مقالات الرأي

المرأة السودانية بين سندان السلطة ومطرقة المجتمع وكلاب التنظيمات السياسية

بقلم: آدم مصطفى (بلل)

لا يُخفى على أي متابع للثورة السودانية على مر تاريخها الطويل والتراكمي دور المرأة السودانيه التي كانت وما زالت من أهم الداعمين والركائز الأساسية في الثورة، ولكن كعادة السياسة السودانية أو بعبارة أدق السلطة والعقل السوداني القائم على النفاق والخداع.

حيث أي حزب سياسي أو شخص سياسي إذا سُئل تراه يُمجِّد المرأة ويمدح موقفها ومن ثمَّ يرمي بها في سلة المهملات وهذا يدل على عدم إعترافيته بحقوقها في المشاركه السياسية على مستوى الدولة و الأحزاب السياسية.

وهذا هو ذات الإقصاء المقصود والمتعمَّد للهامش منذ خروج المستعمر وحتى يومنا هذا، فالصفوة السياسية غذت عقول أبناء الأصول العربية بأنهم الأصلح للسلطة من غيرهم ،وأبناء المسلمين أصلح للسلطة دون معتنقي الديانات الأخرى، وعقول الرجال أصلح للسلطة ومعرفة دروب السياسة والحِكم ،حيث تُربى المرأة على أنها لن تكون صالحة إلا أن تسْدِل السِتار عن تلك الجوانب وتهتم بزوجها وأبنائها وأمور بيتها .
فمن الطبيعي أن تجد المرأة مضطهدة من جانب التعليم وأن مهامها المزعوم بأنها موكلة من رب السماء فقط لطاعة زوجها ولزوم بيتها بغض النظر عما يفعله الرجال، فهذا هو نفس وهم أبناء الأصول العربية والمسلمين بأنهم الأصلح للحُكم والقيادة فهذه العقلية المشوهة مصنوعة بإحكام ودقة ومرتب لها، كقنبلة وضعت بإحكام دقيق، حيث أي محاولة للنزعة سوف يدمر كل المكان ومن عليه. فمن المهم أن تقف الثورة خلف قضية المرأة، ليس حول مشاركتها سياسياً فحسب بل على مستوى تعليمها وحمايتها بوضع قوانين واضحة ،ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن نقول أن المرأة أو الكنداكة شاركت بصورة فاعلة في ثوره ديسمبر وأُعطيت حقائب وزارية أو أكثر من 85% وتقول الأحزاب أنّ نساء السودان غير متعلمات ومعظم المتعلمات منهن غير مثقفات بحقوقهن، إذ تجدهن في المنظومات السياسية يكتفين بالمقاعد الخلفية للحزب لأنها غير مؤهلة للقيادة وهذا طبيعي لأي عقل نشأ على التبعية والعبودية الإختيارية.

فالمرأة بحاجة إلى كسر قيودها الثلاثة وهي السلطة المجتمع والأحزاب السياسية عليها التمرد لتصبح إضافة حقيقية للقوة البشرية للوطن ، إذا ربينا المرأة نفس تربية الرجل كالإعتماد على الذات مثلاً أو القيادة ستكون فعالة ومنتجة في المجتمع، لكن للأسف تم إتلاف عقول يمكن أن تكون إضافة حقيقية للدخل القومي بعيداً عن دواعي الشرف والعار اللذان يؤديان إلى الزواج المبكر وإتلاف بذرة عقل يمكن أن ينقذ الأمم باكتشافات جديدة إذا قُدر لها أن تنمو وتنضج، الواجب الوطني والأخلاقي والإنساني أن نمضي على خط النضال من أجل العدالة، فليس من العداله ان يُظلم غيري على أساس جنسه أو دينه…إلخ ونكمم أفواهنا إذاً لتتحقق العدالة للمرأة يجب أن يتم تمييزها إيجابياً بشكل حقيقي في التعليم والصحة … بوضع قوانين رادعة مثل: الختان والإغتصاب والتحرش و… ليس كما نري في حكومة الثورة المزعومة والتنظيمات السياسية بأن أعطينا المرأة 40% وفي الحقيقة هذا زيف وتضليل لعقل المرأة وذلك من أجل المتاجرة السياسية والكسب السياسي.

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x