قضايا النازحين واللاجئين

تحديات التعليم بمعسكرات النزوح – مدارس الأساس نموذجاً


  أسماء إسماعيل 

إن التعليم يعني إكتساب المعرفة   وإكتشافةالمهارات ، وهو ركيزة  أساسية لبناء أي دولة  من  دول  العالم. 
تصنّف دول العالم  على حسب  نموءها وإزدهارها الإقتصادي ، أي الآلة الإنتاجية التي تمتلكها الدولة ، ولكن كل هذا يرجع بالأساس إلي  بنية النظم التعليمية  السائدة التي تتبعها تلك  الدولة. الجانب التعليمي يؤثر ويتأثر  بالجوانب الأخري ، فالنظام  التعليمي القوي يلعب دوراً  فعالاً  في رفع كفاءة بقية  الجوانب  الحياتية  المختلفة. 
إن النظام التعليمي السوداني عموماً   ضعيف للغاية وتواجهه مجموعة من العقبات ، وذلك ينعكس مباشرةً على بنية  الدولة الحالية ، أي الوضع الراهن الذي يعيشه المجتمع ، وهنالك إختلافات بين التحديات التي  تواجه التعليم  بإختلاف المناطق والأقاليم ، بحيث أن الأقاليم والمناطق الطرفية أكثر معاناة   من   المناطق التي تقع في الوسط  الجغرافي.
أما  الحديث عن معسكرات النزوح   فهي  تعتبر  نموذجاً   حياً  يعبر  عن ضعف العملية التعليمية، ويمكن تسليط الضوء على بعض التحديات  والعقبات التي تواجه التعليم داخل   المعسكرات  إبتداءًا  من عدم توفر   العدد الكافي للكوادر البشرية  المؤهلة “المعلمين” الذين يعملون    بدورهم على إدارة وتنفيذ العملية    التعليمية داخل المؤسسات  التعليمية والتربوية بالمعسكرات بصورة جيدة ، وإخراج  نتائجها بالشكل   المطلوب ، أيضاً عدم تهيئة البيئة المدرسية والتي تترك أثراً واضحاً علي التلاميذ وتكوينهم النفسي وتحصيلهم المعرفي والأكاديمي ، وللأسف لم توفر لهم أبسط المعينات الدراسية كالمقاعد للإجلاس  ( كراسي،كنب) فهم يجلسون في الأرض  علي مفروشات بلاستيكية وجوالات فارغة يجلبونها معهم من منازلهم  ، وأيضا الزي المدرسي غير  موحد ، فالزي الموحد تشترطه  وزارة التربية والتعليم  وله  مدلولاته  الخاصة بها ، من بينها الإشارة إلي أن الجميع متساوون  ولا فرق بين الغني والفقير .
أيضاً هنالك نقصاً حاداً  في المدارس مقارنة بعدد السكان    الموجودين بالمعسكر  ،  بحيث    يصل عدد التلاميذ بالفصل الواحد   إلي أكثر من مائة تلميذ وتلميذة ،  في حين أن وزارة التربية والتعليم  تشترط بألا يزيد عدد التلاميذ    داخل الفصل الواحد عن الأربعين   تلميذاً ،  حتى يكون الفصل مهيئاً   للدراسة وتكون لكل تلميذ القدرة  على إستيعاب الحصص بصورة جيدة ، ولكن في الواقع نجد أن  كل   هذه الإشتراطات لا تنطبق  على المدارس داخل المعسكرات.
إن كل هذه العقبات وغيرها من النواقص التي يواجهها التعليم بالمعسكرات تؤثر  تأثيراً مباشراً على التحصيل الأكاديمي للتلاميذ وتقلل من تحصيلهم الأكاديمي ، ففي بقية المراحل الدراسية نلاحظ تدني النسب المئوية التي يتحصل عليها  طلاب  الشهادة   الثانوية بمعسكرات النزوح ، وأغلبهم لا يتمكن من الدخول إلي الجامعات الرفيعة بالدولة ، وهذا مرده إلي ضعف  التعليم بالمرحلة الأساسية وعدم توفر الإمكانيات اللازمة.

 
■بعض المقترحات لتحسين وضع   التعليم بالمعسكرات :

  • تشييد عدد أكبر من المدارس لتتناسب ونسبة القاطنين بالمعسكر ،  حتي تتاح  الفرص  لكل  الأطفال للدخول إلي المدارس  في ظل بيئة ملائمة للتعليم.

 – توفير  عدد كافي  من  المعلمين  المؤهلين في  مجال  التربية، وسد  الفجوة  التي   تعاني منها  المدارس بالمعسكرات.

  – توفير  جميع مستلزمات   المؤسسة التربوية مع تهيئة البيئة  المدرسية والتي بدورها  تؤدي إلي   الأداء الجيد للعملية التعليمية  وتحقق الهدف المرجو منها. 

  • الإهتمام  بالتعليم يعني ولادة   أجيال متسلحة بالوعي والمعرفة ، ولها القدرة على  التخطيط والتنفيذ والإدارة  السليمة والمحافظة  على الوطن   والخروج  به  من الأزمات التاريخية وعدم الإستقرار السياسي وحالة التشظي والتوهان التي يمر   بها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى