مقالات الرأي

الإنتهازية وتأثيرها في الحركات التحررية

بقلم: أستاذ/أدم أدم (دومبرى)

الإنتهازية هى عبارة عن إستغلال جميع الوسائل لتحقيق المصلحة الذاتية على حساب مصالح الآخرين ، أو المصلحة العامة .
الشخص الإنتهازي هو الشخص الذي يستغل الفرص على حساب الآخرين دون إعتبارهم ، أو على حساب المصلحة العامة، و يكون الأخرين ضحايا على مصلحتة .ويمكن أن تكون مصلحة هذا الشخص (إقتصادية ، وظيفية ، ترفيهية أو غيرها) .
أما من جانب الحركات التحررية ، نجد أن الثورة عبارة عن سفينة للعبور من المحيط ، يتفق عليها الجميع في ركوبها والوصول بها إلى بر الأمان بسلامة ، هذا هو الهدف . لكن أثناء العبور يظهر فيها الإنتهازيين الذين يلعبون دوراً سلبياً تجاه هذه الرحلة من أجل مصلحتهم الذاتية .
كما يتم تعطيل سير السفينة ويكون الضحايا هم الركاب الحقيقيين الأبرياء الذى لا ناقة لهم ولا جمل في هذه المصلحة .
نجد أن الشخص الإنتهازي يبدأ العمل الثوري ويناضل مع الثوار الحقيقيين بجدية وكأنه شخص وطني يتميز بوطنبة عالية جداً ، حتى ينال ثقة وافرة من قبل الثوار ، ويعمل بالكتمان بنية أن مصلحته قريبة المنال ، وسرعان ما يطول عمر النضال و تبدأ فكرته في المصلحة البديلة داخل الثورة(المنظومة)، و من هنا تبدأ فيه بوادر التململ والتملق والتفكير السلبي . ويفكر في بيع القضية وأهداف الثورة جزءًا أو كاملة ، حسب وزنه ومقامه في وسط الثوار .
ومن الانتهازيين من يقوم ببيع الثورة كاملةٓ بالتسوية السياسية والمساومة مع الحكومة من خلال عملية تفاوضية بالتنازل من بعض مبادئ وأهداف الثورة لكي يضمن مصلحته ومستقبله الذاتي ، ويكون الآخرين ضحايا في هذه التسوية .
أما بيع الثورة جزئياً ، يتم فيها بيع معلومات عن الثورة والثوار للجهة المعادية ، أو إحداث تخريب ، أو القيام بأنشطة هدامة أو أى عمل مضاد داخل المؤسسة بمثابة خدمة للجهة المعادية ، مقابل مصلحتة الذاتية.
عليه إذا كان الشخص الإنتهازي هو شخص له وزن ومكانة مرموقة وسط الثوار ، يختصر دور تفكيره في عملية التسوية و المساومة بالقضية .ويدفع الشعب البرئ قيمة التضحية ، وذلك بتعرضهم للتصفيات العشوائية ، التعذيب، القتل التعسفي…ألخ لكوادر الثورة . وهذا ما يرجع عجلة النضال وعمل الثورة إلى المربع الأول ، وبعد هذه الانتكاسة من الانتهازيين يلجأ الثوار في ترتيب وتنظيم صفوفهم من جديد لمواصلة النضال ، لذلك نجد أن مسألة الإنتهازية هي العقبة الكبرى والخطيرة التى تتعرض لها الحركات التحررية (الثوار)، مما يؤدى إلى تأخير تحقيق هدف الثورة .
أما إذا كان الشخص الإنتهازي يحتل مقام أقل درجة من الأول ، يختصر دور تفكيره حسب مستوى قدرته العقلية ومقامه الثوري للحصول على مصلحته الذاتية ، ويقوم بتقديم خدمة للجهة المعادية ، مثل بيع معلومات وخطط الثوار ، أو القيام بأنشطة مضادة للثورة .
وكل هذه الاضطرابات تزيد طول فترة النضال من العمر الإفتراضى، وهكذا تؤثر الانتهازية ،على الحركات التحررية والثوار.
وهنا تصبح المعادلة كالاتي :

  • كلما زادت نسبة الإنتهازيين في الثورة = زادت الإنشقاقات مع زيادة عمر النضال.
  • وكلما قلت نسبة الإنتهازيين = قلت الإنشقاقات مع تقليل عمر النضال مما يقرب في تحقيق المبادئ وأهداف (الثورة ) .
    الإنشقاق : هو الإنفصال أو الإنحراف من مبادئ وأهداف الثورة المتفق عليها .
    الشخص المنشق: هو الشخص الذي ترتب في عقله أفكار أخرى ، و إنحراف من المشروع أو القضية بحساباته الخاصة ، فيسبب ضررآ للثورة والثوار ، بغض النظر عن خطورة هذا الضرر .
    _ متي يعد الشخص منشقآ عن الثورة ؟
    يعد الشخص منشقآ من الثورة ، عندما يفكر في المصلحة الذاتية ، وذلك بتكوين افكار موازية مناوئة للمشروع ، واستغلال مبادئها و أهدافها للحصول على المكاسب الذاتية .
    نجد أن عملية الإنشقاق في الحركات التحررية ، ليس له علاقة بالزمان و المكان ، بل إنما له علاقة
    بالبيئة المحيطة للشخص ومؤثراتها على عقلية الشخص المنشق . هذا ما يحدث في عملية الانشقاق .

الخلاصة :-
عادة في الظروف الطبيعية ، عند قيادة الحركات التحررية ، العقل هو الذي يقود القلب في خط مستقيم في مسيرة النضال . ولكن سرعان ما يحصل عكس ذلك ، يقود القلب العقل في خط متعرج تجاه المكاسب الذاتية للشخص , وهنا تظهر الإنتهازية . وهى التي تولد الإنشقاقات في الحركات التحررية .إذآ من الأصح أن يقود العقل القلب مهما كلف الامر .


مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x