متابعات/alma

السادس من أبريل يوم عظيم من أيام الأمة

تعود علينا ذكرى السادس من أبريل وقضية بناء الوطن هي القضية المركزية لكل السودانيين، وما ألهبته ثورة ديسمبر المجيدة في أفئدة السودانيين يستحيل أن يخمده انقلاب أو استبداد، والسودانيون في ثورة مستمرة طيلة القرون الماضية لم يتعبوا أو يكلوا من البحث عن دولة تفي بما يطلبون ويصبون.

تفجرت ثورة ديسمبر المجيدة نتيجة لحراكات متراكمة قدمت فيها القوى المدنية ولم تستبقي، وحتى القطاعات المهنية ظلت منخرطة بحيوية وفاعلية في هذا التراكم وفي مقدمتهم الأطباء، فقدموا الشهداء والدروس ورسخوا القناعة بأن عزم الثائر لا يلين، انتصروا حيناً وكبى جوادهم أحايين أخرى لكنهم لم ولن ينكسروا. وجاءت ثورة ديسمبر لتعيد تعريف قيم الثورة وأدبها عبر الاستفادة من تجارب قديمة في بلادنا وتجارب أخرى في بلدان أخرى لم يكتب لها النجاح، فتميزت بأنها ثورة تتقدم ولا تتراجع، تتنظم ولا تنفرط، تتسامى ولا تنسى.

إن انقلاب 25 أكتوبر المقبور لم يكن ردة فقط على قيم الثورة بل هو أزمة وجودية تهدد وجود الأمة السودانية وبقائها عبر محاولات الانقلابيين إعادة عقارب الساعة إلى التعصب القبلي البغيض وتقسيم السودانيين ودفع البلاد إلى تصنيفها ضمن الدول التي يصعب حكمها عبر بسط أيادي الميليشيات القبلية، والتحدي الأكبر ليس في هزيمة الانقلاب ولكن في إرساء وتوطين قيم الثورة وزيادة حاضنتها الاجتماعية والتشبيك بين أصحاب المصلحة في وصولها لغاياتها والوحدة الصلبة في مواجهة تحدياتها الآنية والقادمة، فالثورة خير للجميع ولا يمكن أن تكون ضد أحد طالما ضلعها القائم هو العدل، لا تعرف في وصولها إلى ذلك إلا السلمية وطريق التنوير للقطاعات المدنية والشعبية المختلفة، ونحن في الوقت الذي تنتج فيه الثورة مفكريها وأدبائها ومبدعيها فيحولوا قيمها وأدبها لنظام اجتماعي وثقافي واقتصادي وسياسي.

إننا على ثقة أن الانقلاب زائل بأمر هذا الشعب وبما يقترفه سدنة الانقلاب من ظلم واستبداد وكذب بواح، ولكن التحدي الحقيقي هو في وحدة قوى الثورة ليس من أجل هزيمة الانقلاب فقط ولكن من أجل الوصول إلى غايات الثورة التي يعتبر هزيمة الانقلاب جزء من درجاتها وليس سدرة منتهاها.

خرج بنات وأبناء هذا الشعب وسيخرجون في هذا اليوم المشهود ولن يعودوا إلا بعد تحقيق الغايات المنشودة، كما سيستمر الأطباء في كتابة التاريخ عبر دورهم النوعي والمتواتر الذي لم ينقطع، الانقلاب إلى زوال بفضل التضحيات والدماء العزيزة التي قدمها شعبنا والعزيمة والارادة لم لم تتراجع منذ اندلعت فألا رحم الله شهداءنا وشفى جراحانا ومصابينا واعاد مفقودينا عوداً مأموناً وكتب نصر شعبنا على من (رادوا به شراً.

إعلام اللجنة

5 أبريل 2022م

#هبباي_6_أبريل

#وحدة_قوى_الثورة

#تسقط_بس