مقالات الرأي

التغيير والتمرد يبدأ من الذات

بقلم/ عثمان زكريا (رسول الإنسانيه)

إنّ أولى خطوات التمرد والثورة تبدأن من الذات وعلى الذات والبيئة والمجتمع والمنظومة الفكرية، و إذا لم تكن الثورة فكرية لن تصل ولن تحقق تغييراً إجتماعياً، إقتصادياً، سياسياً، أو قانونياً. والثورة الفكرية تتعلق بالتفاصيل والمنظومة الثقافية المجتمعية بما فيها من موروث ثقافي وأدبيات وعقلية التنميط التي تجمد عملية التطوير والتقدم.
منذ زمن وأنا أرى و ألاحظ تفاصيل كثيرة مهمة لا بل جذرية في العقلية المجتمعية، ومنها أسعى لطرحها ونقاشها وعرض مواقف منها سلبية أو إيجابية.

إنغ دور الكاتب التنويري لا يقتصر على قول أو لخطوط عريضة واضحة كبند في دستور أو لسلطة سياسية أو دينية؛ بل التدقيق في تفاصيل تركيبة المجتمع والعمل على تنقية الشوائب التي من شأنها التفريق بين الناس “رجل و إمرأة، مؤمن و لا ديني، منتسب لحزب أو لغيره، مشكلة التراتبية والعنصرية وو …الخ.” والجرأة لا تكمن في طرح الرأي المخالف فقط؛ بل في قدرة الكاتب على تقديم حجج منطقية يقوم عليها طرحه ومعالجته وشرح عميق وأستقراءات مفهومة، وأن يقدم ما ربط هذا الرأي بموضوع التنوير والمساواة أو المواطنة مع تقديم حلول قابلة للدراسة.

نعم القصة بالتفاصيل، وهذا في كل القضايا الأخرى وكل المواضيع (القصة تكمن بالتفاصيل).
في كل الأزمنة في مجتمعاتنا كان هناك متمردين سياسيين، إلا أن هذا لا يحل المشكلة ما لم تكن النزعة نحو التمرد منبثقة من نقد الواقع الإجتماعي والتمرد عليه وتعرية التفاصيل الكثيرة، لكن ما زال الخوف هو العامل الأكبر في عدم مقدرة الكثيرين على التغيير المجتمعي، فالمشكلة ليست فقط بالقوانين، بل بسِن الثمانين والتسعين الذين يحكمون الجيل الجديد “نحن” و بإختصار مجتمعات تحكمها أجدادها ولم تخرج بعد من عباءتهم رغم كل التحرر الظاهر فقط.

إن التغيير يبدأ على الصعيد الشخصي والعائلي والإجتماعي واتخاذ قرارات تحرر الفرد من أي شكل من أشكال العبودية بالإرتكاز للموروث الإجتماعي أو العادات والتقاليد.
فالعادات والتقاليد هو كأنك تقول إن أشخاصاً من عدة قرون يفوقونك علماً وفهماً ومعرفةً فكتبوا لك كيف يجب أن تكون حياتك وقراراتك وممارساتك اليومية
فهل تقبل/ي بهذا؟ ولماذا؟

لا يكفي أن تكون كاتباً متمرداً في السياسة أو ثائراً سياسياً وأنت لا تستطيع أن تثور على بعض الأفكار المجتمعية وتبدأ التغيير حتى على صعيدك الشخصي الإجتماعي.

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x