مقالات الرأي

 البطل محمد نور سعد  ….. انس عمر  والجزولي  بضدها تعرف الاشياء

بقلم: شوفي بدري

 ما قام به الجنرال أنس عمر والداعشي محمد على الجزولي من جبن انكسار وخيانة يعتبر اكبر سقوط حسب العرف السوداني . الاثنان كانا من اكبر  ،، الحلقامية ،، واصحاب اكبر كنكوج للصراخ التهديد والهراش . والبقية  تاريخ معروف اليوم .

من قصيدة البدينقا والمحجان

الحموها الكلوميت كيفن تشد العرقى

وبعد الهدر ما يجوز الفحل يرغى

والخواف بيحسب كل المرض بعدى

لكن حتى الكلس ما بتقصد الجدرى

 الكلوميت مشروب مسكر يخمر مثل الشربوت….. الهدر عندما يثور الجمل الفعل ويطلق بالونا ضخما ويطلق صوتا عاليا يخيف بقية الجمال، وقد ينتهي الامر بموت احد الفحلين . الرغي عندما يتألم الجمل وينكسر .

 محمد نور سعد قام باكبر انقلاب واتى بجنوده الذين تدربوا في ليبيا حارب بشجاعة رفض أن يهرب ويترك جنوده وهو القائد . هرب من اتوا به ليوصلهم الى السلطة . اولهم مبارك الفاضل وشقيقه . وتقاعس فضل الله بركة الذي كان من المفروض أم يتدخل من داخل الجيش الا انه مارس الجبن الانحطاط  . حظى محمد نور سعد بالاحترام  من اعتى  اعداءه واولهم نميري . سقط مبارك الفاضل فضل الله برمة . ابدينا احترامنا لمحمد نور سعد محمدين بالرغم من عدم قبولنا بانقلابه الذي كان لاعادة الصادق الى السلطة وتحالفه مع الكيزان الذين كرهناهم كل حياتنا .محمد نور وهو من الاعداء انتزع احترام رجال الجيش لانه بطل ، على عكس الجنرال انس عمر ومحمد على الجزولي .

 اول مرة التقي بمحمد نور سعد كنت في الخامسة عشر من عمري . خرج شاب يخطو نحوالثلاثين في حى السردارية العباسية شتم كل اهل الحي وطلب أن يخرج له الرجال . كان هذا امام منزل وزير المالية  ومنزل القائم مقام محمد مصطفى الكمالي ياورو الرئيس ابراهيم عبود وآخرين . ربما لان الوقت كان في  الثالثة بعد الظهر فلم يخرج له سوى توآم الروح ،، بلة ،، الذي كان ملاكما ويكبرني قليلا . وصرنا نقف امامه وبلة يقول ما تكتر كلامك الرجال قدامك . ولفترة طويلة وقفنا متواجهين والبطل محمد نور لم يرد أن يدخل في معركة مه صبية . خرج جارنا المباشرالعم الطيب جبارة الله والخالة خديجة والدة البطل محمد نور . انتهرنا العم الطيب وشهدت الخالة خديجة بأنني من اقرب الجيران لهم ولها علاقة باهلي وان بله ود ناس وتعرف والدته التي كانت تدير بوفيه مدرسة الاحفاد للاساس الخ .

الاخت  الرضية سعد محمدين كانت تستاجر المنزل المواجه لمنزلنا وكان زوجها  فني الصوت في الاذاعة كمال جابر يستضيف العازفين الفنانين والرضية رئيسة المغنيات ومن عرف ب ،، كورس الاذاعة ،، تعرضت المغنية وزميلة الاخت الرضية بثينة لمضايقات من بعض اهل الحي الذين لم يرحبوا بتردد العازفين والفنانين الى المنزل .

 كنا معجبين بالظابط الذي خرج وهو يرتدي السروال الكاكي والفنيلة الكط وتحدي  كل الحى في العباسية .محمد نور كان عائدا من المانيا في اجازة . آخر مرة اقابل البطل محمد نور سعد كانت في 1975 يناير عندما اتى لشارع الاربعين ليهني توأم الروح بله بزواجه . بالرغم من العمة الجلابية الملفحة كان محمد نور يبدو كبطل حقيقي بكاريزما طاغية  وشخصية تفرض الاحترام . بعد اكثر قليلا من سنة من تلك المقابلة كان ذلك البطل يتلقى وجبة كاملة من الرصاص بعد أن خانوه ولم يخن او يساوم ويبيع الآخرين لكى ينجو بحياته .كان في امكانه أن يبيع الآخرين واولهم فضل الله برمة . طالب جامعة  الخرطوم ابن المسيرية اهل فضل الله برمة كباشي النور الصافي كلف بالاتصال ببرمة للتحرك كما متفق عليه ، الا انه رفض وشارك في محاربة الانصار وبعض الكيزان  ….. 850 انصاري و39 كوز واعداد اخري كانت مندسة من قبل فترة في العاصمة  ، وهم  ما عرف  بدون حق ب ،، المرتزقة ،،. كما شارك برمة في المحاكمات !! .

 ابن الموزدة وأحد اعلامها رجل الاعمال يوسف بدر عبد الرحيم وزميله المحامي التجاني الكارب ارتبطا بصداقة مع محمد نور سعد عندما كانا يدرسان في برلين  . وقتها كان محمد نور سعد مبعوثا لالمانيا لدراسة الحرب الكيمائية والمتفجرات الخ .

 محمد نور سعد كان متفوقا في دراسته . تخرج من مدرسة خور طقت الثانوية وبسبب فقر والده لم يلتحق بالجامعة ذهب الى الكلية الحربية لانها تعطي مرتبا جيدا للطالب الحربي عبارة عن عشرين جنيها . نفس الشي حدث مع اللواء مزمل غندور لانه واخوته كانوا من الايتام .

 تمكن يوسف بدر من حضور المحكمة عن طريق صديقة الظابط . ومنه سمعت الكثير من بطولة محمد نور سعد خلال المحكمة وبعد المحكمة .

 اقتباس

واصل يوسف بدر عبد الرحيم صديق محمد نور.

المحكمة التي جرت في مدينة بحري علي شاطئ النيل الازرق . واستغرقت وقتا قصيرا ، جلستين علي مدار يومين متتاليين .

وحكيت لكم كيف ان القاضي لما سأل محمد نور سعد هل لديك اسباب لتخفيف الحكم عنه . رد محمد نور بكل شموخ ,, لا ,, مما اضطر محامي محمد نور ان يطلب من القاضي استراحة قليلة حتي يقنع محمد نور بتغيير رأيه .

مشهد بطولي ….

اخت محمد نور سعد الرضية في الاستراحة اخذت تبكي وتصرخ وتقول لمحمد نور ,, ماشي تخلينا لمنو ؟ ,, وكانت تحتج علي رد اخيها للقاضي بأنه لا يملك ما يخفف عنه الحكم .

ابوه العم سعد نورين رفع عصاته في وجه ابنته فهربت من امامه فطاردها في حوش المحكمة حتي ابتعدت …. رجع الوالد المكلوم الي ابنه محمد نورسعد وقال بكل قوة ,, عشت راجل … موت راجل … ما تنكسر ليهم ,, الكلمات كانت تخرج من فمه كالرصاص .

ثم واصل الاب حديثه لابنه ,, ونحنا عافين منك ,,

سرت موجة من الاعجاب بين العساكر المنتشرين خارج المحكمة ، وهم يشاهدون عرض هذا المشهد الرجولي لمحمد نور سعد وابيه العم سعد . كانوا ينظرون اليه ووالده بفخر واحترام .

رجع محمد نور سعد مرة اخري للمحكمة … كرر عليه القاضي السؤال ,, هل لديك اي اسباب لتخفيف الحكم عنك ؟ ,, بكل شموخ رد عليه محمد نور ,, لا ,, وانتهت المحكمة .

بعد انتهاء الجلسة قال لي محمد نور سعد ,, يبدو ان هؤلاء الناس قد حكموا علي بالاعدام . وانا سوف اطلب لقاء اخير معك ومع الاخ التجاني الكارب بصدد الامر حتي حتي ينتظر في منزله ايضا . ,,

اعتصرني الالم وانا اصافح محمد نور سعد لآخر مرة في طريق الخروج من المحكمة العسكرية .

