مقالات الرأي

“الله كريم” من منظور أقتصادي مبسط

بقلم: عبد العزيز بشار (أبطاقية)

الله كريم من أكثر الكلمات إستخداماً في مجتمعنا السوداني، فماذا يعني ذلك؟ الله أصله إله :إسم الجلالة، الإله المعبود بحق، أي خالق السماوات والأرض، والإنسان، والحيوان، والحشرات، والأشجار، وكل المخلوقات…. إلخ. أما كلمة “كريم” من صفات الله وأسمائه، وتعني الكثير الخير، المعطي، الذي لا ينفذ عطاءه. هذا من جانب؛ أما من الجانب الآخر والمهم هو معرفة القصد من استخدامها من الكثيرين الذين يكررونها دائماً في مجتمعنا، فهم يستخدمون ويفسرون الكلمة تفسيراً خاطئاً، أي يقصدون بأن الله يعطي من دون جهد أو عمل، وأن الله قدر لكل شخص ما يمكن أن يمتلكه ويستهلكه خلا حياته، حتي وإن لم يتحرك نحو ذلك. ففي هذا السياق نجد الكثيرون يقضون جل وقتهم بدون عمل، ينتظرون الطعام، والشراب، والرفاه، وهم ماكثون في الظلال يدعون (اللهم نزل علينا البركات من السماء والأرض ، بلا كدٍ ولا تعب ولا مشقة) ويؤمنون فعلاً بأن الله يُنزِّل عليهم البركات بهذه الطريقة دون النظر إلى الآيات التي تأمر الناس بالسعي لكسب العيش بالجهد أي بالعمل، من بينها قوله تعالي(وأعملوا فسيرى الله عملكم….). فهنا تكمن النتيجة أن العمل له علاقة وثيقة بالجهد والتحرك، وليس المكوث وإنتظار الطعام كما يعتقد البعض. فالعمل يعني: المهنة، أو الفعل؛ أي سعي الإنسان وجهده بالبدن والذهن من أجل الحصول على شي يستفيد منه، أي التحرك من أجل الحصول على الإنتاج أو زيادته مثل أن يعمل الإنسان تاجراً برأس مال محدد بغرض الحصول علي فوائد، أو العمل في وظيفة مقابل الحصول على مرتب، أو أن يعمل الإنسان مزارعاً بغرض إنتاج المحاصيل الزراعية المختلفة لأغراض الاستهلاك أو التسويق للحصول على النقد. هنا يتضح تماماً بأن الله يعطي مقابل الجهد الذي يبذله الشخص في عمله، وهذا ما تعنيه الآية للذين يعتنقون الإسلام ، وما تقصده علوم الإقتصاد بمفهوم العمل. فكل إنسان يتحصل علي عائد بناءًا على جهده، أو نوع عمله أو خطته لمشروع إنتاجي معين، فلا يمكن أبداً أن يكون الإنسان علي سريره وتتنزل عليه الخضر، واللحوم، والمشروبات المختلفة دون أن يتحرك للبحث عنها، إلا إذا جلبها له شخص آخر مقابل جهد بذله أو عمل إشتغله، إن يراه أو لم يره الماكث في سريره.

أخيراً: أوضح بأن الإقتصاد علم مبني علي نظريات وأسس علمية مجربة منذ آلاف السنين، ومبني أيضاً على خطط محكمة طويلة ومتسقة وقصيرة المدى؛ فالمشكلة الإقتصادية ستظل قائمة دون نقصان إن لم يتحرر الجميع من المفاهيم التي تقود العقول للجمود، حتى يتحول الإنسان إلى فئات مستهلكة وغير منتجة، وهذا يحول الإنسان إلى مجرم يرتكب الجرائم، فلا يُحارب الفقر إلا بالعمل وزيادة الإنتاج، مما يسهل الحصول على الإحتياجات بطريقة أسرع ، وهذا الأمر يشمل الجميع “أفراد، أسر، مجتمعات، مؤسسات”. فالجميع يدعمون بعضهم حسب التسلسل الهرمي من الأدنى إلى الأعلي وعكس ذلك.

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
2 تعليقات
Newest
Oldest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
ادريس علي عبدالحميد
ادريس علي عبدالحميد
1 سنة

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
مقال [الله كريم ]من منظور اقتصادي مبسط
مقال ممتاز من حيث الموضوع والمضمون لك التوفيق مقال رائح

كوفي
كوفي
1 سنة

قدام ياراكز

زر الذهاب إلى الأعلى
2
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x