مقالات الرأي

الإدارات الأهلية ومساهمتهم في الحروبات القبلية بالسودان(1)

بقلم: عصام بوش


مقدمة:_ كل الود والإحترام إلى رفاقي ورفيقاتي في درب النضال الطويل، ولكل من فضل نفسه أن يكون جسراً كي يعبُر الآخرون. والنازحين واللاجئين والشعب السوداني أجمع. في هذه اللحظات الجميلة أردت أن أتناول قليلاً عن الإدارات الأهلية في السودان ومساهمتهم في الحروبات القبلية الطاحنة التي دمرت إقتصاد الدولة وبنيتها التحتية ،وذهبت أرواح الشباب الذكية بالملايين. الإدارات الأهلية :
تعد الإدارات الأهلية ضمن الهيئات القيادية والمؤسسات الحكومية في مجتمعاتنا ،خاصة الأقاليم ، وهي ضمن الأجهزة التنفيذية لإدارة المجتمعات والشعوب في البلاد ، في كل أنشطتها الإجتماعية والإقتصادية والسياسية ، وهي أولى سلطات إجتماعية عرفها الإنسان منذ زمن بعيد على سبيل المثال (رئيس الشباب ، شيخ الحي ، شيخ عام للمنطقة أو شيخ المشايخ ، عقيد، عمدة، مقدوم ، شرتاي ، ناظر، سلطان ، مك ، ملك…….الخ) ولكل واحد منهم تعريف خاص ومهمة خاصة ، سوف نوضحها لاحقا.
ولكل منهم دور يؤديه في المجتمع وله مختصين وخبراء يمارسون سلطاتهم وفق صلاحياتهم بشكل منتظم ولا أحد يستطيع أن يتجرآ ليكسر أي قرار صُدر من الجهات المعنية ، بل يتم تنفيذها فوراً.
وهي ضمن المؤسسات الإجتماعية الحضارية التي تدعم وتحفظ الإرث الثقافي والحضاري للشعوب.
لكن في ظل ظروف الحرب التي شهدتها البلاد منذ الحروبات القبلية الأولى إلى يومنا هذا، تحولت مهام الإدارات الأهلية من خدمة المجتمع وصونها ، إلى تفكيك المجتمعات وتشريدها كلياً.
والسبب في ذلك إستقلال الحكومات الدكتاتورية للإدارات الأهلية وجعلها خلايا أمنية للنظام الحاكم.
لحفاظ صلاحياتهم ومكاناتهم الرامية ومصالحهم الزاتية وكشف أي تحركات ضد النظام ومقاومته كلياً.
ومن ضمن الأخطاء التي إرتكبتها الإدارات الأهلية:__
1/مخالفة القوانين الوضعية والعرف التاريخي للشعوب.
2/مساعدة الحكومات الدكتاتورية لمحاربة الثوار و الثورة السودانية.
3/عدم إحترام المعاهدات والمواثيق والإتفاقيات التي أبرمت بين المجتمعات المحلية.
4/التسليح القبلي ،هو السبب الرئيسي لنشوب الحروب القبلية في السودان.
5/قبولهم الواسع للسكان الجدد وتبنّيهم بالمواطنة.
6/تقسيم البلاد على أساس عرقي وجهوي و ديني.
7/عدم مساهمتهم في غرس روح الوطنية للإجيال وتعليمها حب الأخر المختلف.
8/نقل كل إقتصاد الدولة ومواردها إلى العاصمة ومن ثم تحويلها إلى سلاح للحرب القبلي.
9/عدم توفير الأمن لحماية الشعب ومواردها من النهب.
10/جمع الأسلحة من قبائل معينة وتسليمها لقبائل أخرى.
وبهذا الشكل ساهمت الإدارات الأهلية لتفكيك البلاد وتدهور الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية في ربوع الوطن.
ولايمكن أن نستقنى عن الإدارات الأهلية على الاطلاق،بل علينا أن نعمل في ترتيبها وتنظيمها وفق الأعراف والعادات والتقاليد الاجتماعية التي تنظم وتكمل هيكلة القيادة الاجتماعية في السودان ، ولهم أهمية كبيرة في صنع القرار وتنفيذها وحماية الدستور .
وهم المصادر الأولى لأمن وحماية المواطنين في مختلف الجوانب.

نواصل

11 مارس 2022م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى