مقالات الرأي

السودان واللعب في الوقت الضائع

بقلم: شوقي بدري

نحن السودانيين نفتخر دائما بانا لم نكن مستعمرة بريطانية ولم نتبع لوزارة المستعمرات حيث يسيطر  العسكر البريطانيون والاستعماريون . لقد كنا فقط تحت الادارة البريطانية الممثلة بمدنيين ، وعرفوا  بالاوكسبردج اشارة الى جامعة اكسفورد وكيمبريدج . لم يكن عند الانجليز الحق في امتلاك شبر واحد من ارض السودان. وحتى الاجانب الذين اشنروا اراضي في توتي او خارج المدن اجبروا على ارجاعها  .

في المستعمرات لم يكن في امكان الوطنيين ان يكونوا ظباطا او يرأسون البريطانيين . كان عندنا  قائمقامات في الجيش وجنود بريطانيون مثل الشاويش وويرد الشيوعي الذي كان ينور السودانيين بحق الشعوب في الحرية ومحاربة الاستعمار واستغلال الشعوب ويدعولحقوق الانسان . كان السودانيون وزراء ويرأسون الانجليز الدكتور علي بدري كوزير للصحة   الاستاذعبد الرحمن على طه للتعليم البيه عبد الله خليل الذي استباح الجنجويد منزله اليوم كان وزيرا للزراعة الخ .

 في الحكومة الانتقالية كان هنالك 16 وزيرا يرأسون الجميع من بريطانيين ومصريين ارمن ايطاليين يونانيين من موظفي الحكومة الخ . شيخ على عبد الرحمن وزير الداخلية عرف في الجنوب كموظف عندما عاد كوزير للداخلية قام المدير الانجليزي بتحيته كرئيسه . قال احد الجنوبيين …… بلاي شوف مندكورو ابو جلابية مسروط ده . لقا لي سنو ؟ الجلابية المسروطة يقصد بها قفطان شيخ على المفتوح.

 الاشتراكيون استلموا السلطة في 1946 في بريطانيا بعد الفوز على المحافظين وونستون تشيرشل  الذي حضر معركة كرري في 1898 كصحفي حربي .  اعلموا السودانيين بانهم سيحكمون انفسهم بعد 10 سنوات . البريطانيون ساعدوا السودانيين في تكوين نقاباتهم تنظيماتهم  وبرلمانهم الذي كان رئيسه محمد صالح الشنقيطي  والمترجم العم فوراوي .وضعوا قانون الانتخابات باشراف السيد سوكومارسون الهندي والامم المتحدة والوفد الامريكي الاخ . امموا مشروع الجزيرة العمود الفقري للاقتصاد السوداني والذي كان  شراكة بين واعطوه هدية لحكومة السودان . اغلب  وسائل الانتاج مثل التعليم العلاج كان ملكا للشعب السوداني ممثلا في الحكومة . كنا موضع حسد الجميع . السودان صار اول دولة افريقية تتحصل على استقلالها .

 مشكلتنا والتي لا تزال تؤرق الوطن

هى  الطائفية عدو الديمقراطية العقل والدين  الطائفية و،،الركوع ،، لعبد الرحمن المهدي وعلى الميرغني ، وتحكم الاثنان في مصير الشعب وعيناهما على نهب الثروة وتحطيم النظام الاشتراكي الموجود  لانه كان ضد القطاعية وركوب ظهور الفقراء والجهلاء .. يكفي من المهانة  أن يتحدث اليوم امثال اللص والعميل مبارك الفاضل ويصف نفسه برئيس حزب الامة . هذه مسخرة .

 المهدي الكبير قال  …. اناجيت اخرب الدنيا واعمر الآخرة . صدق في الأولى وفشل في الثانية .

 الغلطة الكبيرة والتي حاولنا تغييرها هى ديمقراطية وستمنستر البريطانية التي لا تلائم بلد متخلف اغلب سكانه من الاميين والبلد مترامي الاطراف . الحل  وكما قلنا لعشرات السنين هو التمثيل النسبي . للتخلص من تخمة  95 من الاحزاب ، لا يدخل اى حزب البرلمان الا اذا تحصل على 4 او 5 % من الاصوات . من المفروض أن يرشح الحزب النائب الذي يريده ، الدائرة ليست ملكا للنائب كما كان يحدث. وهذا زعزع الاستقرار . حكومة الصادق الأولى قال عنها  المرضي انها حكومة سياحية لن تعش بالرغم من انه كان وزيرا فيها ويمثل الاتحادي . لم تستمر تلك الحكومة سوى بضعة شهور . الحكومات تنتخب لفترات معينة من العادة اربعة سنوات . وهذا  يسبب الاستقرار . صار كل نائب  يمثل نفسه ويمكنه تغيير حزبه ويصوت ضده . لهاذا كانت نخاسة النواب بالثمن المدفوع . مصر هى من اشترى حكومة  الازهري الأولى بحقائب المال التي اتى بها الصاغ صلاح سالم . ويقولون انه من اتى بالاستقلال وحزبه سمكر على عجالة في منزل محمد نجيب رئيس مصر اكتوبر 1952 اسموه الحزب الاتحادي وتعني الاتحاد مع مصر وعدم المطالبة بالاستقلال .

التصويت يجب يكون للحزب والحكومة  الفائزة لا تغير عن طريق لعبة  سحب صوت الثقة وشراء النواب الذين اشتروا الناخبين بالنقد او الكاش المدفوع او مباركة السيدين  ووعد بدخول الجنةكما كان يحدث .لقد كانوا يقولون للانصار أن من لا يدفع الزكاة لبيت المهدي لا يدخل الجنة !!

 مصائب الاقتصاد السوداني أن الوزير يتغير بسرعة ومن عادة النجار الميكانيكي الكهربائي في السودان أن يقول …..منو الاسطى العمل الشغلانة دي ؟ ده اسطى بليد ، ويبدا بطريقة مغايرة . نفس الشي عند الدكاترة والمهندسين . حماد توفيق اول وزير مالية  كان  محاسبا قانونيا . ادار الوزارة بامانة وتدقيق تام سكن في بيت بالجار في العباسية يمتلكه احمد مالك ابو عكاز . خلفه احمد عبد الماجد  سكن السردارية وحافظ الجنيه على قيمته بسبب تحديد الصرف وانعدام الفساد  . الاورنيك خمسطاشر لا ينام كلو محسوب ومسجل وعلشان تشتري حبل لحمار الحكومة محتاج لاكثر من توقيع .

صار عند السودان فائضا يزيد على العشرين في المئة من دخل الحكومة. اتي الهندي كان رجلا شجاعا مقامرا  حتى في حياته الشخصية وغير مرتب . اطلق العنان للصرف وكان الكادر وبند العطالة . شعاره كان الانتعاشوتوير المال وهذا امر قصير المدى للحصول على اصوات الناخبين .

 تضعضع الجنيه . اتى الاقتصادي الكبير مامون بحيري  الذي كان محافظ  بنك السودان وتوقيعه على العملة الأولى 1957تقلص الصرف تمت المحاسبة الخ . استقر الاقتصاد السوداني . في عهد نميري تحت اشراف المصريين  . انهارت قيمة الجنيه . بعد أن كان الجنيه يساوي اكثر من ثلاثة دولارات صار الدولار 5 جنيهات .

 حال السودان اليوم ومع الكيزان  لحد كبير يشبه حال هايتي رمز الحرية.

