مقالات الرأي

الإنقلابيون وعقل الأزمة


بقلم: د.أحمد بابكر


شكل انقلاب 25 أكتوبر اكبر انتكاسة سياسية تشهدها البلاد في تاريخها:
▪️بفرملته لمسار التحول والانتقال الديمقراطي
▪️سيطرة مافيا التهريب وكارتيلات الجريمة وغسيل الأموال والفلول وكل الانتهازيين ورأس المال الطفيلي على البلاد.
▪️سيادة نفوذ المليشيات وانتشار السلاح والجريمة مع غياب مظاهر الدولة ومؤسساتها
▪️التأثير المباشر للتدخلات الدولية والأقليمية وأجهزة الاستخبارات والارتباط الخاص مع العدو الصهيوني والذي أصبح يدير عملية تأمين الانقلابيين، ومستشارهم الأمني والعسكري في قمع الجماهير المناهضة للانقلاب.
▪️إعادة كامل منظومة المؤتمر الوطني الاجرامية والتي تنشط الآن في نهب موارد البلاد وتهريب ما سرقته طوال 30 عاما للخارج.
▪️استعداد الانقلابيين لبيع الوطن وكل موارده وتاريخه وارضه لضمان استمرارهم.

وفي ذات الوقت كشف هذا الانقلاب عن:
▪️الرفض الشعبي المطلق للحكم العسكري والانقلابات، وفي ذات الوقت الرغبة الحاسمة والصارمة في الحكم المدني والديمقراطي.
▪️كشف هذا الانقلاب عن الاستعداد العالي للشعب السوداني للتضحية في سبيل أهدافه.
▪️كشف هذا الانقلاب عن طبيعة كثير من القوى والافراد الذين كانوا جزء من قوى الثورة، كشف طبيعتهم الانقلابية وانتهازيتهم حيث يمكن القول ان هذا الانقلاب عمل على فرز الخنادق بين قوى الثورة والتغيير والديمقراطية، وبين قوى الشمولية والانتهازية، وهذا بالتأكيد يصب في عملية التغيير عبر التخلص من الحمولة الانتهازية داخل جسم الثورة.
▪️كشف الانقلاب عن القدرات المتواضعة لمن قاموا به وبمن ساندهم وكشف عمالتهم وعدم وطنيتهم واجرامهم ووحشيتهم في تصديهم للمواطنين
▪️كشف هذا الانقلاب عن أهمية تفكيك نظام الثلاثين من يونيو 1989 لأنهم كانوا مادة الانقلاب وعموده الفقري
▪️كشف هذا الانقلاب عن الحاجة الضرورية لإعادة بناء الجيش السوداني، والأجهزة النظامية الأخرى، بشكل محترف ومهني، وضرورة إبعاد المؤسسة العسكرية عن العمل السياسي، والتركيز على دورها الأساسي المنوط بها وهو حماية البلاد.
▪️كشف هذا الانقلاب عن قوى سلام جوبا وانتهازية قادتها وأنهم مجرد باحثين عن الثروة والسلطة استغلوا قضايا أبناء مناطقهم ليراكموا الثروات على جماجم ودماء ودموع وعذابات أهلهم.
▪️كشف هذا الانقلاب عن الخلل الموجود في الوثيقة الدستورية بشكل عملي
▪️كشف هذا الانقلاب ان الأزمة الوطنية هي أزمة سياسية بالدرجة الأساس وبالمقابل تحتاج لساسة لهم تاريخ نضالي وعانوا مع شعبهم، وليس موظفين من المؤسسات الدولية لا علاقة لهم بالثورة ولا معاناة المواطنين.
▪️كشف هذا الانقلاب ان الشراكة كانت مع الذئاب ولا مجال للعودة اليها مرة أخرى..

لذلك الآن يجد الانقلابيون انفسهم في ورطة كبيرة، مما اثر على طريقة ادارتهم للأزمة فالعقل الذي يقود تفكيرهم هو عقل الأزمة، وداخل صندوقها حيث بدأوا بالاكاذيب ومهاجمة قوى الحرية والتغيير باعتبارها خصمهم الذي انقلبوا عليه، ساعدهم في ذلك الحملات المنظمة على قوى الحرية والتغيير من الفلول وبعض القوى السياسية المحسوبة على الثورة، وفي ذات الوقت تم استخدام الإرهاب والقمع والقتل والتنكيل كاحد أبرز تجليات عقل الأزمة..
ثم العمل على تفتيت قوى الثورة باستقطاب بعض أطرافها الضعيفة واغراءهم بالسلطة وامتيازاتها، وبعد ادراكهم للورطة التي وقعوا فيها؛ يثحدثون عن انهم مع الحوار مع القوى السياسية، ويشكون مر الشكوى من عدم استجابة القوى السياسية لهذه الدعوة.

الآن أمام الانقلابيين طريقين لا ثالث لهما:
▪️اما تسليم السلطة للشعب طواعية
▪️او انتظار اقتلاعهم بواسطة جماهير الشعب السوداني التي لن ترضخ لأي تهديد ولن تستجيب لأي اكاذيب او وعود فارغة. فقد تم تجريبكم فافصحتم عن أقصى معاني الغدر والخيانة والخسة والعمالة…

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x