مقالات الرأي

الحل في شنو؟!

بقلم: عبدالرحمن سيد (جدو كلتوس)

نعلم جميعاً المحك والوضع (المذري للغاية) الذي يمر به السودان حالياً في ظل سلطة الإنقلاب والإستبداد الغاشمة، والذي يقابلها الثوار والثائرات بثورتهم السلمية الخالدة عبر شوارع الثورة..

يظل المشهد هكذا والذي إمتد منذ ليلة الشؤم(٢٥ أكتوبر) من العام ٢٠٢١م، مابين تعند الإنقلابيين بشقيهم المدنيين والعسكريين، ومابين الثوار والثائرات شفاتة وكنداكات، ولا شك أن النهاية هي( إنتصار مؤذر) لطلائع الثوار وصولاً لتثبيت ركائز الحكم المدني الديمقراطي في السودان، مهما طال الطريق وكبر حجم (التحدي) ..

أما في كواليس (المسامات) فهناك مبادرات طرحت من بعض القوى السياسية التي (شاركت) سلطة الإنقلاب في أيام ماضية والتي تحاول بدعم خارجي أن تعود للواجهة من جديد في مشهد يشكل في نهايته وجود شراكة ومساومة تؤخر من عجلة الثورة والوصول للهدف، رغم أن الشارع بثواره تنضح حناجرهم بألا (شراكة أو تفاوض أو إعتراف بشرعية) تعيد ذات من قتل وإنتهك وسرق إلى سدة الحكم من جديد.

من جانب آخر هناك( تدخلات خارجية) عبر واجهة الأمم المتحدة وبعض دول (الجوار) والتي تعمل في نهاية مبادراتها الوهمية في خلق نظام سياسي (يضمن لها) مصالحها الطامعة في السودان مهما تغيرت المسميات والواجهات فالسودان سيظل (مستهدف) وكل من يمد له يد الحلول يقف هو ذاته خلف (صناعة الأزمة) بشكل أو بآخر، كما الإعتراف بسلطة الإنقلاب أو دعمها بشكل أو بآخر..

إذاً ( ما الحل ) للخروج من الأزمة والسير خطوات نحو تحقيق الحكم الديمقراطي وإنهاء حالة الإستعداد والهيمنة و الحرب والصراع والقتل والدمار والإنهيار في السودان..؟!

لا شك أن خيار الشارع عبر الثورة السلمية النوعية بوسائل المقاومة السلمية المختلفة والمتعددة هو الحل الأمثل لأن أهم ما يحقق بيئة نحو الحكم المدني هو إسقاط سلطة الإستبداد بشقيها ومن ثم تشكيل حكومة انتقالية بإرادة الثورة الشعبية في كل المستويات الدستورية والتشريعية والتنفيذية.

لكن ما ينقص الثوار والثائرات وكل قوى الثورة هو( التلاحم على الحد الأدنى ووحدة الهدف) المتمثل في إسقاط إنقلاب ٢٥ إكتوبر، ولكن أهم من ذلك هو الإتفاق بين كل القوى على برنامج وخارطة طريق للفترة الإنتقالية وتمهيد الطريق أمام إنتصار الثورة ووضع اللبنات الأولى لتهيئة وتأهيل المؤسسات الإنتقالية ،ومن ثم المضي قُدماً في خلق (حوار استراتيجي) بناء بمشاركة الجميع بإستثناء من (ساهموا في خلق الأزمة من الإنقلابيين ) يناقش أهم الملفات والقضايا الوطنية التاريخية المعقدة، والخروج بمشروع وطني يتمثل في دستور سوداني شامل لكل التعدد والتنوع يمهد الطريق نحو صناعة بيئة ديمقراطية ممتدة تقام فيها انتخابات حرة ونزيهة يختار فيها الشعب حكومته بمحض (إرادته الخالصة).

#يسقط_حكم_العسكر

#دولة_المواطنة_المتساوية

#الثورة_مستمرة

18 مارس 2022م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى