مقالات الرأي

العنف في وسائل الإعلام

بقلم: مدثر حسين مصطفى (إقليم)

يُعرّف العنف بأنّه أي سلوك مؤذٍ للآخرين سواءً كان جسديّاً، أم نفسياً أم لفظياً، والعنف له آثاره السيئة في الفرد والمجتمع.

تعريف آخر للعنف:
هو إحدى المشكلات الصحية العمومية التي تحدث نتيجة لإستخدام القوة والعنف البدني عن قصد، سواءً للتهديد أو الإيذاء الفعلي ضد النفس، أو ضد شخص آخر، أو ضد مجموعة أو مجتمع، وقد يؤدي العنف أو يحتمل أن يؤدي إلى الإصابة، الوفاة، الضرر النفسي، سوء النمو أو الحرمان.

مفهوم العنف:

إذا أردنا أن نشير إلى مفهوم العنف فهو يشمل جميع أشكال السلوكيات الإنسانية التي تتخذ طابعاً عنيفاً عدوانياً في التعامل مع الآخر، فالتعامل الطبيعي بين البشر إذا خرج عن إطاره الصحيح، وأُستخدم فيه الضرب أو الشتم أو الصراخ وغيرها، كان ذلك الفعل فعلاً عنيفاً يعبر عن حالة سلبية قد تكون مؤشراً على مرض نفسي، قهر إجتماعي، أو تغير في ثقافة المجتمع لأخر ونظرته إلى مفهوم العنف، وربما إنعكاس المعايير في تعريف مفهوم العنف لدى بعض المجتمعات الأخرى.

أشكال العنف في وسائل الإعلام:

هي التي نشاهدها في وسائل الإعلام من القتل والدماء والإغتصاب والإعتداءات، فمن أكثر مشاهد العنف في المسلسلات والأفلام وحتى القنوات الإخبارية مشاهد القتل وإستباحة الدماء التي أصبحت أمراً مألوفاً لدى جميع الناس الذين يمتلكون جهاز تلفاز، وإنّ خطورة عرض مشاهد القتل على وسائل الإعلام أنّها تجعل المجتمع والأجيال الناشئة تستسيغ مثل هذه الأفعال والسلوكيات، فتتغير النظرة إليها من كونها أمراً شاذاً عن المجتمع، لا يمكن قبوله، إلى أمر طبيعي يمكن حدوثه ولا يستغرب منه، وبالتالي تضعف ردة فعل المجتمع في رفض مثل هذه المشاهد العنيفة.

  • مشاهد إنتهاك العِرض والإغتصاب، وهذا يعتبر من أشكال العنف الجنسي التي شاعت بكثرة في وسائل الإعلام، بل وأصبحت مادة تشكل عنصر جذاب للمشاهدين والمتابعين عند صناع الأفلام ومنتجيها، كما ساهمت الشبكة العنكبوتية في إنتشار صور العنف الجنسي بسبب سهولة عرض تلك الصور والفيديوهات والملصقات التي تشاهد عبر صفحات الإنترنت المختلفة، وهذه المشاهد لها دورٌ كبير في شيوع المنكرات في المجتمعات، وشيوع الرذيلة واستباحة الأعراض.
  • مشاهد العنف اللفظي والتعبيري، وتشمل السب أو التحقير وتنتشر كثيراً في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، كما تنتشر في وسائل التواصل الاجتماعي:
    ( الفيس بوك ،تويتر واتس اب غيرها ).
    دور الدولة تجاه العنف في وسائل الإعلام:
    1- ضرورة توعية المجتمع أخلاقياً في تجاه مظاهر العنف من خلال الندوات والمحاضرات والمنتديات التثقيفية التي تقيمها مؤسسات الدولة في مختلف الميادين، سواءً في المدارس والجامعات وأماكن اللقاءات الجماهيرية ، وحث أفراد المجتمع من أجل نبذ العنف بكل أشكاله.

2- لا بد للدولةمن وضع القوانين الصارمة ضد أي فرد يقوم بأي مظهر من مظاهر العنف ضد أفراد المجتمع.

3 – لابد أن تقوم الدولة بمهمة الرقابة على ما يعرض في وسائل الإعلام المختلفة، ومحاسبة المسؤولين عن نشر تلك المشاهد وتداولها من أجل تشريع قوانين تُجرم تلك الأفعال.
4 – بضرورة وضع منظومة أخلاقية تحافظ على أخلاق المجتمع، وتصون أعرافه وتقاليده ضد هذه الظاهرة السلبية، من أجل ضمان تربية الأجيال على نبذ تلك الصورة من العنف وعدم تقبلها في أي حالة من الأحوال، وصناعة وعي شعبي رافضة لذلك العنف.

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x