انا الراوي يوسف بدر لم يتصل بي احد رغم انني بقيت ملازما المنزل في انتظار الاتصال بي ولكنهم اتصلوا يالتجاني فقط .. وتمت المقابلة بينه ومحمد نور سعد . وكان التجاني آ خر شخص يقابله الشهيد وسمع منه .

وفي وقت لاحق سألت الرائد مامون عوض ابي زيد وزير الداخلية عن سبب عدم استدعائي لمقابلة محمد نور سعد حسب طلبه ؟ فقال لي ,, خشينا ان يرفض النميري طلب مقابلتكما الاثنين لصعوبة الامر . وكان اختيارنا للكارب لانه لم يلتقه علي الاطلاق ولوجود امور قانونية اراد محمد نور سعد ان يطلع عليها الكارب ويملكها له .

ليلة التنفيذ ………

في عمق الليل حملت سيارة عسكرية خاصة العميد العميد محمد نور … رافقته عدة سيارات اخري محملة بالجنود المدججين بالسلاح .

محمد نور كان مقيدا بالسلاسل ويجلس وسط الجنود الذين كان الصمت يطوقهم والوجوم الشديد  وحاول كسره ، فصاح فيهم فيهم ممازحا ,,و شنو يا جماعة ساكتين كدة ؟ ؟  ثم حكي لهم نكتة ضحكوا جميعا وانزاحت غيوم الصمت وبدأوا يشاطرونه الحديث وكأنهم في طريقهم الي الي مناسبة اجتماعية … وليس الي ساحة اعدام .

عندما انزلوه من السيارة وتوجهوا به الي المكان الذي سيقف فيه في انتظار مطر الرصاص… قال محمد نور سعد للجنود ,, شوفوني حاموت كيف وكلموا ناس يوسف حتي لا يخرج نظام نميري عني الاشاعات بعد موتي ,, حكي لي هذه القصة احد الجنود وهو حي يرزق كان شاهدا علي لحظة الاعدام . .

بعد يومين جاءني عم سعد والد محمد النور سعد ضاحكا وسألني ,, انت تحدثت مع السيد الصادق ؟؟ ,, قلت له لما السؤال قال زارني الصادق المهدي مع صلاة الصبح وانا قادم من المسجد ، ملثما علي عربة بوكس نزل فقدم لي الاعتذار علي تأخر التعزية .

نهاية كلام يوسف بدر …………….

عند محاولة علي حامد وعبد البديع والآخرين الانقلابية في 1959 ، صار الرشيد الطاهر بكرالاخ المسلم شاهد ملك واعدم عبد البديع وعلي حامدوآخرين . لقد حاولوا ان يساوموا البطل محمد نور الا انه رفض. كانوا يريدون ان يعرفوا سر الحركة التي هزت النظام وخاف النميري واختبأ في بيت بابتوت ولم يخرج الا بعد ان قام الباقر بدحر الهجوم . كما قال الامريكان لقد تصدي الجاموس العجوز للمعركة . ورفض البطل محمد نور وضحي بحياته ولم يشي بأي انسان .

وانقذ محمد نور حياة مبارك الفاضل فعندما اتو له بمبارك الفاضل انكر تماما اي معرفة به . وكان يسكن في منزلهم في شارع المك نمر. ومبارك شارك في شراء الاسلحة . وشقيقه عبد الله كان المسئول عن شراء الشاحنات والعربات . وغازي العتباني كان مسئولا عن المؤن من صفائح الطحنية والجبنه والعدس والفول …. الخ وكان يطلق النار علي السودانيين من دار الهاتف . وكانوا علي استعداد لقتل اي انسان بغرض الوصول الي السلطة .

