بقلم: عبد الباسط يوسف أحمداي (سكلاريزيوم)
السودان بلد متعدد ومتنوع وله إختلافات كثيرة جداً ، ويعتبر هذا التباين أحد أهم الأشياء التي تجمل وتميز حياة المجتمعات,سواء كان تباين الأجناس أوالأفكار ، الأديان ،الأعراق أوالطموحات والأهداف وغيرها من الإختلافات الأخرى,لكن غياب الإعتراف بالتعدد والتنوع,قد أثر بشكل مباشر على الإختلافات في السودان وأصبح مدخلاً للعنصرية والتمييز والشتم…ألخ.
إن الصراعات الدينية والعرقية والسياسية داخل الوطن دليلاً وشاهداً على ذلك ,فبالتالي الإعتراف بالآخر وإحترامه والإعتزاز به ضرورة حتمية.
التحليل والتفكير المنطقي والموضوعي حول ماهية إختلافنا كمجتمع سوداني مهم للغاية, والإهتمام بأهمية التباين والحوجة لبعضنا البعض ,طالما نحن في الإساس متباينين ،والحياة نفسها تبنى على أساس الإختلاف, وكل منا يحتاج للآخر ويتفاعل ويتعايش ويتعامل معه في كثير من الأمور الحياتية, والأكثر من ذلك نجد أن الانسان كائناً اجتماعياً لا يستطيع التعايش لوحده أو مع نفسه في مكان بعيداً عن المجتمع.
كل من يختلف عنك سواء كانت هذه الإختلافات في الصفات أو السلوك مثل : الأخ ،الأخت ، الأب، الأم والخالة …ألخ .
أيضاً هناك من يختلف عنك في الثقافة ،الدين، الجنس ،الفكر، المنطقة ،المحلية، الدولة والقارة…ألخ ، يمثل كل منهم الآخر.
إن طبيعية التعاملات والقوانين داخل المجتمعات هي التي تحدد روابطنا الأسرية وغير الأسرية والدولية والقارية والفكرية ,و هذا شيئاً طبيعياً في الوجود البشري، وتتزين الحياة بها.
إن استخدام التباينات والإختلافات بصورة مثلى سيكون مصدراً لقوتنا بدلاً من ضعفنا.
إذ نناشد جميع أبناء وبنات الوطن بالتفكير جيداً وأن يضم صوته للإعتراف بهذه التباينات,لنساهم معاً ونعتز بثقافتنا المتباينة ونتفق في ثقافة قبول الآخر ,ونجسد مفهوم الإنسانية وكل قيمنا الجميلة ونخلق وطناً تتوفر فيه المحبة والأخاء,دون التمييز على أي أساس.
دعونا نسعى جميعاً ،جاهدين بإختلافاتنا لنبدع ونحقق لكل إنسان سوداني طموحاته و إبداعاته الفردية والجماعية.
ــ الإعتراف بالتعدد والتنوع مدخلاً لتأسيس و بناء وطن يسع الجميع وهي مسؤولية كل سوداني وسودانية .
وبهذا الصدد نجد أن التباين له أهمية والإختلاف لا يفسد في الود قضية ، وأن حـب الآخر،
إحترام الآخر، قبول الآخر، يقود إلى تأسيس سودان معافى.
31 مارس 2022م
