مقالات الرأي

القيم الداعمة لتعزيز مبدأ التعايش السلمي


بقلم: الصافي هارون عبدالكريم


من أهم هذه القيم الداعمة لمبدأ التعايش هي قيمة الحوار ؛ لأن الحوار هو عنوان التعايش والتعبير الأسمى عن دلالته؛ بل يمكننا القول إن التعايش في حقيقته هو أشكال متعددة من الحوار ، ناطقة وصامتة. كما أنّ الحوار هو النشاط الفكري الأول في مسيرة المجتمع نحو التعايش وبالحوار يمكننا إستطلاع آراء المتحاورين، وتقييمها وتطويرها بإستمرار عبر الفكر والرأي والرأي الآخر.
بإختصار يمكننا القول إنّ العلاقة بين الحوار والتعايش علاقة شرطية يقتضي وجود إحداها بوجود الأخرى بالضرورة. ومن القيم الداعمة للتعايش؛ قيمة الإحترام، فهي من مظاهر التعايش، لأن الإحترام في حقيقته حالة من سمو النفس تفرض على صاحبها مراعاة قواعد العيش المشترك. وبهذا يصبح الإحترام قيمة عُليا في الضمير الإجتماعي الذي عادةً ما يكون قيمة موازية لقيمة النظام والقانون.
كما أنّ من مظاهر التعايش؛ قيمة التسامح، وهي قيمة ترتبط بالقدرة على أن يكون المجتمع متصالحاً مع نفسه ومعبراً عن ذلك التصالح من خلال التنوع والتعدد في التوجهات المختلفة بين أطيافه. إنّ التسامح بهذه الصورة، أيضاً علامة كاشفة عن وجود التعايش وجوداً حقيقياً لا شكلياً.
إلى جانب تلك القيم، يعتبر النقد الذاتي من أهم الحصون لمبدأ التعايش، حيث إن حصانة النقد الذاتي التي تزدهر في مجتمعات التعايش الحقيقي ستكون بمثابة المسار الذي يصفي صحة المجتمع والوطن من تلك الشوائب بإستمرار . وبالتالي يصبح نمط التعايش في أي مجتمع هو حصانة مستمرة، عبر النقد الذاتي، من الاغرتداد والنكوص إلى حضيض الأمراض الاجتماعية المزمنة من قبلية ومناطقية وطائفية التي لا تبقي ولا تذر.
أخيراً ما يعتبر تاج التعايش وحصنه الأمن ، هناك قيمة المواطنة، بوصفها تعريفاً حصرياً وعمومياً للفرد في الدولة؛ تقوم عليه المساواة التامة بين جميع أفراد الشعب أمام النُظم والقوانين، بعيداً عن أي إعتبار للقبيلة، اللون ، العرق أو الطائفة.
ففي تفعيل مبدأ المواطنة على النحو الصحيح لا بد أن يكون التعايش هو شكل النمط الإجتماعي الحاكم للعلاقات البينية حيال مختلف مكونات المجتمع في الوطن.

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x