ولقد اشتريت لواري تراب غير صالحة للمسافات الطويلة . وبعضها تعطل في الطريق ….احداها تعطلت خارج العاصمة . وهذا ما نبه الامن . بسبب حضور مسافرين بدون بضائع او متاع شخصي . واختفي الاخوان المسلمون في منازلهم ومنازل اهلهم ولم يفشي عنهم شكلهم او لهجتهم . و البقية قالوا عنهم طاردناهم كالارانب وسحقناهم كالعقارب . وطمروا كالنفايات في الحزام الاخضر . لم يكن هنالك خطة للتراجع او الانسحاب ولم يكن هنالك ملجأ للقائد لكي يعيد الكرة . كل شي يهون حتي المهج لايصال السيد الي الحكم . وماذا كان سيكون جزاء محمد نور سعد . هل هو اجر المناولة .؟؟

وبعد كل هذا وبعد شهور كان الصادق يجلس في مجلس النميري الاتحادي الاشتراكي ويقبض البدلات والمرتب . وبعدها بمدة . اتي الترابي وحاشيته ، وسيطروا علي النميري بعد ان اخافه هجوم محمد نور سعد . ولم يهتم اي ابن مقنعة بالذهاب الي الخالة خديجة لكي يسألها عن حالها . ولم يتلقي العم سعد نورين من يعزيه في ابنه البطل . وهو قد اتي في صباه الي الجزيرة ابا وكان يخدم السيد عبد الرحمن . وبعد موت السيد عبد الرحمن عمل كحارس في حوض سباحة الجامعة .

نواصل قصة العميد محمد نور سعد الذي قاد ما عرف بالغزو الليبي ، في سنه 1976 . ولقد رواها يوسف بدر عبد الرحيم للصحفي احمد عمر ونشرت في جريدة التيار في شكل حلقات . وقام ابن العم يوسف بارسالها لي . .

لم يدر في خلدي اطلاقا ان يرتبط محمد نورسعد بالحركة العسكرية في سكون فجر الثاني من يوليو 1976 .

في ساعة الصفر المحدد هرع شباب الانصار والاخوان المسلمين الذين كانوا يختبئون في اماكن متفرقة الي اماكن تجمع متفق عليها . مجموعة اخري ذهبت الي في عمق الليل الي جبال غرب امدرمان حيث السلاح المدفون ، فاخرجته ووزعته علي الشباب .

لا اريد ان اسرد تفاصيل العملية العسكرية التي لم يكتب لها النجاح . ولكن باختصار سيطر الشباب علي اغلب المواقع الاستراتيجية في العاصمة بما فيها الاذاعة التي فشلوا في تشغيلها . واشرق الصباح علي سكان الخرطوم وهم يسمعون زخات الرصاص المتقطع في اماكن متفرقة . والاشاعات تملأ الاسماع . ,,مرتزقة اجانب سيطروا علي الخرطوم . قليلون في الشارع العام عرفوا من هم مدبروالحركة العسكرية .لكن ما ان بدأت شمس الخرطوم اللاهبة في الانطفاء اي قبل صلاة العصر، بدأت الضربة المضادة من الجيش واستعاد كل المواقع بكل سهولة . وبدأ الثوار في الانسحاب بطريقة غير منظمة بما فيهم قائد العملية محمد نور سعد .

القائد محمد نور سعد تعرض لامتحان عسكري لم تعرف الي الآن اسراره علي وجه الدقة . في النهاية وجد نفسه يفقد السيطرة علي قواته . وسرعان ما بدا الهروب خارج الخرطوم .

فال لي محمد نور سعد السيدان مبارك الفاضل المهدي و شقيقه الفاضل عبد الله الفاضل اقترحا علي الهروب .. قلت لهما نحن في الميدان ولا بد من الثبات … انا كقائد لا اهرب واترك جنودي للمجهول . …. لاحظ محمد نور انهما تسللا وتركاه لمصيره .

سألت محمد نور هل عذبوك بعد القبض عليك ؟ وهل بطشوا بك وافرغوا شحنة الثأر التي تحتقن بها الصدور ؟ قال محمد نورسعد بعد القبض علي اخذوني الي القيادة العامة في الخرطوم . . حبسوني في مكان امين يصعب التفكير في الهرب منه .

آ خر المساء جاء الرئيس نميري بنفسه . كانت مفاجئة لي ، لانه تحدث معي بكل لطف كانني لست ذلك الرجل الذي كان قبل ساعات قليلة يحاول الاطاحة بنظامه . حتي الآن لا اعرف سبب هدوء النميري وربما لانه ادرك اخيرا انني اسيره ولا حول لي ولا قوة . وان مصيري بات معروفا . فلا حاجة لاهدار الغضب في رجل عنقه يكاد يلامس فوهة بندفية الاعدام .

 صدر الحكم بالاعدام على محمد نور بسبب رفضه التعاون او طلب الرحمة  . تواصل مع محمد نور  عمر محمد الطيب نائب نميري . انتهى الامر بالتعهد ببناء منزل لاسرة البطل محمد نور سعد  والاهتمام بحالتهم المالية . كما وعد عمر محمد الطيب بالتواصل مع سعد ابن محمد نور سعد ووالدته الالمانية . المجد ما شهدت به الاعداء . سامع يا الجنرال انس  سجم .

ثم كانت الزيارة الاخرى المغايرة تماما من الرائد ابو القاسم محمد ابراهيم زارني في الفجر وكان متجهما بصورة غير طبيعية . وكان يضمر شيئا . طلب ابو القاسم من حراس محمد نور ان يفتحوا له باب الحراسة لتأديبة واستخدم محمد نور في وصف هيئة الرائد ابو القاسم حينما زاره فجرا … كان خارج عقله ورشده .

الضابط المسئول عن الحراسة برتبة ملازم رفض بحسم وقال لابي القاسم ,, سيادتك التعليمات من الجهات الاعلي واضحة ونهائية ,, الرائد ابو القاسم كان يطلق اساءات شخصية بكلمات نابئة ويشتم محمد نور سعد بالفاظ لا يمكن كتابتها . وكلمات اخري عنصرية . بينما محمد نور مقيد خلف القضبان . ويطلب محمد نور فك قيوده لمواجهة ابي القاسم راجل قدام راجل .

ملحوظة . انا شوقي اعرف ابي القاسم المعروف بالشيخ شيطان كانسان حاقد ولم يكن محترما من ابناء الحي والاحياء المجاورة . وله اسبابه لكي يكون حاقدا . وهو الذي عذب الشهيد الشفيع وكان يطعنه بالسنكي في يده. وحث الجنود علي ضرب الشفيع وشاركهم . وخلصه زين العابدين محمد احمد عبد القادر جاري وزميل الطفولة في حي الملازمين . في مقابلة ظابط  عبد المنعم سليمان من حى العرب  والذي عرفته لسنين في ابوظبي ،قال لي  ان ابو القاسم كان يعتدي بالضرب والركل ومحمد نور مقيد . وطلب محمد نور من الظابط عبد المنعم  سليمان  أن يخبر نميري لمنع ابي القاسم من الاعتداء عليه وشتمه بالفاظ عنصرية تتطرق لامه واسرته  . وهذا هو سبب منع ابو القاسم من الدخول على محمد نور . عبد المنعم قال لي أن الغرض بالسماح له  بالدخول على محمد نور هو محاولة استنطاقه او الحصول على معلومات عن حركته . عبد المنعم هو من شاهد الشباب المغبرين امام منزل الاعم عوض ابو زيد .

عندما رجع ابو القاسم من مجازر الجنوب في بداية الستينات كان نادي الهاشماب قد تراجع من الدرجة الثانية الي الرابعة وكان طيش الخامسة . واستعانت لجنة النادي باولاد السروجية ، فنقر العباسية منهم عثمان سعدان ،محمد عثمان ابراهيم شوقي والنعيم فرج الله وعبد الرحمن ازرق وصلاح كار والدكتور فيما بعد.

قام ابو القاسم بطرد هؤلاء وتمزيق صورهم التي علقت في النادي . وكان النادي قد انتعش وصار يفوز . ابو القاسم كان يقول ,, انا العبيد ديل كنت بكتل فيهم في الجنوب تجوا تعلقوهم لي في نادينا . وهذه هي العنصرية التي حطمت السودان . وتكونت عدواة بين ابناء الهاشماب والاحياء المجاورة . انا لم اضع رجلي ابدا في نادي الهاشماب بسببها، كنت محسوبا علي الجانب الآخر . وان كان صديقي وفردتي الشيخ اسماعيل ابو القاسم ، وبهاء الدين مصطفي الكمالي والرجل الرائع الذي يحترمه الجميع الدكتور احمد عز الدين ابو القاسم المشهور ب  ،،معني ،،وآخرين من اصدقائي. .