في 1802 انتفض العبيد في هايتي في البحر الكاريبي وهزموا القوات الفرنسية واحتلوا قلعة سيتادل التي هي القلعة الوحيدة في الامريكيتين . فشل الفرنسيون في استرجاع هايتي التي صرنا نتغنى بها كرمز الحرية للشعوب السوداء. اضطر الفرنسيون لعقد اتفاقية مع العبيد الذين صاروا احرارا. وكانت اول جمهورية للسود في 1803 . يصف التاريخ تلك الاتفاقية بانها اسوأ اتفاقية في العالم لانها اعطت فرنسا اغلب انتاج هايتي. اهل هايتي كانوا عبيدا لا يمتلكون اى شئ والنسبة لهم  فاى شئ يعني الكثير ففرنسا كانت تأخذ كل شئ في عهد العبودية . نحن اليوم من العبيد ، لماذا نعطي الجيش 82 % من الثروة ثم ندفع مرتبات الجيش من الفتات الذي فضل؟ العبيد في هايتي قبل اكثر من قرنين كان وضعهم خير من الشعب السوداني اليوم .  والسبب هو تساهل قحت والمهنيين المدنيين في الحكومة الخ امام الجيش والجنجويد . من اكبر الفضائح تسليم انسان جاهل بالاقتصاد مثل حميدتي اللجنة الاقتصادية  . هل كأن الهدف هو تحطيم الاقتصاد وفرض الفوضى .ولقد اعترف حميدتي بنفسه بأنه ليس بقادر على تلك المهمة . لماذا حدثت تلك الكارثة ، ومن هو الذي يضحك علينا الآن ؟

ربما نحن عبيد مغفلون . فالطائفية  لا تزال تستعبد الكثير من السودانيين . واحزابنا لها ولاء خارج الوطن . ونحن لا نريد أن نكون سودانيين فقط ، ونرسل اولادنا للموت في اليمن وليبيا من اجل العرب الذين يسخرون ويتقززون من زعم بعضنا انهم عرب ولهم كل الحق  فعندما تفر من قوميتك واصلك لن تجد الاحترام ابدأ ، لانك  تريد أن تكون مسخا . ما هو الخطأ في أن نكون سودانيين ؟؟

مسرحية انتصار الثورة لا تزال تخدر الكثيرين . هل شاهدتم حضور المتهمين بقتل الملايين سرقة حاضر ومستقبل هذه الامة المسكينة الى المحكمة ؟ البشير وزمرته في سجن كوبرقد تأكد لهم  أن الاعتقال والمحاكمات ما هى الا تحصيل حاصل . ولهذا يأتون الى المحكمة  وهم في احسن الثياب ويبتسمون .

 هايتي لا تمتلك المقومات  والثروات المتوفرة في السودان  . عن طريق الفساد الدجل والدين استطاع طبيب اسمه  فرانس ديفالييه من فرض نفسه كدكتاتور حكم هايتي بقبضة حديدية . بالرغم من ان الاغلبية في هايتي من المسيحيين  و 1% من المسلمين الا ان الجميع تقريبا يومنون بالفودو وهو الدين الذي يعتمد على  السحر والشعوذة والذي اتى معهم من غرب افريقيا . لهذا صار الطبيب رجل  ،،العلم ،، ساحرا وقسيسا للفودو . كما عندنا في السودان وكثير من الدولة ،، التعبانة ،، يصير الدين احسن طريقة للتحكم في الشعوب . حتى الكيزان ،، اسوأ من خلق ،، استغلوا ولا يزالون بالرغم من انكشافهم يتلفحون بثياب الدين . المسلمون الايقور يقتلون ويعاقبون ويضعون في معسكرات الاعتقال ويمارس معهم غسل الادمغة وفصول التربية لاطفال التي تتعارض من طريقة حياتهم  ودينهم في الصين . يتظاهر الكيزان بانهم لم يسمعوا . لأن الصين تمنحهم القروض الربوية وتعرف الصين ان الكيزان يضعون القروض في جيوبهم . تمويل المطار الدولى دفع عدة مرات ولا يزال الركاب يسافرون من راكوبة ويعودون الى راكوبة اسمها مطار الخرطوم الدولي . عندما كان للسودان خطوط طيران عالمية كان كل مطار دبى عبارة عن دفتر يضعه كاتب على الارض ويكتب اسماء القادمين والمسافرين . لم تتوفر لهم حتى طاولة أوكرسي  . اليوم يعمل 65 الف شخص في مطار دبي  واليوم تحكمنا الامارات وعدد  مواطنيها  800 الف مثل سكان العباسية او اكثر قليلا .الكيزان  يتعاملون وينصرون قتلة المسلمين في الصين ،ويمارسون الجهاد في جنوب السودان ! ……تصور …..

 الشيخ ،، ….. ،، ذهب الى اهله في  حلفا وصار يبكي في خطبة الجامع لانه شاهد اعلانا ضخما في محطة القطار للبيرة ابو جمل . قال احد الحلفاويين وهم اهل ذكاء وفطنة … شوف الراجل المنافق ده مخلى كل المصنع في الخرطوم وجايي يبكي لينا هني علشان اعلان .

 لقد قلت فبل زمن أن البرهان سيكونمصيره اسوأ من البيشير القابع في سجن كوبر . الخوف الهلع والضيق الذي يحس به البرهانلاكبر من مصائب البشير اليوم الذي سيجد ملجآ في احد الدولا في النهاية , مصير البرهان في كف عفريت . لقد قلت كذلك أن حميدتي لن يمت بسبب امراض الشيخوخة . فمن عاش بالسيف مات به .

 الرئيس الهاييتي فرانس ديفالييه حكم مثل البشير 30 سنة بطش باهله وكان جيشه ومليشياته تقتل تغتصب تستبيح كل شئ .  عرف كل الوقت ب بابا دوك . نصب ابنه جان كلود ديفالييه المعروف ب ،، بيبي دوك  ،، وعمره 19 عاما . انتفض الشعب في ما عرف بثورة الجياع وهذا ما يحدث اليوم في الخرطوم . الدكتاتور بابا دوك جيشه مليشياته سيطروا على كل شئ . وكان عندنا بابا  قشير .

 اذكر من كتاب  ،، فنشي ،،رجل المافيا انهم كما كان يحدث في كوبا في ايام الدكتاتور الكوبي  باتستا وقبل الثورة الاشتراكية أن المافيا كان لها مطلق الحرية في كوبا . وانتقلوا الى هايتي . يقول فنشي  أن بابا دوك كان يعطيعهم كامل الحرية للتصرف في هايتي . في احد الايام وعد فنشي الدكتاتور بابا دوك بسيارة كاديلاك  الا انها مسروقة من امريكا . الرد كان لا يهم اذا وصلت الى هايتي . انا من اقرر هنا . البشير اعترف بانهم قد غمتوا له مليون دولار وهذا ما يعطيه بعض العرب لمحظياتهم . ولهذا طمعت فينا الامارات وجزر القمر والمالديف  لأن رئيسنا رخيص . بابا دوك قال …..هل شاهدت رجال الاف بيى آي في بلدي ؟ اذا شاهدت احدهم   اخبرني ساضعه في السجن  . فنشي عضو المافيا وهو اول ،، ميد مان ،، او عضو معترف به في المافيا كسر نظام ال ،، أومرتا ،،  أو الصمت التام قام بالتعاون مع الاف بي آي وورط الكثيرين من رجال المافيا  مقابل عدم اصدار حكم قاسي ضده وحمايته واسرته من انتقام المافيا . الا يذكركم هذا بالابطال انس عمر والجزولي ؟

 فنشي كان يقول أنهم وهم رجال المافيا قساة القلوب كانوا اقل شراسة والطف كثيرا من رجال امن بابا دوك الذين كانوا تماما من الوحوش . وانحنا في السودان ….. برضو اندي . هل نسينا بيوت الاشباح ؟؟

