مقالات الرأي

التنشئة الإجتماعية وأثرها في إدارة الإختلاف


بقلم: منصور عبدالحميد

يمكننا تعريف التنشئة الإجتماعية بأنها الطريقة، التي يتعلم بها الأطفال او الأعضاء المستجدين في المجتمع اساليب حياة مجتمعهم وتشكل قناة اساسية ضمن مدى الأجيال وهي غير مرتبطة بعصر معين ؛ وهي كعملية من العمليات الاجتماعية تساهم في الحفاظ علي تكامل المجتمع واستمراره من جهة كما تساهم في بناء الشخصية الانسانية وتهيئة الفرد للحياة الاجتماعية وعلي استمرارية عادات وتقاليد واعراف والخصائص الاجتماعية المختلفة.

لا يخلو مجتمع من المجتمعات من الاختلاف والتي تعني التناقض في وجهات النظر والاراء بين شخصين او عدة اشخاص والذي قد يؤدي الي الاحتكاك او التصادم بين طرفين اجتماعيين او اكثر ، وقد يؤدي الي التقدم والنمو والتطور والارتقاء اذا ما عولجة بطريقة صحيحة.

تتأثر التنشئة الاجتماعية بالظروف التي يعيشها المجتمع ( الإستقرار -و- الإحتراب ) يكون المجتمع في حالة الاستقرار التنشئة سليمة وايجابية وداعمة لثقافة قبول الأخر والاعتراف بالتنوع والتسامح والعدالة الاجتماعية ورفض الكراهية والاحقاد وغيرها ، مما يساعد علي النمو والتقدم والازدهار المجتمع والدولة.

اما في حالة الثانية ( الاحتراب ) وهي حالتنا اليوم ، تشجع المجتمع علي اعطاء دوافع للجوانب السالبة في مراحل التنشئة المختلفة والذي بدوره يبحث عن الجوانب البتدعم الاقتتال والاحتراب ونفي الأخر وغيرها مما يجب علينا كمجتمع التصدي لها ومواجهتها حتي نصل لمجتمع يسود فيها قيم الحرية والعدالة والسلام الاجتماعي والديمقراطية والتسامح وغيرها من القيم الاجتماعية النبيلة.

الشئ المؤسف ان الدواء للتنشئة الاجتماعية السالبة ( التربية الاسرية الجيدة ، والمنهج التعليمي ومشاريع القوى السياسية ) هي في حد ذاتها تحولت لعامل مساعد لاستمراريتها؛ المنهج التعليمي بنيت علي ( الاقصاء ونفي الاخر وعدم الاعتراف بالتنوع الثقافي والاجتماعي والسياسي التي نتميز بها ومنهج احادي وايدولوجي لا تعبر عن جميع مكونات المجتمع السوداني و…الخ ) الذي بدوره زاد فجوة الاختلاف والاحتكاك وصولا الي الاحتراب بين المجتمعات المتنوعة ؛ وكذلك مشاريع معظم القوى السياسية شربت من نفس كأس المنهج والتي بدورهما عقدتا الواقع السوداني وزادتها تعقيداً.

تتمثل معالجة التنشئة الاجتماعية السالبة في بناء منهج تعليمي قومي يعبر ويعكس التنوع الثقافي والاثني والديني الذي يتميز بها السودان اضافة الي تكريس ثقافة العدالة الاجتماعية والتسامح والسلام الاجتماعي وقبول الأخر والديمقراطية وتقديم نقد موضوعية لمشاريع القوي السياسية المبنية علي عدم اعتراف بالتنوع والغير قومية والايدلوجية والغير ديمقراطية والاقصائية و…الخ.

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
1 تعليق
Newest
Oldest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
حيدر يعقوب
حيدر يعقوب
1 سنة

تحية ليك ي كمندر

زر الذهاب إلى الأعلى
1
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x