مقالات الرأي

إلَيّ حميدتي . . ومجلِسِه الأعلي . . أَطْلَقُوا سَراح هَذَا الوَطَنِ . . فالسودان كُلُّه جَبَل مَرَّة . . . ؟ (١-٢)

بِقَلَم /نصرالدين عمر عثمان

هَذِهِ الْحَقِيقَةُ الْمَرَّة وَإِلَيْك مَنَاطِق تشار لَهَا بِالْبَنَان مِن أقصي شَرَّق السُّودَان؛ وَهِي تُعَدُّ مِنْ أُغْنِي الْمَنَاطِق تَجِد أَن مجتمعاتها مِن أَفْقَر الْمُجْتَمَعات فِي الْعَالَمِ ناهيك عن السودان؛ كُلُّهَا كانت بِسَبَب حكومات الْمَرْكَز؛ الَّذِي يَتَبَجَّح ويتباهى بِهَا حميدتي بِأَنَّه مُمَثَّلًا ً لَهَا…! السُّودَان به أَطْوَل وَأَعْذَب أَنْهَار الْعَالِم وَهُوَ نَهْرُ النِّيل وَعَدَد ١٦ نَهْر وَمَا يَفُوق وفضلاً عَنْ عَدَدِ مِنْ الوِدْيان دَائِمَة الْجَرَيَان، وَبِالْإِضَافَةِ إلَى البُحيرات الصَّغِيرَة.

مِنْ مِنْطَقَةٍ سَلوُم فِي الشَّرْقِ الثَّغْر الْبَاسِم بُورتْسُودان الَّذِي يُسَمِّي« برؤوت » بَلَغَه البداويت نَجِد الطَّبِيعَة السَّاحِرَة فِي أربعات وَمَحَلِّيَّة اركويت الْجِبِلِّيَّة مروراً بمحلية جُبِيَت الدُّرَّة الَّتِي تُغْنِي بِهَا الشُّعَرَاء والفنانين وَبِالْإِضَافَةِ إلَى مَدِينَةٍ سَوَاكِن وَالْمَعَالِم الْبَارِزَة وَاَلَّتِي تُمَيِّزُهَا بالبوابة التَّارِيخِيَّة وَالْمَبَانِي التَّارِيخِيَّة ذَات التَّصْمِيم الْجَمِيل مروراً بمحلية هياء وبسنكات الْجَمِيلَة، نَجِد ضَرِيح السَّيِّدَة مَرْيَمَ الْعَذْرَاءِ، كابرز مَعَالِم مَدِينَة سنكات الْفَاضِلَة.

وَلَيْس أخيراً فِي مَنَاطِقِ الشَّرْق نَجِدُ فِي سَاحِلِ الْبَحْرِ الْأَحْمَر دُنقناب والكيلو؛ وَجَزِيرَة سنقنيب كأغني مِنْطَقَة لِلتَّنَوُّع البيولوجي البحري؛ وفَضْلًا عَنْ أَطْوَل سَاحِل سِياحِي لَم يَسْتَغِلّ بَعْد؛ هَذَا كُلُّهُ بشاهدة أُسْتَاذِي الْفَاضِل دكتور/ عُثْمَان فَرِح أُسْتَاذ عُلُوم الْبِحَار؛ الَّذِي دَرْسٌ فِي الْوِلَايَاتِ الْمُتَّحِدَة الْأَمْرِيكِيَّة، الذي كان اُستاذاً لمادة البيولوجي في علوم البحار والمصائد ومديراً لمركز أبحاث البحر الأحمر.

وَبِالْإِضَافَةِ إلَى مِنْطَقَةٍ طوكر الزِّرَاعِيَّة؛ الَّذِي يُمَثِّل أَخْصَب مَنَاطِق السُّودَان إلَيّ مَنَاطِق القاش ونهرها الَّذِي يُمَثِّل دَرَجَة ثَانِيَةً مِنْ أَخْصَب الْمَنَاطِق الَّتِي تَصْلُحُ لِلزِّرَاعَةِ وَالثَّرْوَة الْحَيَوَانِيَّة؛ يَجِبُ أَنْ لَا تُنْسِي أَن السُّودَان؛ هُو الْبَلَد الْوَحِيد الَّذِي أُطْلِقَ عَلَيْهِ « سَلَّه غِذَاءٌ الْعَالِم » « the basket food world ».

ومرورا بالبجراوية فِي شِمَال السُّودَان وَمَرْوِيٌّ العَاصِمَة الأَثَرِيَّة والتَّاريخِيَّة الَّذِي تُوجَدُ بِهَا أَعْظَم الْمَعَالِم الأَثَرِيَّة والتَّاريخِيَّة والسياحية فِي إِفْريقْيا وَالْعَالِم أَجْمَع؛ وَهِيَ عِبَارَةٌ عَنْ أَكْثَرِ مِنْ 250 هَرِم؛ وَهِيَ أَكْثَرُ عدداً مِنْ الَّذِي يتواجد فِي جُمْهُورِيَّة مِصْر الْعَرَبِيَّة ! أَنَّه السُّودَان ياسعادة نَائِب رَئِيس مَجْلِس السِّيَادَة… ؟

وَلَيْس أخيراً مَنَاطِق النِّيل الأَزْرَق مِن حَدِيقَة الدندر؛ الْغُنْيَة بالتنوع الحَيَوِيّ الْبَرِّيّ وَبِالْإِضَافَة إلَيّ سَدّ الروصيرص وَاَلَّذِي يُمَثِّل مُعَلِّمٌ سِياحِي بَارَز كَذَلِكَ وَلَا تُنْسِي مَنَاطِق النِّيل الْأَبْيَض ومعالمها الْبَارِزَة؛ مِن مَصَانِع السُّكْر الْأَرْبَعَةِ مِنْ كِنَانَةَ وسنار وَالْجُنَيْد ومرورا بكردفان الْغُرَّة آل خَيْرَهَا جَوَّة وَبْرَة يَحُطّ بِنَاء الرِّحَال إلَيّ عَرُوسٌ الرِّمَال وتحديدا مِنْطَقَة بابنوسة؛ الَّذِي كَانَ يتواجد بِهَا مَصْنَع تَجْفِيف اللَّبَّان وتعليبها.

أَوَدّ أَذْكُرُك بأَن حكومة الْإِنْقَاذ؛ واعوانها مُنْذ إنْ أَتَوْا إلَيّ السُّلْطَة؛ ساهموا فِي إفقارهم الشَّعْب السُّودَان؛ وَمِنْ ثَمَّ أَتَيْتُم أَنْتُم لتكملوا الْحَلْقَة؛ الَّتِي بدأتها حُكُومَة الْجَبْهَة الإسلاموية الإنتقامية فِي تَدْمِير السُّودَان؛ لَقَد بَاعُوا كُلّ الْمَصَانِع « الزُّيُوت وَالصَّابُون وَبِالْإِضَافَةِ إلَى مَصْنَع تَجْفِيف الْبَصَل فِي مَدِينَةٍ كَسَلًا، الَّتِي تَمَّ بَيْعُهَا بِي هَذِه الْمَصَانِع تَمّ إنشائها بِوَاسِطَة حُكُومَة نُمَيْرِي وَهَذِه الْمَعْلُومَة بِلَا شَكٍّ؛ قَدْ تَكُونُ غَائِبَةٌ عَنْ نَائِبِ رَئِيس مَجْلِس السِّيَادَة « حميدتي »

أَدْعُو عَبَّر هَذِه الْمِسَاحَة الجنرال حميدتي أَنْ يَبْحَثَ أَكْثَر لمعرفة السُّودَان كدولة مترامية الْأَطْرَاف ويَعرف عَنْ تَارِيخِه الْحَاضِر وَالْمَعَاصِر؛ وَفَضْلًا عَنْ تَارِيخِه الْحَدِيثُ كَذَلِكَ يَجِبُ عَلَيْهِ التركيز في الفترة مَا بَعْدَ إنْشَاءِ الدَّوْلَة إبان سَوْدَنَة الْوَظَائِف وَيَجِب عَلِيّ حميدتي أَنْ يَبْحَثَ أَكْثَر لِكَيْ يَعْرِفَ أَكْثَرُ.

وَهَذَا الِاسْتِفْهَام التَّالِي مُوَجَّهٌ لَه . . هَل سَمِع يَوْمًا مَا بِمَا يُسَمَّى بِمَشْرُوع سَاق النَّعَام ومصانع النَّسيج فِي جَنُوب دارْفُور ومصنعي قَصَبِ السُّكَّرِ المخترح فِي قارسيلا؛ الَّذِي تَمَّ إلْقَائِهَا مَع مَصْنَع مِنْقَلًا فِي وِلَايَةِ الاسْتِوائِيَّة الْوُسْطَى . . ؟ الَّتِي مازالَت بَعْد الْمُعَدَّات والآليات عَلَيَّ الأَرْضُ وَلَكِنْ لَلْأَسَف ذَهَب الْجَنُوب بِفِعْل السِّيَاسَات الْخَاطِئَة مِن الْمَرْكَز؛ لِيُصْبِح دَوْلَة مُسْتَقِلَّةٌ ذَات سِيَادَة.

يَجِبُ أَنْ لَا تُنْسِي سَعَادَة النَّائِب؛ مِنْطَقَة رَشَاد فِي جَنُوب كردفان الْمِنْطَقَة؛ الَّتِي تُسَمِّي بإسطنبول السُّودَان؛ ومرورا بكاودا عاصِمَة التَّنَوُّع الثَّقَافِيّ؛ مَعْقِل الرِّفَاق الثُّوار الأشاوس؛ دَعْوَتِي لَه لِكَي يُسْأَلَ الَّذِي سجلوا زِيَارَة عَابِرَة؛ قَد يَحْكُوا لَك عَنْ جَامِعَةٌ كُوش؛ وَمَاذَا تَعْنِي لَك هَذِهِ الْكَلِمَةِ « KUSH ».

وَيَجِبُ أَنْ تستفسر كَذَلِكَ مِنْ الَّذِينَ وَصَلِّ بِهِمْ الْمَقَام إلَيّ مَسْجِد كاودا الْعَتِيق؛ كاودا تَمَثَّل الْمَدِينَة الْفَاضِلَة لِلْأَحْرَار ومرورا بتلودي والعباسية تَقَلِّي؛ الَّتِي تُسَمِّي أُسْوَةٌ بمملكة تَقَلِّي الَّتِي هِيَ كَانَتْ مِنْ أَعْظَمِ الْمَمَالِكِ فِي إِفْريقْيا شِمَال الصَّحْرَاء.

فضلاً عَن الْمَمَالِك الأخري التَّارِيخِيَّة . . مروراً بمملكة مَرْوِيٌّ، نَبْتَه، سوبا، عُلُوِّه، مَمْلَكَة دارْفُور ومملكة كُوش هَذِه كَانَت دويلات السُّودَانِ فِي قَدِيمٍ الزَّمَانِ، دُول كَانَتْ لَهَا عملات نَقْدِيَّة وَكَانَت لَهَا علاقاتها الْخَارِجِيَّة؛ عَلِيّ ضَوْء ذَلِك تحترمها مُعْظَم شَعُوب الْعَالِم.

مقالات ذات صلة

5 1 vote
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x