 اتت كارثة الانقاذ  وكنت لا ازال احتفظ بآفرو صغير واحب الشواء . وبينما انا اقوم بالشواء جاشت نفسي وامتلأت حزنا على مصير الوطن . توقفت عن الشواء وقمت بحلق شعري . قلت انني لن آكل الشواء  او اللحم حتى تنتهي الانقاذ . اذكر أن حسين خوجلى الذي لم نسمع به في غاغات وصدامات امدر …..قد كتب أن على شوقي أن يبدا بشرب الشوربة لأن الانقاذ لن تنتهي . عند الاطاحة بالبشير هلل بعض الاصدقاء وحسبو أن الأمرمنتهي واستفسروا متى سأبدأ بأكل الشواء . اذكر انني قلت لهم أن الانقاذ لم تنتهي ، والانقاذ خارج السلطة  اخطر من ما هي في السلطة . وهذا ما يحدث اليوم .

   بالنسبة لى المعركة بين ثلاثة  من اللصوص القتلة والمجرمين العالميين . التنظيم العالمي للاخوان المسلمين  القوات النظامية في السودان وهذا يشمل الامن البوليس السجون الدفاع الشعبي الخ . والجنجويد .

الكيزان يغيرون جلودهم بسرعة . في البداية  ادانوا الوطنية التراب السوداني الارتباط بالتاريخ التراث الطبيعة  العشيرة القبيلة وحتى الحدود السياسية والطبيعة اعتبروا كل هذا غيرمهم . لهاذا اتوا بالغنوشي بن لادن  وكل شر من خلق . اليوم  ينسون هى لله ويصرخون واسوداناه  انقذوا التراب لقد اعتدوا على التراث احرقوا المستندات . فلتهبوا ايها السودانيين الاشاوس لحماية عرضكم شرفكم ووطن الجدود  اين وطنيتكم ؟؟

 ان للكيزان مقدرة خرافية في التنصل من ما قالوه كتبوه او اقسموا عليه . يقولون ان لا توجد حكومة اليوم  وقد عملوا على الاطاحة بالحكومة ونجحوا  بالطاحة بحكومة نميري الصادق وحمدوك الخ وبحثوا عن رئيس وزراء ولم يجدوه ولهذا تصرفوا بطريقة تؤكد عدم وجود حكومة . واليوم عندما يفاوضون  لا يقبلون ان تكون  المفاوضات بين الدعم السريع والجيش ويصرون على ان  المفاوضات  يجب ن تكون بين الحكومة والمتمرديبن ….. تصور .. ولهذا انسحبوا ، لأن هذا يعني انه لا وجود لهم اصلا .

 هايتي صارت تعني عورة بالنسبة للامريكيتين . سيطرة العسكر والنخبة كانت من البشاعة لدرجة أن امريكا التي كانت تقف مع بابادوك بسبب مشاركة بابا دوك في الحرب ضد الشيوعية والفتك بقسوة مبالغة بمن حاول التحرك في هايتي متاثرا بثورة كوبا . الا ان امريكا بدأت تفكر وتخطط للتخلص من كل ذلك الفساد . ذلك الفساد وصل لدرجة أن اول مظاهر الايدز قد وجد موقع قدم لاول مرة بطريقة وبائية في هايتي .  الكثير من المثليين وجدوا ظروفا سهله ورخيصة في العيش في هايتي . قديما تركزوا في كاليفورنيا .

 المهاجرون من هايتي كونوا عصابات شرسة في ميامي . شاهدتهم  في نهاية الثمانينات في ما عرف بلتل هايتي في ميامي كانت الجريمة منتشرة  والمساكن متداعية  ،لا يصدق الانسان انهم جزء من امريكا . . كانوا مثل الجنجويد الذين اتوا من الفقر ،الحرمان  والشعور بعدم الانتماء وانعكس هذا على ما يحدث  اليوم في السودان .

