بقلم: على مكي على (تينشن)
ليلة حزينة عاشتها مدينة الضعين أمسية 8 فبراير 2022م، وذلك بعد وفاة الرفيق عصام داؤود صالح الطالب بكلية الهندسة المستوي الثالث –جامعة الضعين.
نروي لكم قصته الحزينة:
جاء الطالب بصحبة أصدقائه إلى صيدلية الإمدادات رقم (2) جنوب المسجد الكبير بغرض شراء دواء مضاد لإلتهاب الكبد الفيروسي، فقام الصيدلي بإعطائه دواء بانكرونيوم Pancronum inj يستخدم كمخدر في غرفة العمليات وفي الموت الرحيم وفق إجابه طبيب بمستشفى الحوادث.
أخذ الدواء ومعه آخر وليس بحوزتهم أورشتة فقام الصيدلي بصرف الدواء وهو منتهي الصلاحية قبل صرفه ب خمسة شهور (تاريخ الإنتهاء سبتمبر/٢٠٢١م .
في المساء قام أحد الطلاب وهو طالب بكلية المختبرات الطبية جامعة الضعين بحقن الطالب عصام حوالي الساعة الثامنة مساء بالوريد، ثم حاول حقن الطالب الآخر ولكن قبل إيجاد وريده سقط عصام مقمع عليه وفي طريقهم إلى المستشفى فارق الحياة متأثراً بدواعي الدواء.
تم تفتيش الصيدلية رقم (2) بأمر من النيابة ووجد نفس الدواء عدد(5) كراتين
وفي تقرير الطبيب ذكر أن الطالب عصام تناول مادة سامة أدت إلى توقف الشرايين، وذكر أطباء المستشفى أن هذا الدواء معدوم في غرفة العمليات قبل ثلاثة شهور.
وبعد فتح البلاغ ضد الصيدلي وجد أن الصيدلي خريج كلية العلوم البيطرية جامعة نيالا (ليس خريج صيدلة)، تم إستدعاء مدير الأدوية والسموم بالولاية ولم يستطيع أن يبرر سبب توظيفهم أطباء ليس لهم علاقة بالبشر، وفي حملة قامت بها المواصفات والمقاييس بعد هذه الحادثة وجدوا أن هنالك عدد(112) صيدلي ليس لهم ترخيص مزاولة المهنة.
ومن هنا عزف الجهل والتخبط أوتار هذا السرح (الإمدادات الطبية) التي تمثل حياة الملايين من أبناء الشعب السوداني ،
وأن الولايات تمثل حديقة خلفية للنفايات الطبية وكل المواد المنتهية الصلاحية لأنها بعيدة عن الإعلام.
عزيزي القارئ لهذه المأساة يمكنني تلخيص الأخطاء في الاتي:
أولا: الدواء ليس علاج لإلتهاب الكبد الفيروسي
ثانيا: منتهية الصلاحية
ثالثا: الصيدلي يحمل شهادة علوم بيطرية
رابعا: تم الحقن بالوريد وهو مجلط للدم
الرحمة والمغفرة رفيقي(شوالي).
22 مارس 2022م