سيتواصل الاقتتال بسبب العنصرية . دارفور اكبر دليل.

يواصل يوسف . الرائد مامون عوض ابو زيد ، كان وقتها يشغل منصب وزير الداخلية كانت لي به معرفة . فاتصل بي وسالني اذا كنت قد تعرضت لاي مضايقات ؟ وقال ان اسمي ورد كثيرا في التحقيق مع العميد محمد نور سعد . واضاف الرائد مامون عوض ابو زيد ,, انا عارف محمد نور لا يمكن ان يورط اصدقائه في امر كهذ .

ملحوظة ، ما اعرفه ا وسمعته من الظابط عبد المنعم سليمان واهل المسالة وحي العرب  أن ثلاثة من الشباب مغبرين كانوا ينتظرون امام منزل مامون عوض ابو زيد لتصفيته . وقتلوا صهره بالخطأ . ولكن مامون كان رجلا شهما لم يحقد علي محمد نور او صديقه يوسف بدر عبد الرحيم.

 بعد أن تمكن  الظابط الشجاع محمد يحي منور من تهريب نميري من المطار  واخفاءه في منزل بابتوت . تحرك منور صديق محمد نور سعد في محاولة لتنظيم العسكر . تمت تصفيته  بواسطة جنود محمد نور سعد مما احزن محمد نور كثيرا .

  جنود محمد نور سعد كان من المفروض أن يكون في انتظارهم رجال يوسف الهندي لكى يدلوهم على المواقع داخل العاصمة  ، الا أن الهندي انسحب وهم في ليبيا وكما اورد الكوزعثمان خالد مضوي  في التلفزيون اسماء في حياتنا …….. خيانة الصادق للتجمع جعلت الشريف الهندي يغسل يديه من العملية  . بعد أن تحرك المحاربون الى السودان قال الصادق …. انا الانصار ديل نورتهم انهم ماشين يعملوا مهدية عديل  . غضب الهندي وقال  عمر نور الدائم …. ده كلام شنو يا سيدي الامام البخجل ده ؟ لهذا تاه المهاجمون ولم يعرفوا الاهداف ولم يتواجد من يستطيع ادارة الاذاعة بعد احتلالها كما متفق عليه .

 تم قتل صديق محمد نورسعد ” محيي الدين عثمان هاشم الذي كان في اجازة من المانيا وحسبوه الفريق محمد عثمان هاشم . بالرغم من كل هذا احترم  الكثيرون محمد نور سعد لانه لم ينكسر مثل انس والجزولي !!.

لقد كتبت مجموعة من المقالات تحت عنوان البطل المظلوم محمد نور سعد يمكن قوقلتها .

وفي حوادث 1971 . وبعد الاعدامات وجد الضابط بابكر عبد المجيد علي طه احد الشاويشية يقود سيارة احد الضباط الذين اعدموا كغنيمة . والشاويشية امثال احيمر وشامبي وحسب الله نوقا الذين ارجعوا نميري في 1971 ، صاروا يطالبون بعلامات حمراء ولا يحيون الضباط . وبابكر اعتقل الشاويش ووضعه في الكركون . وارجع السيارة لاسرة الضابط . وبابكر وزميله المقبول من الدفعة العاشرة رفضوا  الحكم بالاعدام كما طلب السادات من نميري ….. خلص عليهم  . وطرد نميري  بابكر والمقبول من الجيش وبابكر كان اول الدفعة العاشرة ولم يكن يعرف سوى الجيش الظبط والربط . .

المحكمة

بعد القبض علي محمد نور سعد ومئات من جنود الجبهة عقدت محاكمة عسكرية في سلاح المهمات ببحري جوار كوبري النيل الازرق . ففكرت في حضورها . فاتصلت بالعميد احمد دوكة قائد منطقة بحري العسكرية وقائد سلاح النقل لاستخراج اذن لحضور المحكمة فقال لي لا توجد طريقة لحضورك باذن . لكن بامكانك ان تأتي من بوابة السلاح وتطلب مقابلتي . في مكتبي وانا ساضع اسمك في الاستقبال . حينها في امكانك الدخول والذهاب الي المحكمة .