 طفح الكيل وبلغ السيل الزبى  في هايتي قررت الامم المتحدة والدول المجاورة بسبب موقع هايتي  الاستراتيجي  أن الوضع في هايتي مهدد للسلم والامن العالمي . التدخل اتى بالانتخابات والرئيس بيرتراند آرستيد الذي مثل خطرا على العسكر والنخبة . كانت هنالك معارك مذابح بجانب الزلازل والكوارث الطبيعية . بعد أن اعادت امريكا آلارستيد الرئيس الهاييتي  المنتخب بعد انقلاب العسكر . ذهب  الصادق المهدي وطالب الامريكا باعادته للعرش لانه رئيس منتخب مثل آرستيد . ضحك الامريكان لانهم كانوا يعرفون انه عضو في التنظيم العالمي للاخوان المسلمين وقد تم استحماره من صهره ابليس كبير الشواطين  ومن نشر موضوع اغتصاب الغرباوية  الذي اطلقه البشير  .

 لقد كتبت منذ اليوم الأول لقرار  مطالبة بارسال البشير الى المحكمة الجنائية ، انني اوافق تماما على هذا القرار ولا يهمني وصفي بالعميل او عديم الوطنية .

 اليوم اقول بملئ الفم ان البند السابع هو الحل . حتى الاستقرار النسبي الذي  حظيت به هايتي يعود الى التدخل الخارجي . لا يوجد جيش في السودان وهم مع الامن عبارة عن قوات احتلال  . يكفي أن الامن قد صرف ربع بليون دولار في بناء نادي  للفشخرة والبجاحة والمواطن لا يجد العلاج  السكن التعليم والماء الكهرباء وحتى الاكل …. تصور . ان من نهب من الشعب المطحون كان بسبب الظلم  الحرمان والجوع وهم يشاهدون الكيزان وآل البشير ينعمون في بشيراستان او كافوري . ولسوء الحظ اصاب هذا الابرياء ….. الجوع كافر .

 عن اى جيش تتكلمون   ، حسب  الاوراق الرسمية  فهنالك 120 الف جندي في  سلاح المشاة  ويتلقون رواتبا في الاوراق الرسمية .  لا وجود لهم في ارض الواقع  اين يذهب الفرق . لقد وظغ الكيزان رجلا واخذوا مرتبات مرضعات  وظفوا مسلمين كرجال دين مسيبحي .

لقد شاهدت بعض ظباط الجيش السوداني وليسوا من الرتب الكبيرة وهم ينعمون بالمال الوفير في زياراتهم للامارات واوربا . من اين لهم هذا؟

نفس الفساد حدث في مصر قبل الثورة عندما رفض رئيس الجيش المصري حيدر باشا ان يدقق في حسابات الجيش . كان يقول ان لا يسمح بمراجعة الجيش .السبب هو أن الجيش كان فاسدا . والملك فاروق قام بشراء مخلفات وخردة الحرب العالمية . وووضع الفلوس في جيبه وجيوب بعض جنرالاته .هذا ما قام به عبد الرحيم صاحب ……المحلات كلها باعوها والدفاع بالنظر . لهذا كانت الهزيمة من اليهود في  1948 وقتها كانت كل الجيوش العربية منهارة لانها لم تخلق للحرب ولكن لحماية الانظمة والبطش بالمواطن . وهذا حال الجيش السوداني اليوم ، ولهذا تلعب به مليشيا. لا يوجد مشاة في ارض الواقع . ولا تكسب حرب بدون المشاة . دعوني اعطيكم  مثالا صغيرا . هل سمعتم بالفريق عثمان ابراهيم الذي يمتلك عددا ضخما من العمارات التي تضم اعدادا مهولة من الشقق التي قام ويقوم ببيعها . ويعرف كذلك بالمهندس وهو ليس بمهندس او فريق . انه مقاول بسيط . وهو المقاول الذي قد استعان به عبد الرحيم وقتها في بناء جامعة الرباط التي انهارت . هل نسيتم ؟؟ لقد تمت ترقية عبد الرحيم بعد ما عرف باستراحة محارب وصار وزيرا للدفاع حيث اللغف  الثقيل . ولهذا اقول لا يوجد جيش في السودان .

