مقالات الرأي

تجربة العدالة الإنتقالية في السودان ما بعد الثورة


بقلم: أيوب محمد عبد الرحمن (مجنق)


أنجز الشعب السوداني ثورته المجيدة رافعاً شعار حرية سلام وعدالة ساعياً لإقامة دولة مدنية ديمقراطية على حساب دولة الجور والظلم والتهميش الممنهج التي صبر عليها الشعب السودانى ثلاثة عقود شهدت خلالها إنتهاكات غير مسبوقة في تاريخ السودان ضد حقوق الإنسان ، من حروب وإبادات جماعية وقتل خارج نطاق القانون والتهجير القسري و تفكيك النسيج الإجتماعى… ألخ، لا يمكن التعافي منها إلا بعد المحاسبة وخلق ظروف ملائمة لقيام مجتمع ديمقراطي أمن ومستقر وإقامة دولة القانون، وذلك بتطبيق إجراءات العدالة الإنتقالية والمحاسبة على کل الجرائم والإنتهاكات التى ارتكبها النظام البائد من إبادات جماعية وتطهير عرقي بالإضافة إلي الجوانب التى أثرت على الجوانب الإقتصادية والإجتماعية والثقافية التي تشكل جرائم دولية.
وتطبيق مبدأ العدالة الإنتقالية کآلية جربتها الشعوب والدول التى مرت بظروف مشابهة ، فإذا تم تطبيقها في السودان بصورة حقيقية يمكن أن تقود إلى بناء وحدة وطنية تحقق تفاهم يساعد على تجاوز صراعات وإنقسامات الماضي التى خلقها النظام البائد.

كي تعمل العدالة الإنتقالية على معالجة أثار الإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وغيرها من صور سوء استخدام السلطة بطريقة شاملة تتضمن العدالة الجنائية وإصلاح المؤسسات والعدالة الإجتماعية والإقتصادية وتوثيق وكشف تلك الإنتهاكات والتجاوزات ومحاسبة المسؤولين عنها وتطهير مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية من الذين تورطوا في إرتكاب تلك الإنتهاكات والقصاص العادل للضحايا وإنصافهم وإعادة تأهيلهم معنوياً ونفسياً ومادياً لإعادة دمجهم في المجتمع.

12 أبريل 2022م

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
1 تعليق
Newest
Oldest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
معتصم بلةمحمد الحوري
معتصم بلةمحمد الحوري
1 سنة

تسلم سيد مجنق،،،،اي قفز علي تسويات الحقوق والانتهاكات وودي الدماء وحصر المقتولين ومعرفة القاتلين،،واقامة الجزاء من مسمار علي فضل مرورا بسيخ احمد الخير وارجاع النازحين،،وجبر الخواطر بالاعتذار والمال والندم والتعويض ،،،دا كلو لازم يحدث ،اولا

زر الذهاب إلى الأعلى
1
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x