مقالات الرأي

النقلة الناجحة نحو الديمقراطية

بقلم: أحمد محمد عبد الله

يعيش السودان اليوم خارج الإطار الرئيسي للنموء الديمقراطي لأسباب تتعلق بالحكومات الديكتاتورية وأنظمتها الإستبدادية وغياب الرؤى الوطنية لإيجاد مشروع يستوعب التعدد والتنوع.

وهذا لا يعني عدم إدراك هؤلاء الصفوة بماهية الديمقراطية وألياتها المطلوبة لإحداث تحول ديمقراطي حقيقي، ولكن الدافع يكمُن في حفاظ المصالح التاريخية الموروثة من المستعمر بذهنية سودانية مغتربة.

كيف يحدث في السودان نقلة ناجحة من نظام دكتاتوري إلى آخر ديمقراطي؟
لإحداث تحول ديمقراطي حقيقي في السودان لابد من الإعتراف بأن الوطن للجميع ، لك الحق أن تعيش حياة كريمة ومستقرة وللأخر أيضاً حق ،وبعدها تحرير الذهنية المغتربة وعودتها للبلاد حباً وسلاماً.

ولإفساح الطريق إلى حكومة منتخبة من الشعب يعني إسقاط الإنقلاب الغاشم وإيجاد برنامج يقود المرحلة الإنتقالية ويعيد بناء مؤسسة عسكرية جديدة قائمة على دمج كل القوات الحكومية المصنوعة للقمع والمعارضة لها وصولاً إلى جيش وطني بعقيدة قتالية موحدها قوامها حماية دستور البلد وشعبه وأرضه.

إنّ الخروج من الأزمة لا تكمُن في حل المؤسسة العسكرية فقط ؛ لابد من تأسيس دولة جديدة قائمة على بناء مؤسسات قوية ومتينة لإحداث نقلات وتغييرات من الأنظمة الإستبدادية إلى الديمقراطية ولضمان إستمرارية الثورة يجب الإهتمام بألياتها والإستفادة من الخبرات والتجارب المريرة التي عاقبتها الدولة بالحكومات الشمولية.

ما الدافع الذي يحمل هؤلاء لمساندة إنقلاب 25 إكتوبر؟

الإجابة/ أي نظام دكتاتوري لديه أتباع ومعاونين يؤمنون بشرعية سلطته من أجل المصالح سواء كانت تنظيمية أو شخصية مشروطة وملزمة بين المستبد وأتباعه ، كما قال ” إفلاطون” حتى بين اللصوص لابد من وجود مبدأ العدالة الذي يمكنهم من تقسيم غنائمهم.

لذا الثورة مستمرة ومنتصرة دون الإلتفاف إلى هؤلاء الصفوة العسكرية والمدنية منها ، لا خيار إلا الإلتزام بشعارات الثورة الشعبية الظافرة وتحقيقها دون أي تواطؤ بمساومة سياسية بغيضة.

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x