  اول من بدأ بتوظيف الناس كما يريد واعطائهم الرتب العسكرية  هو ابن امدرمان العاق جعفر ود آمنة  .لقد منح الطبيب البروفسر احمد عبد العزيز رتبة فريق  بدون حق . حدث هذا  مع بعض نجوم الرياضة الخ . هذا  احتقار للقوانين العسكرية . الدكتور احمد عبد العزيز كان فلتة في الطب والعلاقلات الدولية قدم كثيرا للسودان . انه زوج الدكتورة سيدة الدرديري ابنة خالى ومن هو عميد اسرتنا ومالك خرطوم كلينك الا أن الحق يقال .  كل انجازات الدكتور احمد عبد العزيز  لا تعطيه الحق في رتبة الفريق او شاويش لانه في النهاية ملكي . كما لا يعطي الفريق الحق في رتبة الطبيب . اللعب بالجيش كانت بدايته مع الصادق  وحزب الأمة  في الستينات وبعد اكتوبر ،هما من فصل مشتروات الجيش عن مشتروات السودان . اعطى الضوء الاخضر للجيش وكانت مذابح واو عندما اقتحم الجيش عرس مزدوج وكانت الاوامر ما تطلع كديسة . من الضحايا عروس قتل عريسها وعريس قتلت عروسه . طبعا لم تسمعوا أن الله يبليكم بما بليتم به الجنوبيين . ولا يزال الاغلبية يصفوني بالجنون عندما اقول أن الجنوبيين هم اصدق السودانيي واكثرهم امانة ومعقولية . اليوم يريكم الجنجويد ما ترفع عنه اهلنا الجنوبيين .

في رمبيك توقفت  مركبة الجيش واطلقت النار على القس مجاك الجالس امام بابه والد الاخ مارتن مجاك  وذهبت لحالها . تواصل القتل . يذكر اخي فيليب دينق كيف فروا الى الغابات وامتلأت الارض بالجثث في حلتهم   في رمبيك  . في جوبا  تعرض الظابط نديم للضرب عندما دافع رجل في الملكية عن شرف زوجته وكانت مذبحة جوبا  . في حوادث التونج قام الجيش باجلاء الشماليين في نهاية حكم عبود ، اورد الاستاذ ومدير معهد التربية في التونج هلال زاهر سرور الساداتي من ابناء فريق ريد الموردة وابن الاسرة التي قدمت الكثير للسودان  ، في كتابه ،، الطبشير ،، .كتب انهم شاهدوا رجلا عجوزا يحمل قرعة اثناء انسحابهم بصحبة الجيش . اخذه الشاويس لداخل القش وتم ذبحه . بعد فترة قابلوا اثنين من ابناء الجنوب وتم ذبحهم حتى لا يبلغوا ويعرف المقاتلون الجنوبيون بموقع  المنسحبين  .

 المهزلة الكبرى كانت مايو التي اشترك فيها الضدان …..القوميون العرب والحزب الاممي الشيوعي الذي يحارب الشوفينية الفاشية والقومية  . صار صغار الظباط امثال زين العابدين محمد احمد عبد القادر بصفته عضو المجلس العسكري يطلب من العميد سيد العمدة أن يعطيه  التحية . الرد كان تلقاه في المشمش . فغقد العميد سيد العمدة مكانه في الجيش .

 جعفر نميري كان الصديق المتلقح على سيد العمدة ومنزلهم الفاخر في العمارات . لمدة 22 شهرا  كان نميري المطرود من الجيش  يتواجد عند سيد العمدة ويستخدم حتى قمصان سيد العمدة ويقبض من سيد العمدة وكل الاصدقاء والمعارف .