بالفعل دخلت الي السلاح الذي كان مليئا بالعساكر والضباط بسبب محاكمة محمد نور سعد . لم يكن هنالك اي مدنيين الا انا وابوه وامه واخته . وعندما اقتربت من مكانه لمحت محمد نور سعد من بين الحرس جالسا في غرفة ومقيد اليدين والارجل وعندما رآني ابتهج جدا . الشئ الذي لفت نظر مسئول الحراسة بالمحكمة الظابط صديقي محمد عبد الرحيم سعيد . فقال لي مالك ؟ فقلت له اريد محمد نور سعد . فقال اذهب اليه . واشار الي اتجاهه . حقيقة عندما وصلت اليه وهو مكلبش اليدين والارجل ، مددت له يدي بالرغم من انه لم يستطع مصافحتي بالحالة التي هو عليها . فقال لي الضابط محمد عبد الرحيم خش عليه . فتقالدنا بصورة مؤثرة لن انساها ابدا.

تحدثت معه ووجدته متماسكا جدا وقويا . وحاضر الذهن . قال لي كان في ضرب تقيل في المطار . كيف حال صلاح الكارب شقيق المحامي التجاني الكارب .

وتاسف لمقتل محي الدين شقيق الفريق محمد عثمان هاشم لانه كان في منزل الفريق الذي كان في سفرية وتأسف ايضا لموت ابن دفعته وصديقه المقرب محمد يحيي منور الذي خرج ليدير المعركة بينما النميري يختبئ .

داخل المحكمة … مقر المحكمة كان داخل عنبر كبير داخل سلاح المهمات . المتهمون وامامهم القاضي ويوجد القاضي ويوجد صديق المتهم ,, المحامي ,,

لاحظت وجود عدد مقدر من الاطفال متهمين تظهر عليهم علامات الضرب والتعذيب . رئيس المحكمة مهدي المرضي زميل دراستي في مدرسة المؤتمر الثانوية . لاحظ وجودي باستغراب . وفي فترة الراحة سألني مالك هنا ؟ قلت جئت لمحمد نور سعد . قال اول مرة اعرف بعلاقتك بمحمد نور سعد واضاف انا ماكنت عاوز ارأس المحكمة لكن الجيش قرر . قلت له عليك ان تكون عادلا.

سال القاضي محمد نور سعد اسئلة سريعة ليس فيها شئ يذكر من شاكلة من كان معك ومن هم خلفك ؟ ومحمد نور انكر ان اي شخص معه . قال انا براي قمت بهذا العمل . ولم اقابل احد من هؤلاء المعتقلين . هنا اعلن القاضي انتهاء الجلسة علي ذالك . وقرر اقامة جلسة ثانية في اليوم التالي.

وشاهد من اهلها

جائت المحكمة بضابط طيار كشاهد اتهام ليصف وقائع ماحدث خلال الساعات التي احتل فيها محمد نور سعد منطقة وادي سيدنا العسكرية . فقال شاهد الاتهام ,, عندما وصلت قوة من جنود الحركة بقيادة محمد نور سعد الي وادي سيدنا وبدا الجنود في الاستسلام ، قال محمد نور سعد انا لا اقصدكم انتم واريد ان اتعامل معكم كرفقاء سلاح وابناء مؤسسة عسكريه . وقدم بسرعة ملامح عن الحركة واهدافها .

ويواصل الطيار تقديم شهادته امام المحكمة العسكرية فقال عندما كنت سائرا في اتجاه امدرمان . توقف لي محمد نور سعد وركبت معة وعندما حاورني في العربة تحدث بلغة مهذبة جدا ومقنعة . وتناول انتقادات مركزة علي المؤسسة العسكرية. واوقف شهادة الضابط . وقال للشاهد ,, انت شاهد اتهام ولا شاهد دفاع ؟ ,,

في اليوم التالي كررت نفس السيناريو . اتصلن مرة اخري علي صديقي احمد دوكة . ووجدت القاضي يسال محمد نور سعد ,, هل لديك ما يخفف عنك الحكم ؟ العميد محمد نور سعد وبكل ثبات رد علي القاضي ليس لديه شئ يخفف الحكم . اما المتهم الثاني فقال كلاما متداخلا فوضح عدم فهم المتهم لسؤال القاضي . هنا تدخل صديق المتهم المحامي واستاذن المحكمة حتي يشرح للمتهمين طلب القاضي . القاضي اوقف الجلسة .

في فترة الاستراحة وقفت خارج عنبر المحكمة وبجوار العم نور سعد والد العميد واخته ، ووالدة محمد نور سعد التي حضرت جلسة الامس تغيبت اليوم بسبب ذهابها الي فكي في الجزيرة ليساعدها في محنة ابنها محمد نور سعد.

 كركاسة

 هنالك ملحمة لم ينسها الاتاريخ سجلها الرائع محجوب شريف عن ود الزين  الكان وحيد امو .

 ذهبت من براغ عاصمة  بوهيميا الى برنو عاصمة مورافيا . برنوا هى البلد التي اخترع فيها الرشاش ،، برين ،،   ومركز التسليح الشيكي المشهور . عمر عبد المجيد على طه كان يريد زيارة الرجل العظيم الظابط مصطفى عبادي . همر كان يعرف مصطفي وقد اوصاه شقيقه الظابط الميز بابكر عبد المجيد على طه بزيارة مصطفى عبادي .  وصلنا في المساء ووجنا معه  ظابط المدرعات عبدو مصطفى خليل من اولاد نمرة اتنين  . بعد فترة استدعى مصطفي بعض الظباط وكانوا في كورس تدريبي على الدبابات والاسلحة.

 جلس شاب لطيف بجانبي على الكنبة قدمنا مصطفي عبادي … الاخوة من براغ  . سأل من كان بجاني ….. يا سلام من براغ ؟ كيف اخبار الصعلوك شوقي ؟ صثمت الجميع . قال ود الزين … ده كلام شنو يا ود الزين … ده ما شوقي . احتضنني ود الزين وقال معتذرا . ما قصدي حاجة لكن من ما جينا سمعنا انك في معارك مع الشيك وطعنوك ، وكمان ركبتا طيارة لي اسلوفاكية  عشان تأدب عرب اعتدوا على السودانيين وقبضك البوليس بعد ما العرب اشتكوك . انتهى الامر بقضاء الليل مع ود الريح .

 سمعت بود الزين وبطولته بعد أن اطلق سراحنا من سجن كوبنهاجن بعد الهجوم على السفارة الليبية وضرب السفير وطاقم السفارة بسبب اختطاف بابكر النور وفاروق حمدنا الله الخ .

 زملاء ود الزين في سلاح المدرعات اعطوه جلابية ليصل الى منزله ثم لحقوا به بعد فترة لمساعدته في الاختفاء الى  أن تهدأ الامور وهذا ما قام به خالد الكد عنما ذهب الى اهله الشايقية في القرير ونجى من بطش النميري .

 ود الزين ودع زوجته وابنه الذي اكمل اسبوعين فقط . رفض توسلات  زوجته اهله ووالده الذي اغمى عليه حزنا . قال انه رجل لن يختفي ولن يتهرب من مسؤوليته ، وسيسلم نفسه . عندما حضر رفاقة لمنزله اعلموهم انه قد ذهب الى سلاح المدرعات ليسلم نفسه .

 حاولوا بكل الطرق أن يحافظوا على حياته وهو آخر واصغر من اعدم .  عرضوا عليه ان يكون  شاهد ملك مثل الكوز  الرشيد الطاهر بكر والذي صار وزيرا وخادما عند نميري . رفض البطل ود الزين أم يخون رفاقه ومشي الى الموت . ود الزين ترك شعورا جميلا عندي في ذالك المساء ،  الليلة والصباح في مورافيا .

يا والدة يا مريم

ما شفتي ود الزين .. الكان وحيد أمو

ماليلا كان العين .. قالولو ناسك كم

ورينا ناسك وين .. ورينا شان تسلم

العودو خاتي الشق .. ما قال وحاتك طق

تب ما وقف بين بين .. لى موتو اتقدم

قال أنا ما بجيب الشين .. أنا ما بجيب الشين

أنا لو سقوني الدم ..

..

 

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x