مقالات الرأي

الدعوة إلى حمل السلاح هي دعوة لحرب الكل ضد الكل

بقلم: عبدالحميد عبدالله ( باقا )

ان للشعب السوداني تاريخ عريق في غداة إحداث عملية التحول الديمقراطي واسترجاع مؤسساته الوطنية المختطفة ، وابرزت عبقرية وحنكة ودهاء السودانيين وحققوا إنجازات كبرى تواصلت طيلة السنوات السابقة ، وبالنظر إلى تاريخنا الغني والحافل بالأحداث فإن الشعب السوداني قد عاش محطات ووقائع ثورية بالغة الأهمية ولمدة تفوق ال 65 سنة برزت من خلالها اهمية الثورة السلمية التي تجلت عبرها عبقرية شباب الثورة عبر استحداث شعارات ووسائل ثورية تحدوا آلة القمع العسكري ، بل صبر ومثابرة وروح لفريق عمل مشترك بدقة عالية ،، ولكن للأسف بجانب ذلك الاحزاب السياسية الذين فشلوا في إدارة المراحل ما بعد السقوط بل اعتادوا على سرقة الثورات وتوظيفها لمصالحهم دون الاعتبار لرؤية وطنية في بناء دولة أو مجرد محاولة جادة ، ورسخ لديهم مفهوم ان المحاصصة الحزبية فوق أهداف الثورة ، إلى أن وصلنا مرحلة حرب الجنرالات وذلك بسبب غياب رؤية فاحصة لمجابهة الاسلاميين الذين هم في الجيش او خارج الجيش من دعاة الحرب .
هنا السؤال هل الحرب الجاري تستحق التسليح الشعبي ؟
ان الشعب السوداني الذي انضجته سلسلة من مراحل النضال السلمي السياسي هو الذي تحمل شتى صنوف القهر والاستعباد وكابد الويلات والمآسي معلنآ كفاحه من أجل الحرية مفجرآ ثلاثه ثورات سلمية وكرسها باعتبارها وسيلة لتجسيد الطموح إلى الحرية ونهوضآ لدولة ديمقراطية ..
هكذا اندلعت الحرب بين القوة العسكرية اي ما سميت بالمجلس العسكري وهي ذات القوة التي كانت تقهر الثورة والثوار دفاعآ عن عمر البشير وجماعته من الكيزان ،، كما هي ذات القوة التي من أمام قيادتها العامة تم فض الاعتصام واغتصاب الحرائر !! ومن قبل ذلك كانت تحرك طائرات عسكرية لقذف المدنيين في إقليمي دارفور وجبال النوبة ! إلى أن تحركت الأسرة الدولية لتوجيه تهم وفق المادة 5 من نظام روما لقادة وأمراء الحرب الذي لاحقآ فصلوا جنوب السودان بممارساتهم الشنيعة.
وللاسف استمرت العقلية بممارسة التقسيم وصناعة المليشيات حتى وجدت نفسها في مرمى نيران مليشياته ليستنجد بالشعب لحمل السلاح .ناسيآ ان هذا الشعب هو الذي قتل وقذف جثمان أخاه واخته في النيل وتم وعد القضية دون مسوغ ..

لماذا لم يستنفروا لمواجهة المصريين الذين يحتلون حلايب _ شلاتين و ابورماد بمساحة 2,580 ك متر تقريبا ؟ لم نسمع استنفارآ لحماية المدنيين الذين يزهقون أرواحهم في اقاليم السودان أمام مرأى ومسمع الجيش الذين عجزوا عن الدفاع عنهم ..
أين تذهب ال 70% من مخصصات الأمن والدفاع ؟ أين عائدات الشركات والبالغ قدرها ال 80 % وفق تصريح رئيس الوزراء السابق ؟

ان حمل السلاح يعني إشعال حرب الكل ضد الكل وهي في الأساس لا تخدم أهداف الثورة السلمية إنما اشباعآ لرغبات امراءها ولا اي من هولاء حريص على احداث تحول ديمقراطي وفق تطلعات الشعب ، كما أن فكرة الإصلاح الأمني غير وارد في خيال البرهان ويستشف ذلك حين ذكر انهم اوصياء على الشعب وظل على رأيه حتى ذهب قسرآ إلى بدرومه بينما نائبه الذي أجزم انه لم يجلس مع المدنيين أصبح مصيره مجهول ..

28/5/2023

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x