زين العابدين محمد احمد عبد القادر قال بدون خجل ….. مايو الهنا مايو المنى الغنا غنا والما غنا يركب هنا . وصار الجيش السوداني جيش الصلصة والفرك . وسيد العمدة صار له كشك جرائد في العمارات قام الجيران بالشكوى وطالبوا بقفل الكشك لانه يجمع الناس ويسبب الازعاج . وقعت الشكوى في يد البطل  الذي كان  مديرا للخرطوم اللواء معاش عوض عبد الرحمن صغير  وهو الذي اعاد النميري الى الجيش بعد طرده بسبب مشاركته في انقلاب كبيدة لصالح مصر في 1957 ثم انقلاب 1959لصالح مصر  وكان كل الوقت لا يظهر بوضوح لانه اشتهر في امدرمان بالجبن  والانانية . اللواء عوض عبد الرحمن صغير قام بتقريع المشتكين لان صاحب الكشك عميد في الجيش تم الاستغناء عنه بسبب زين العابدين   او ،، الزينكو ،، .

 لم يكن هنالك جيش ليحارب قرنق الذي انتصر عليهم في النهاية وجلس في القصر الجمهوري  ، ولهذا اصطادوا الشباب في الاسواق وارسلوهم الى المحرقة في الجنوب ومارسو  كل  الكذب بأن الملائكة تحارب معهم والقرود تدلهم على المسارات الآمنة وسط حقول الالغام والغزلان التي تأتي للجيش المجاهد وتقول بلسان فصيح اذبحني .  عندما كان احد شيوخ الكذب والبهتان يحكي عن الغزلان . تعرض احد المصلين للضرب لانه قال للشيخ …. الغزلان دي تاعباكم ليه ما تجيكم محمرة وجاهزة؟؟

لقد تأكد للعالم ان الفساد الذي تواجد في الامن الجيش وكل مرافق الدولة في هايتي لا يمكن اصلاحه . تم اخذ 25 الفا من الشباب الى فلوريدا وتم تدريبهم وعادوا كجيش جديد بتدريب مختلف وفهم مختلف للعسكرية . هذا ما يحتاجه السودان اليوم جيش ، امن بوليس ورجال خدمة مدنية مصفرين ومفرمتين . . الجيش والامن السوداني فاسد وجبان . لا فائدة منه . الجميع ينادون بالسلام ووقف الحرب على رأسهم الجيش ، الجنجويد ،القحاتة  الاحزاب الامن . الوحيدون الذين يرفعون شعار الحرب واستعادة الكرامة والانتقام والثأر هم الكيزان . يكفي أن مصر تصرح بدخول 7الف من الظباط الى اراضيها والبقية ذهبوا الى قراهم مدنهم البعيده . اذا كان هنالك جيش حقيقي فهاؤلاء هم المتمردون والهاربون من الخدمة العقاب هو الاعدام رميا بالرصاص .

هل يوجد شخص في مجلس السيادة او الحكومة ليس عنده جيش ؟ ما هو الغرض من الدمج؟ هل هو دمج الزبالة مع الوسحاخة وما يخرج من السبيلين .

 الحل هو التدخل والبند العاشر كمان  . وسيحدث وكل زول يبل راسو .

 كركاسة

 من اين يأتي كل البنزين الذي تحتاجه العربات التي لا تتوقف ، الطائرات ، الدبابات وناقلات الجنود الخ ؟ اين تتم صيانة كل هذه الآليات . هل تذهب الى الفحص ؟ هل يمتلك من يقودونها رخص قيادة ؟ ام ان كل الامر كيري ، فالجيش نفسه كيري . يكفي أن 450 ظابط كبير كانوا مشتركين في الدعم السريع الفضل كم ؟؟ للمعلومية اللحم الذي لا يحمل ختم السلخانة يصادر ويقدم صاحبه الى المحكمة لانه كيري .

   

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x