مقالات الرأي

العقلية المتخلفة

بقلم: أبوبكر علي محمد

العقلية المتخلفة او الذهنية المتخلفة تحتل مكاناً بارزاً في الأراء الشائعة عن التخلف حتى يكثر الربط بين هذه الظاهرة ونمط التفكير والنظر إلى الأمور. ومن أهم ملامحها التخبط الذهني والفوضى والعشوائية وسوء التخطيط والإرتجال.

ونجد ان العقلية المتخلفة تتضمن مرحلتين:-

الأولى رصد الملامح والخصائص الأساسية . اما الثانية محاولة بحث الأسباب والقوى المولدة لهذه العقلية التي تغذيها وتعمل على إستمرارها. وكذلك نجد ان الملامح الذهنية للتخلف متعددة ومتنوعة من ناحية خصائص ذهنية منهجية ومن ناحية أخرى خصائص ذهنية إنفعالية، تتلخص الخصائص الذهنية المنهجية، باضطراب منهجية التفكير وقصور التفكير الجدلي ويتلخص الخلل في الحالتين بصعوبة السيطرة الذهنية على الواقع، نسبة لعجز الإنسان المتخلف إزاء ظواهر الطبيعة والحياة والعلاقات مما يجعله راضخاً ومستسلماً نتيجة للغموض الحاصل عليه؛ ومما يجعله يشعر بالدونية ( عقدة النقص).

والمقصود باضطراب منهجية التفكير : هو سوء التنظيم الذهني في التصدى للواقع، تقترب الذهنية المتخلفة من الواقع وتتعامل معه دون خطة مسبقة، ويعيش الإنسان في حالة من الفوضى والعشوائية والتخبط والمحاولة شبه العمياء، فبدلاً من تنظيم الواقع والسيطرة عليه تزيد من حده مايبدو عليه من فوضى وإنعدام في التماسك، ويقع الإنسان المتخلف في غموض والحيرة مما يجعله يلجأ إلى التمنيات بخروج سحري، أما قصور التفكير الجدلي فهي تتبع مبدأ السببية الميكانيكية، وفي هذه الحالة يكون الإنسان المتخلف عاجزاً عن العمل تبعاً لمبدأ التناقض. وكما نجد ان الخصائص الذهنية الإنفعالية، توضح ان الوجود المتخلف معاش وجدانياً اكثر مما هو منظم عقلياً، ونجد أن الإنسان المتخلف يغرق في تيار جارف من الإنفعالات، يجعله يفقد السيطرة على الواقع ويدفع به إلى الإرتماء في التفكير الخرافي والسحري والغيبي كوسيلة وحيدة متبقية للخلاص من المأزق الذي يعيش فيها من طغيان وقمع مفرض ضده من قبل الأنظمة الإستبدادية المتسلطة.

الحياة اللاوعية…
البنية الإجتماعية بمؤسساتها الرئيسية تشكل الشخصية الإنسانية في قوالب خاصة تنقش نظامها السائد في اعمق أعماق الإنسان من خلال تشكيل حياته اللاوعية .
والمقصود بالحياة اللاوعية : ان الإنسان منذو نشأتها داخل مجتمعها المحلي إلى لحظة خروجها منها يعتبر ان الحياة عبارة عن خرافة وسحر نسبة للغريزة الموجودة داخلها من قبل اسرتها الصغيرة ووالدتها العطوفة ووالدها القاسي على وجه الخصوص .ويعامل كل شخص يواجهها في حياته الطبيعية بالعنف والقهر والقساوة .ولان الإنسان المتخلف يعيش في حالة توتر وإنفعال دائم .

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x