مقالات الرأي

العُنصرية سلاح وُكلاء الاستعمار لإبادة مواطني السودان

بقلم: آدم رجال

العنصرية في السودان ولا سيما في دارفور هي أصبحت جزء من الحياة اليومية التي نعيش فيها؛ وبسببها تم اسهدافنا عندما كنا في قُرانا آمنين وسالمين، وتم ابادتنا واغتصابنا وتهجيرنا إلى معسكرات النزوح واللجوء، أما كلمة (العب والأنباي) فأصبحت تستخدم يومياً، ضد اللون والعرقي والجنس وغيرها.

وعندما يذهب النازحات في الخلاء لجلب الحطب أو القش أو مياه الشرب يتعرضن لإساءات عنصرية، وهذه العنصرية البغيضة استخدمها النظام البائد عبر الدين الإسلامي عندما جند ملشيات الجنجويد في دارفور، لتنفيذ الهجمات علي قرى المواطنين العزل بأستخدام كلمة (الله أكبر، العبيد..) وبقتل واغتصاب واحراق القرى دون رحمة وتجردوا من الإنسانية مطلقاً.

أما العنصرية التي مارسها أحد محامو الدفاع عن منفذي إنقلاب الثلاثون من يونيو 1989، ضد المدير السابق لهيئة الإذاعة والتفلزيون، لقمان أحمد، فتؤكد بجلاء أن قادة الحركة الإسلامية، لم يتوبوا عن أفعالهم لتفكيك النسيج الاجتماعي والثقافي والسياسي في السودان.

وإن ظاهرة العنصرية في السودان، قدمية متجددة، لم تعمل أياً من الحكومات المسماة بالوطنية على محاربتها، بل عمِلت على دعمها باستغلال مؤسسات الدولة الرسمية باساليب مختلفة، وذلك لمحاربة مكونات إجتماعية والثقافة الافريقية، وكنسها خارج الإطار العام، لترك المجال للأقاليات لتعوث فساداً في البلاد.

إن حادثة عنصرية محامو الدفاع عن مجرمي الإنقاذ ضد لقمان، بكل تأكيد لن تكن الأخيرة، ولكنها تؤكد ضرورة العمل على محاربتها بكل السُبل، من أجل أن يعيش كل فرد في السودان بكاملة كرامته وحريته ويتمتع بانسانيته التي استبلها وكلاء الاستعمار المُرضى منه.

وأيضاً إن هذه الحادثة المنبوذة والمُدانة أخلاقياً وقانونياً، ليست ضد لقمان أحمد وحده، بل اساءة عميقة للشعب السوداني وأخلاقه وضد الدين والانسانية والحقوق المدنية والسياسية.

13 أبريل 2022

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x