مقالات الرأي

التفكك الأسري وآثاره على المجتمع


بقلم: جيلاني هرون عبد الكريم(أبو جيل)

مقدمة:


إن التفكك الأسري يعد من أحد أبرز وأخطر المشاكل التي تواجه الأسرة حالياً ، حيث يعود ذلك إلى فشل العلاقات الأسرية و إنحلالها ، ويبدو ذلك واضحاً في إضطراب العلاقة بين الزوجين و إختلاف ثقافة وفكر وميول كل منهما على الأخر ، أصبح التفكك الأسري من العلامات البارزة في الواقع السوداني المعاش والذي يشهد فجوة في القيم الإنسانية النبيلة.
مع التطور التكنولوجي الذي أفرز عدة تحولات التي مست جميع بنيات المجتمع وإنعكست أثاره على الأسرة ، بالتالي على وظائفها ومهامها كمؤسسة إجتماعية.
لقد غاب دور التوجيه والرقابة للوالدين وضعف قيامهم بواجباتهم ومهامهم في تربية ومتابعة الأبناء ، كما غاب الحوار والتواصل في الأسرة وزاد البعد عن قيم المجتمع وعاداته ، مما ساعد ذلك في زياده معدل الإنحراف والضياع والتفكك الأسري وقطع الصلة بين الأرحام.

مفهوم التفكك الأسري:
إن التقدم الحضاري والتطور الزمني قد إنعكس على الأسرة فلم يعد كما كان في السابق.
التفكك الأسري هو عبارة عن أزمات ومشاكل تستولى على الأسرة فتؤدي إلى تمزقها وتجعل أفراد الأسرة يعيشون منفصلين.
التفكك الأسري أيضاً هو إختلاف وظائف الأسرة أو إنهيار الأدوار و البناء الأسري نتيجة لغياب أحد الأبوين أو كليهما ، نتيجة الوفاة، السجن ، الطلاق…ألخ.

مراحل التفكك الأسري :

١/ مرحلة الاستثارة :
وفيها يشعر أحد الزوجين أو كلاهما بنوع من الإرتباك و بأنه مهدد وغير قانع بالإشباع
٢/ مرحلة الكمون:
هي فترة محدودة قد تكون قصيرة جداً بحيث لا يمكن ملاحظتها والخلافات فيها سواء كانت صغيرة أم كبيرة.
٣/ مرحلة إنتشار النزاع :
هنا يكون هدف كل طرف هو الإنتصار على الطرف الآخر دون محاولة الوصول إلى تسوية وينظر كل منهما على أنه الإنسان المتكامل على حساب الطرف الآخر.
٤/ مرحلة إنهاء الزواج :
في هذه المرحلة يكون لدى الزوجين على الأقل الدافع والرغبة في تحمل مسؤولية القرار المتعلق بالإنفصال و تبدأ إجراءاته في عدم التفكير للعودة مرة أخرى للحياة الزوجية.

أشكال/ أنواع التفكك الأسري:
أ/ التفكك الأسري الجزئي:
وهو التفكك الناتج عن حالات الإنفصال والهجرة المتقطع ، حيث يعود الزوجان إلى الحياة الأسرية
ب/ التفكك الأسري الكلي :
وهو التفكك الناتج عن الطلاق ، الوفاة ، الإنتحار أو قتل أحد الزوجين أو كليهما.
ج/ التفكك النفسي :
وهو الناتج عن حالات النزاع المستمر بين أفراد الأسرة و خاصة بين الوالدين حيث يقل فيه إحترام حقوق الآخرين.

أسباب وعوامل التفكك الأسري :
١ / عوامل إقتصادية :
وهي التي تؤدي إلى إنخفاض المستوى الإقتصادي مما يقود إلى إنخفاض القيم داخل الأسرة، وبالتالي يشعر الطفل بعدم الإرتباط بالقيم فيؤدي إلى إنحراف كامل و ينعدم الولاء عند الطفل.
٢/ العوامل الإجتماعية والأخلاقية:
و يتمركز حول الأساليب الإجتماعية والعلاقات والأنماط والقيم والمعتقدات والمحاور التربوية كافة .

٣/ عوامل عاطفية ونفسية :
تتمثل في فتور العلاقة العاطفية بين الزوجين وهذا من أخطر أنواع التفكك الأسري، عدم الشعور بالأمان والطمأنينة بجانب الطرف الآخر.
٤/ عوامل تعليمية ثقافية :
إن إنخفاض المستوى الثقافي والتعليمي والقيمي داخل الأسرة يؤدي إلى إمتصاص الأطفال لقيم غير مرغوب فيها تكون سبباً في كثير من المشاكل الأسرية الحالية ثم ينقلونها بعد ذلك إلى أسرهم المستقبيلة.

آثار التفكك الأسري:
آثار التفكك الأسري على الطفل:
تنشأ لدى الطفل صراعات داخلية نتيجة لإنهيار الحياة الأسرية فيحمل هذا الطفل دوافع عدوانية تجاه الأبوين.
آثار التفكك الأسري على قيم وثقافة المجتمع:
إن التفكك الأسري من أخطر الأمراض الإجتماعية في المجتمع السوداني وتؤثر في تنمية وتحقيق الأهداف ،بل قد يؤدي إلى تفكك المجتمع وسلامته.

آثار التفكك على الزوجين :
إنتشار النزاعات بين الزوجين يؤدي إلى إضطراب العلاقات بينهما ويهدد إستقرار الجو الأسري والصحة النفسية لكل فرد من أفراد المجتمع وعدم وضوح دور كل واحد منهم وتفكك شبكة العلاقات، مما يؤدي إلى شعور الزوجين بخيبة الأمل والإحباط والغضب ومن ثمّ الفشل.

حلول ومقترحات حول مشكلة التفكك الأسري :
إن التفكك الأسري يترك كثيراً من الآثار السلبية على الفرد والعائلة بشكل خاص، والمجتمع بشكل عام ويتطلب من جميع مكونات المجتمع التدخل وتضافر الجهود والتعاون من أجل إنقاذ الأسر من كل أشكال التفكك الأسري .

  • واجب على كل فرد في الأسرة أن يحافظ على أسرته ويرعى حقوقها و تحقيق السعادة لها .
  • السعي إلى حل المشكلات عن طريق التفاهم والحوار بين الزوج والزوجة أو الوالدين والأبناء، والإبتعاد عن العنف، لأنه لا يعالج المشاكل بل على العكس يزيد من حجمها .
    _ غرس المعنى الحقيقي للأسرة في نفوس أفراد المجتمع والشباب لتفادي الكثير من المشكلات.
    _ ضرورة ترابط العلاقة بين الأم والأب، حل المشاكل التي تحدث بين الزوجين بعيداً عن الأطفال.
    الإستماع إلى الأبناء والتحدث معهم في مشاكلهم وخصوصياتهم، وذلك لإيجاد الحلول لها. تحفيز الأبناء على أن يكونو قدوة حسنة .
    _ توجيه ونصح الأبناء بضرورة إختيار الأصدقاء الصالحين، والإبتعاد عن الأصدقاء السيئين.
    _ الإبتعاد عن إستخدام العنف والتسلط عند تربية الأبناء.
    _ تعليم الأبناء على ضرورة إستخدام التكنولوجيا بشكل صحيح، والإبتعاد عن المواد المخلة بالأخلاق و الأداب.

مقالات ذات صلة

4 1 vote
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
1 تعليق
Newest
Oldest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
Michil Malik
Michil Malik
1 سنة

تحياتي لك

زر الذهاب إلى الأعلى
1
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x