قضايا المرأة والطفل

المرأة والتهميش السياسي

أ. مكارم محمد عثمان

لبناء مجتمع متماسك لابد من أن تتمتع المرأة بحقوقها السياسية، والإقتصادية، والإجتماعية، فتهميش المرأة وهضم حقها يخلق فجوة كبيرة بين فئات المجتمع المختلفة ويصنع دولة دكتاتورية تتسلط بها فئة على الأخرى، فتحقيق الديمقراطية مرهون بالمساواة بين الرجل والمرأة.

إن واقع المرأة السودانية لا يختلف كثيراً عن نظيرتها في دول العالم الثالث، إلا أنه أكثر قهراً وتسلط وذلك بسبب تفشي الجهل والفقر وغياب الوعي المجتمعي بأهمية مشاركة المرأة سياسياً وأن تشارك في مواقع إتخاذ القرار.

على الرغم من أن الدساتير السودانية المتعاقبة تضمنت حقوق المرأة السياسية بشكل واضح، لكن عملياً مشاركة المرأة صورية إن لم تكن معدومة، فالمشكل الحقيقي لا يكمن في وجود النصوص القانونية أو التوقيع والمصادقة على الإتفاقيات والمعاهدات الدولية ، إنما في تطبيق القوانين وتفسيرها وتغير العقلية الذكورية المسيطرة ومتحكمة في مفاصل الدولة التي تفترض أن حقوق المرأة قضية ليست ذات أهمية .

من العوامل التي ساهمت في إضعاف مشاركة المرأة سياسياً :
١. التنشئة التي تعتبر أن المرأة غير قادرة على إتخاذ القرارات وقد ترجمت تلك التنشئة المختلة في شكل مقولات سائدة (المرأة كان بقت فأس ما بتشق الرأس) (المرأة كان قرت قانون مصيرها الكانون) هذه المقولات لعبت دور كبير في زرع ثقافة خاطئة وساهمت في تأطير المرأة في إطار المنزل فقط وأنها مهما بلغت من عُلا فحدودها ومهامها لاتتجاوز الطبخ.
٢. عدم ثقة الأحزاب السياسية في تولي المرأة للمناصب القيادية ومواقع إتخاذ القرار ، فضعف مشاركة المرأة سياسياً قصم ظهر الدولة والأحزاب، وعلى الأحزاب أن تُعزز مشاركة المرأة سياسياً وتُخرج المرأة من إطار إستكمال الإجراءات (تمومة جرتق) وأن تُفعل دور المرأة بشكل حقيقي وفعلي للإرتقاء بالمساواة بين الجنسين والتمثيل الإيجابي.
٣. ثقة بعض النساء في أداء الرجل سياسياً، وإهتزاز ثقتهن بأنفسهن وبالأخريات يعتبر من أسوأ العوامل حيث جاءت الضربة من بنت الجلد.

مما سبق لتحقيق الديمقراطية وضمان مشاركة المرأة سياسياً علينا أن ندرك أننا بحاجة ماسة لتغيير الكثير من المفاهيم المغلوطة، وأن تطبق وتفعل نصوص القوانين على أرض الواقع، وأن نعمل بجد في تغيير القوانين التي تنتهك حق المرأة.
على المرأة أن تثق أنها قادرة على خوض غمار السياسة وألا تنساق وراء رغبة الرجل .
27.2.2022

Makarimmu@gmail.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى