم الناس على أساس العقيدة والطائفية أو القبلية أو العرق أو اللون وهنا لا يحدث التنافس الشريف.
ومن جانب أخر الحكم بالدين والتيار السياسي قراراً إلهياً يجعل المرجعية الدينية معرضة لكل أنواع النقد والهجوم من طرف الفئات التي عاشت بالعلم والفئات المهمشة.
عموماً الدولة التي تحكم بثوب ديني لم تتقدم في الإرتقاء والنماء ، وينتج عنها مجتمعات متخلفة يسيطر عليهم الجهل والتخلف والإنحطاط في القيم الأخلاقية والإنسانية المنصوص عليها في العهود والمواثيق الإقليمية والدولية.
أضف إلى ذلك عندما تخلط الدين بالسياسة يستعمل الدين في كثير من الاغراض فيفسد الدين وتفسد السياسة ويفسد الحكم
ويؤدي ذلك إلى إستفادة فئات محددة التي تستمر في السلطة وإرتكاب أفظع الجرائم ونهب أموال الشعوب بتبريرات دينية.
أي مجتمع يود بناء دولة يتساوى فيها الجميع وتكون المواطنة هي المعيار الأساسي في الحقوق والواجبات ،يجب عليه إبعاد الدين عن الدولة والسياسة وبناء دولة بأسس علمانية وديمقراطية قائمة على المواطنة الحقة المتساوية.

#العلمانية_هي_الحل

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
1 تعليق
Newest
Oldest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
Salim
Salim
1 سنة

المقال يعاني من الوصف لانه نسب هذا الصراع حكراً للاسلام مثل ضرب مثله بداعش وغيرها واستبعد تماماً ااي اخر ديني.
صاحب المقال يتحدث عن أبعاد الدين كلياً رغم انه نسى ان الدين له دور في الدولة…
ويبقى السؤال ألم يؤسس الدول العلمانية هذه التنظيمات مثل داعش وغيرها في الشرق الأقصى سوريا عراق… الخ؟
آلا يعلم ان اسس الإتحاد الأوروبي هي الكنيسة؟
آلا يعلم ان الكنيسة حتى اليوم له دور مركزي في الدولة؟
آلا يعلم ان حتى الملك له دور في الدولة وفق الدستور؟
لذا في تقديري طرح العلمانية بدون حياد يسبب أيضاً صراع شعواء
تحيا الثورة

زر الذهاب إلى الأعلى
1
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x