مقالات الرأي

المزايدة على نضالات الحركات المسلحة، بضاعة كاسدة..!!

بقلم: محمد عبد الرحمن الناير (بوتشر)

■لا يزال هنالك تضليلاً وتدليساً وإفتراءًا على الحقائق يُسّوِقه ويمارسه بعض منسوبي القوي السياسية “جهلاً أم عن قصد”، وهو أمر يدعو للرثاء والإستغراب، فقد درجوا على ترديد نغمة: أين عبد الواحد والحلو من الشارع؟ ، ويدّعي هؤلاء زوراً بأنهم من صنعوا ثورة ديسمبر المجيدة، وإنهم الدينمو المحرك للشارع، كي يعطون لأنفسهم شرعية مزيفة لتبرير إختطاف الثورة وتوقيع المساومات والتسويات الثنائية مع العسكر على شاكلة الوثيقة الدستورية والإتفاق الإطاري..!!

■إن عبد الواحد والحلو يا “سادة” ليسوا أشخاص أو “شوية أنفار ما بيملوا حافلة هايس”، فغير الآلاف من قواتهم المنتشرة في الأراضي المحررة، هم قوي سياسية وإجتماعية عريضة ، عضويتها على إمتداد الوطن ودول المهجر، وهم موجودون في كل ولاية وكل مدينة وكل قرية وكل حي، وفي أي دولة بالعالم.

■هم كانوا في قلب الثورة منذ مبتدأها، وقاوموا النظام البائد سياسياً وعسكرياً ودبلوماسياً لعقود من الزمان ، وافلسوا خزينته إقتصادياً، وحاكموه أخلاقياً وجنائياً، وساهموا مع بقية الشعب السوداني في إسقاطه.

■هم كانوا في قلب ثورة ديسمبر المجيدة 2018 وما قبلها، ولكن تربيتهم التنظيمية ونظرتهم الوطنية وأخلاقهم السياسية، جعلتهم لا يدعون إمتلاك الثورة أو نسبها لأنفسهم وإقصاء جهود الآخرين..!!

■هل تذكرون ما كان يهرف به البشير في آخر أيامه وهلوسته ب”عبد الواحد”…؟!.

■هل تتذكرون مسرحية “خلية الموساد” وإغتيال الرفاق الطلاب العزل في ضاحية الدروشاب؟، الذين شاهدهم كل العالم عبر شاشات التلفزة والوسائط، في الوقت الذي كان فيه هؤلاء “المتبجحون” يفاوضون النظام في أديس أبابا ويستعدون لنزول إنتخاباته 2020م…؟!! إن هؤلاء هم رفاق الجبهة الشعبية المتحدة UPF القطاع الطلابي لحركة/ جيش تحرير السودان بالجامعات السودانية ، وبعض منسوبي قطاع المكاتب الداخلية للحركة، وهم كانوا من أوائل الذين تم إعتقالهم والبطش بهم 2018، وآخر الذين خرجوا من السجون والمعتقلات بعد سقوط البشير، ولكنهم لم يزايدوا على أحد بنضالاتهم وبسالتهم في مواجهة الإستبداد وجبروت النظام…!!

■إن المزايدات على الحركات ودورها في التغيير، بضاعة كاسدة، لأن نضالاتها ومقاومتها لا تنتطح حولها عنزتان، فليس هنالك تنظيم سياسي سوداني بإمكانه إدعاء إمتلاك الثورة أو يدعي بإنه قدم نضالات أكثر من الآخرين.

■كفوا عن أمراض الصفوة وأوهام دولة ما بعد الإستعمار التي أقعدت بالسودان، وأدخلته في أتون الحروب وعدم الإستقرار السياسي، التي بسببها ذهب ثلث الوطن…!!

#كفاية_تدليس

8 فبراير 2023م

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x