الجذور التاريخية لأزمة العنصرية في السودان: “اللون الأسود نموذجاً” (2)

بقلم الأستاذ: نزار أحمد بريمة

إن العنصرية والتمييز العنصري هي ممارسات تقوم على إضطهاد وتهميش فئات وأشخاص ومجموعات بشريّة معينة لأٍسباب منها: العرق ، اللون ، الدين أو الثقافة. هنالك تمييز جديد للعنصرية ظهر وهو على أساس الأنف (النخرين) وقد تصل هذه الممارسات إلى استخدام العنف والقتل.

تعد العنصرية من أكثر المواضيع المطروحة إثارة للجدل في الآونة الأخيرة، وذلك لإنتشار الوعي بخطورتها وتأثيراتها على الأفراد والمجتمع ، ورغم أن العنصرية الأشهر هي العنصرية ضد أصحاب البشرة السوداء، فإن أشكالًا كثيرة من التمييز تقع تحت هذه الطائلة، حيث تنتشر العنصرية ضد أصحاب البشرة الداكنة، حتى من غير السود في العالم بصورة كبيرة جداً.

من الملفت للنظر إنتشارها في بلدان مثل السودان وغيرها من الدول ذات الشعوب غير البيضاء.

إذا كنا نحن السكان الأصليين للمنطقة لسنا من العرق الأبيض، ما الذي يدفعنا لإحتضان وتغذية هذا التمييز ضد أنفسنا؟!

بالطبع لا يجوز تعميم القول بأن المجتمعات العربية بأسرها تحمل ذات النظرة المتعالية تجاه السود، إذ أن قطاعات كبيرة منها ما عادت تنساق خلف ذلك السلوك البغيض بسبب تأثرها بالتطورات العالمية التي أصابت الإنسانية في قضايا الحقوق والمواطنة والمساواة، وكذلك فإن هناك آخرين جافوا هذه النظرة العنصرية بدافع إيمانهم بالأديان والتعاليم الرسالية الداعية لعدم المفاضلة بين الناس بسبب لون بشرتهم.

بما أن التغيير في ثقافة المجتمعات وسلوكها لا يقع فقط بقرار حكومي بل تسهم فيه عوامل عديدة عبر تراكم زمني طويل، فإن التشريعات لن تكفي وحدها لتبديل نظرة الآخر للسود، فالمطلوب هو إحداث تحولات في الثقافة والتعليم والآداب والفنون والإعلام و تهدف لتغيير الصورة النمطية لأصحاب البشرة السوداء.

ومع ذلك فإنه يتوجب على الحكومات في السودان عدم التهاون مع الممارسات العنصرية ، ويتم حسمها عبر سن القوانين الرادعة وتطبيقها عن طريق الأجهزة العدلية والشرطية بكل حزم لمنع تكرار مثل هذا السلوك.