مقالات الرأي

تفكيك النظام الإجتماعي في السودان


بقلم: آدم آدم (دومبري)

النظام الإجتماعي
هو نظام متكامل يتكون من مجموعة من الأفراد تجمعهم سلوك متشابه ، وقيم وعادات وتقاليد وثقافات متنوعة والإحترام المتبادل بينهم ، ويعيشون تحت حكم قانون وأعراف محلية في صورة مرضية لجميع أفراد المجتمع ، وبذلك يكون المجتمع مستقر .
و ما أن ظهرت الفكرة الإسلامية في السودان عبر الصفوة، من أهم أهدافهم هو تفكيك النظام الإجتماعي ، لكى يسهل لهم إختراق المجتمع وتوسيع دائرة نطاق المشروع الإسلامي حتى يعم المشروع الإسلاموعروبي الدولة بأثرها ، ثم التوغل إلى أواسط أفريقيا بصورة تدريجية وفقاً لما خطط له مسبقاً .
عمل قيادات الحركة الإسلامية بعد تحقيق نظام التفكيك ، إلى تصنيف المجتمع السوداني على حسب الدين واللون والعرق ، وإستخدم الدين كأقوى سلاح لمحاربة الجنوبيين بإعتبار أن الدين المسيحي الذي يعتنقه الجنوبيين بمثابة كفر ، وقام بتعبئة المسلمين في الشمال ضد أخوانهم الجنوبيين وتم إستخدامهم كأدوات لمحاربتهم بلا وعي منهم حتى فقد السودان جزء عزيز منه، وأصبح الآن دولة مستقلة بذاتها .
أما في السودان الأم أستبعد النظام فكرة التعبئة الدينية بإعتبار أن هذه الفكرة لا مجال لها هناك لأن المجتمع أصبح متدين بدين واحد فقط، ألا وهو الإسلام ولجأ إلى إستخدام اللون والعرق ،
من ناحية اللون، قسم المجتمعات إلى زرقة وعرب على حسب فكرتهم ، أما من الناحية العرقية قام بتعبئه القبائل ضد القبائل الأخرى وزرع الكراهية بينهم ، وقام بتكوين مليشيات مجيشة ومدججة بالعتاد والأسلحة وآليات مختلفة وخطط لهم خطة محكمة ومدروسة لتدمير الشعب السوداني والمجتمعات السودانية برمتها . حيث ركز في تنفيذ هذه الخطة في دارفور أولاً ثم جبال النوبة والنيل الأزرق ، ثم شملت الإنتهاكات ربوع البلاد .
فقد النظام الإجتماعي قيمته وصفاته بعد تعرضه لهذه الكارثة الإنسانية فمنهم من إستشهد ومنهم من أصبح لاجئاً أو نازحآ ، إضافة إلى ذلك تجد جرحى و أرامل وأيتام و مشردين …ألخ .
لم يكتف النظام بهذا بل ركز جهوده في تفكيك معسكرات النزوح بإستخدام العنف المفرط وقوة السلاح وخاصة في معسكرات دارفور ، ولكن لم يفلح في ذلك ولجأ إلى إستخدام السياسات البديلة مثل تجنيد المصادر و زراعة العملاء (جواسيس) داخل المعسكرات وتكوين خلايا للقيام بعمل مضاد ، وأيضاً عمل على جلب المخدرات والخمور داخل المعسكرات لتدمير الأجيال الحالية والقادمة و إفساد الأخلاق والسلوك المتعارف عليه في المجتمع ، و بهذا خلق النظام بيئة و واقع جديد مختلف عن الواقع الطبيعي الذى كان يعيشه المجتمع السودانى.
ونجد أن هذا الواقع أصبح مدرسة جديدة مفروضة للأجيال القادمة ، أنتج أجيال بأفكار و مفاهيم خاطئة وسيئة تنعدم فيها الإحترام والسلوك الجيد ، لذلك نجد أن الإبن أو البنت في البيت لا تحترم أفراد أسرته ويقل إنسجامه معهم ويختصر دور أفكاره في التشاؤم والعنف في إفراض رأيه . وأيضاً الأخطر من ذلك في عملية التفكيك الممنهجة هذه قد قام بالتركيز على زراعة الكراهية بين أبناء وبنات الشعب السوداني، وذلك بتوجيه مليشياته في إرتكاب أبشع جرائم الإغتصابات الفردية والجماعية ونتج عن ذلك أبناء غير شرعيين ، ليكون للاسرة ذكرى سالبة تؤثر على نفسياتهم طوال حياتهم وبذلك إنعدم الترابط الأسري بين أفراد العائلة في المجتمع.
وهكذا تم تفكيك النظام الإجتماعي في السودان بصورة ممنهجة و مدروسة .

مقالات ذات صلة

3 1 vote
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x