مقالات الرأي

التسامح ضرورة حتمية لبناء المجتمع السوداني

بقلم: أميرة يحي يعقوب (ماما أميرة)

نعلم بأن الدولة السودانية طيلة تاريخيها قد مرت بحروبات ونزاعات وصراعات مستمرة ، وأُرتكبت فيها جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وجرائم التطهير العرقي ، ولم تتوافق علي دستور دائم يعبر عن التنوع والتعدد، وعانت لعقود من عدم الإستقرار السياسي، مما ولّد الغبن والكراهية والعنف وعدم قبول الآخر ، وذلك بفعل ممارسات وسياسات الصفوة التي حكمت البلاد وقسمت المجتمع علي اساس عنصري وقهري ، مما ساهم في فقدان التسامح الإجتماعي والذي بدونه لا يمكن أن نؤسس لمجتمع سليم ومعافي في ظل دولة مواطنة متساوية علي أساس الحقوق والواجبات.

إن عدم التسامح ورفض الآخر من الأمراض التي عاني منها المجتمع، وذلك بسبب الاستعلاء العرقي والديني والاقتصادي والثقافي.

كضرورة حتمية لمعالجة تلك المشاكل الإجتماعية من حيث التخلف الإجتماعي والفوارق في التركيبة الإجتماعية، ولكي نؤسس دولة الرخاء والوحدة والانسجام، لابد من التسامح الذي يعيد قيم الإنسانية النبيلة، ويرتكز علي مبدأ الإحترام وقبول الآخر والإعتراف به ، وهي الطريقة للتخلص من العصبيات والجهويات والتعامل مع الآخرين لاستمرار السلام الإجتماعي.

لابد تشكيل قوة اجتماعية ذات وعي اجتماعي لبناء وحدة قومية وطنية عبر وسط ثقافي يقبل التعدد والتنوع والتعايش السلمي بين كيانات المجتمع السوداني ، وتجاوز تلك الاختلالات الإجتماعية التي خلقتها النخب السياسية التقليدية.

إن التسامح هو القدرة علي التعامل مع إختلاف الآراء والتوجهات السياسية والاجتماعية والدينية وغيرها ، ولابد من ترسيخها في نفوس الأفراد من خلال التنشئة الإجتماعية الأسرية والتعليمية، وترسيخ قيم المحبة والإحترام وقبول وتنمية وتطوير الفرد منذ النشاة إلى سن المراهقة ، لأن الأطفال يكتسبون قيم التسامح من المحيط الذي يعيشون فيه.

لابد من التسامح الفكري والسياسي والديني والفردي والجغرافي والعرقي واللوني.
بالتي فإن التسامح هو المرحلة التي يصل إليها الإنسان ليقبل الآخر متجاوزاً كل الإختلالات الإجتماعية للفرد، حتي يصل للإيمان بإنسانية الانسان، فالإنسانية أعلي درجات التسامح، فلابد من ثورة توعية للمجتمع ونشر ثقافة التسامح.

13 مارس 2022م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى