مقالات الرأي

الإنقلابيون وفئة الألف جنيه

بقلم: عبد الناصر هارون (كنانة)

لقد فوجئ الجميع بعملية الإنقلاب التي حدثت في يوم الخامس والعشرون من أكتوبر العام المنصرم ،حيث كانت المفاجأة الكبرى التي حدثت في البلاد وسطرها التاريخ علي الصفحات في زمن الفترة الانتقالية، بعد ثورة ديسمبر المجيدة التي وحدت الشعب السوداني بمختلف مكوناته وألوان طيفه السياسي ، مما جعل عامل مشترك بينهم وهو النهوض بالبلاد إلى الأمام لكي تتوقف تلك الصراعات والحروبات التي شردت أبناء بلادي و جعلت منهم أما مشردين ، مهاجرين ، نازحين أو لاجئين. بعد أن هيأت الفترة الإنتقالية الأجواء الممكنة لمناقشة جزور الأزمة التاريخية في البلاد منذ خروج المستعمر عندما أصبحت الدولة في ميلادها الجديد بروح الثورة و دماء الشهداء والمفقودين .
و ظهرت ثمرات الثورة في رفع إسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب وتم إعفاء ديون السودان وفتح التعاملات الخارجية وإستقرار سعر العملات الأجنبية مقابل الجنيه السوداني و تفاعل أبناء وبنات هذا الوطن بروح البناء و التعمير والتنمية الزراعية والنهضة الصناعية ومعالجه الأزمة الإقتصادية التي يعيشها الشعب بإقامة المشاريع التنموية والخدمية ورفع عبء معاش الناس . لكن ما أُتي به الإنقلاب كأنة أسوأ بكثير، تسبب فى الإنهيار التام وأدخل البلاد في نفق مظلم ،
لأنهم فشلو في إدارة الدولة سياسياً واقتصادياً وإجتماعياً ، والدليل على ذلك، قد مضى أكثر من سبع أشهر وبضع أيام ولم يستطع الإنقلابيين توفير الأمن أو معالجة التدهور الإقتصادي أو إنهيار العملة بل قاموا بطباعة فئة ألف جنيه كحلول إقتصادية لكي تصبح فئة ٥٠ و ٢٠٠ خارج المعاملات النقدية، كما أصبحت فئة ٥ و ١٠ و ٢٠ خارج الخدمة بسبب أنه لا توجد سلعة بهذا السعر المنخفض وتكون فئة ٢٠٠ و ٥٠٠ و ١٠٠٠ فقط الصالحة في المعاملات التجارية والإستثمارية لأن التضخم وصل الحد الجنوني.
و أصبحت السرقات والنهب والقتل في وضع النهار و بات الكل يفكر في الهجرة والإغتراب من أرض الوطن بسبب تلك الإنتهاكات والإنهيار الإقتصادي، أما القادة العسكريون والأحزاب السياسية يفكرون بالخروج بأقل خسارة ممكنة.

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x