مقالات الرأي

بين اللجوء أو الموت – والموت أهون

بقلم: عبدالله عيسى عبد الرحيم

أسئلة:
هل سيلجأ جميع الشعب السوداني إلى الخارج ؟
كيف ؟ !! والى أين يتم اللجوء؟
هل تستقبلهم المفوضية السامية لحقوق اللاجئين بعد وصولهم ؟

للإجابة لهذه الأسئلة:
كما نعلم جميعنا بأن تسعون بالمائة من المواطنين في السودان كانوا ولا يزالوا يعيشون بالمعاسرة أعني(رزق اليوم باليوم) ، بمعنى آخر إذا لم يخرج الأب إلى السوق في يوم واحد فإن الأسرة كلها في كارثة وخطر ، أما بعد هذه الأزمة !! فحدث ولا حرج .
طالما الواقع مأزوم ، فكيف للأسرة أن ترتب حالها ماديا فقط للخروج من موقعها لأقرب دولة مجاورة طلبآ للحماية ، أقصد بالترتيب هنا عن فئة التذكرة للفرد الواحد من العاصمة مثلآ إلى أن يصل وجهته ، فمن المؤكد بأن أقرب دولة مجاورة من المحال ان تصلها مشيآ على الأقدام ، غير أن التذكرة وحدها لا تكفي ، فلربما الزاد أيضا من أهم الأمور .
من أنسب الافتراضات ، إذا كان اللجوء إلى مصر هو الأنسب ، فإن المسافة بين السودان ومصر ما يقارب ١٦٢٠ كم ، بيد أن هناك رسوم باهظة تزيد عن الخمسين دولارا ستدفع للجيش المصري لدخول المعبر الحدودي ، وهكذا الحال إذا أردنا اللجوء إلى دولة جنوب السودان الشقيقة فإن المسافة أيضا تصل إلى ١٢٧٧كم .
هاتين الدولتين هما من أقرب الدول التي بالإمكان شد الرحال نحوها .
اما بعد الوصول ! فتلكم المحن و تراكم الأزمات في البحث عن وجود ملاذ دافئ للإحتماء به لحين إشعال آخر .
UNHCR المنظمات
أن المنظمات تحلو لها الكلام والتصوير فقط فإن إجراءاتها بطيئة للغاية وهي لا تكترث كثيرآ فيما يحدث حولها من معاناة الناس واقول ذلك نسبة لتجربتي الطويلة معهم والكل يعلم ببطء خدماتهم .
إذن في المحاولة السابقة وهي ( اللجوء) بلا شك أمر لا جدوى منه ، فدعونا نحاول الخيار الثاني .
الموت
الموت إسم قبيح في حد ذاته ، لان كل إنسان بفطرته يعشق الحياة ، فدعوني ابدل هذا المصطلح بكلمة (الشهادة) أو(الحرية) .
حرفيا ليس هناك وجهات تقارب أو تشابه بين الموت والحرية ولكن قصدت ربطها بغرض أن الأولى ثمنآ للاخرى ، فبكل تأكيد حينما ندفع نحن كشعب هذا الثمن الغالي ، حينها ينعم الآخرون منا بالحرية ، ولكن هناك أسئلة يجب أن نجيب عليها أيضا:
من منا سيدفع هذا الثمن ؟ وكيف ؟
للإجابة ببساطة ، فهناك شرط واحد فقط و مهم لابد منه وهو :
(التحرر من الخوف)
في تقديري نحن كشعب سوداني جاهزون لهذا الشرط ، لأننا تعلمناه في معارك عديدة تشهد لها التاريخ ، منها أيام القيادة العامة ، والتروس ، وحاليا ندرسها في مدرسة الأعيرة النارية الدامية التي ترونها ، كذلك درسناه بتركيز كامل وقت دخول العدو إلى القرى والمدن وقام بحرقها فهناك حرق الخوف معه .
فعندما نصل إلى رأي سواء بأن لا يوجد فينا من يخاف عندها يقوم الكل ،كبير ، صغيرا ، رجلا أو امرأة بمختلف المدن والأحياء ونقف صفآ واحدآ، في يوم واحد ولحظة واحدة نملأ الشوارع والازقة بالهتافات وفي ايدينا كل العتاد الممكن واللاممكن من سكاكين ، كوريك، كلاشنكوف ، صفرة شاي او غيره لإشعال حرب نسميه حرب الكل ضد من هو في السلطة لننزع منهم حريتنا لأن الحرية يجب أن تنتزع ولا توزع كهدايا كما قال الأبطال ، ويتم حزيمتهم ويبقوا في مذبلة تاريخ الجبناء وبالتأكيد ستغدر رصاصاتهم بنا بعض الشئ ، فاموت انا ، انت ، وهي ، اما الذين بقوا،
فيجلسون مع بعضهم للحوار المثمر في شؤون الدولة الوليدة الجديدة ، نعم حوار سوداني سوداني لينتج وطن يرى كل مواطن فيه نفسه وأمنه وأمانه
يعيشون في حرية عدل سلام ديمقراطية ويرقصون بأحلى نغم كما نقول !!!

أليس هذا هو الخيار الأفضل؟؟

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
1 تعليق
Newest
Oldest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
ادريس عبدالماجد
ادريس عبدالماجد
10 شهور

حتى الآن، نزح أكثر من 335 ألف شخص داخل السودان وخرج 115 ألفا آخرون إلى اللجوء لدول مجاورة، وفق المفوضية التي أطلقت أيضا بوابة بيانات الخميس لتحديث عدد الوافدين يوميا.

زر الذهاب إلى الأعلى
1
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x