المساواة بين الأسر المجتمعية

بقلم: عثمان زكريا (رسول الإنسانية)

من واجب قوى المجتمع المدني بمكوناتها ، أحزاباً ، منظمات مجتمع مدني ، جمعيات ومؤسسات تربوية وثقافية أن تفهم الأدوار التي تقوم بها الأسرة والمساهمة لترقية المجتمع للوصول به إلى الدور المناسب الذي يجب على كل فرد من أفراد الأسرة الإلتزام به، وضرورة الوعي بأهمية العلم والتعاون والتضامن وزرع مبادئ المساواة والعدالة الأسرية حتى تكون الأسرة متوازنة وناجحة ويستطيع أفراد العائلة تخطي الصعاب معاً.

ومن المهم جداً العناية بمساواة الأسرة Equalitarian Family كنموذج يستحق التدبر والدعاية له ليتزايد إنتشار هذا النموذج في مجتمعنا الذي يقوم على المساواة بين جميع الأعضاء، وخاصة الزوج والزوجة.
من المعروف أنه في مثل هذا النموذج لا يكون لأي من الزوجين سلطة خاصة أو إمتياز لا يتمتع به الآخر ، ويفضل بعض الدارسين تسمية هذا النموذج، إذ تعتبر الأسرة الديمقراطية هي النواة الأولى والرئيسية في تشكيل هوية المجتمع، إذ بهذه الأسرة يسير المجتمع نحو أحد اتجاهين لا ثالث لهما، فإما أن يسير نحو الطريق الخطأ والوقوع في السلبيات التي من شأنها أن تدمر كيان هذا المجتمع برمته وتقود أبناءه إلى الطريق الوعر أو المستقبل المجهول، وإما أن تقوده إلى الطريق القويم والصحيح، وبالتالي يصبح مجتمعاً مثالياً قادراً على العطاء والتعاطي فيما بينه وبين المجتمعات الأخرى، ويصبح أبناؤه مؤهلين للأخذ بما هو أكثر فائدة وأصلح لمجتمعهم·
لكن وكما أشرنا في بداية الموضوع، كل ذلك إنما ينبع أساساً من الأسرة، فهي اللاعب الرئيسي فيه ، هذه الأسرة بطبيعة الحال مكونة من ثلاثة أطراف، وهم: الأب والأم والأبناء، والطرفان الرئيسيان الأب والأم، هما المحركان الرئيسيان للأبناء، والباعثين المهمين في تكوين شخصيات هؤلاء الأبناء من الأولاد والبنات، وعلى ما تقدم فإنه يصبح لكل من الوالدين أي الأب والأم دوره المهم المنوط به في توجيه الأبناء وتعليمهم وإرشادهم نحو الصواب، والأخذ بيدهم في الاتجاه الصحيح·