مقالات الرأي

خـطـاب الكـراهـية والعـنصـرية فـي السـودان عبـر وسـائـل التـواصـل الإجتمـاعــي

عبد الباسط يوسف

فـي بـدايـة هذا المقال أوجه بعض الأسئلة للذين يبثون خطاب الكراهية والعنصرية والجهوية في مواقع التواصل الإجتماعي:

  • لمـا تخـاطب بالكـراهـية والعنصـرية؟
  • ألم تكن أنت أيضاً مواطـناً داخـل هذا الوطـن؟
  • ماذا تستفيد من الخطابات بهـذه النوعية؟
  • وما الفائدة والغايـة منها؟
  • ألم تفكـر، أنت وأنا والآخرين نمثـل شعباً وعنصراً أساسياً داخل وطننا يا ابن وابنة وطنـي؟
  • من المستفيد من هذه الخطابات، انت أم القوى السياسية أم المجتمع ؟

يعتبـر خطـاب الكراهية والعنصـريـة فـي وسـائـل التـواصـل الإجتماعي (السوشيال ميـديا) مـن ضمن الخـطابـات المؤثرة والعقبة الحقيقية أمام تقدم وتطـور المجتمع السودانـي ، رغم أن السودان من أوائل الدول الإفريقية التي نالت استقلالها من المستعمر الخارجي ، لكن عـدم صياغـة دستور وطني دائـم يتوافق عليه الجميع منـذ 1956م لتاريخ اللحظة ، قد ساهم بشكل كبير في عدم الاستقرار السياسي، ونجد أن كل الذين جلسوا على كرسي السلطة لم يركزوا في إدارة عامة الشعب السوداني ، بل حكموا بالآيدولوجيا الإسلامية العربية عبر إستخدام مناهج تعليمية غير قومية ، وغير قابـلة لتفكيك بنية الـوعي الاسطوري وذلك لمخاطبة كـل خصوصيات الشعب السوداني، بالطبع نجدها ساهمت بصورة مباشرة وكما ظلت تساهم في كثير من المسائل والنقاط التي يجب علينا أن نصب جل تفكيرنا بعمق وببال واسع ، كيف أصبحنا هكذا ؟
أليست السوشيال ميديا هي البداية وليس هي أس الأزمة ؟ لكن هي مكاناً للاخبار والتواصل والاستماع والتخطيط والمخاطبات حسب رؤية أي فرد أو أي مجتمع ، لكن اقصد هنا في محيط الخطابات الغير مناهضة لهذه الأزمة.
نجد قد تحولت كينونـة أغلبية شعبنا الصامد والصابر إلى كراهية المختلف وعدم إستطاعتهم التمييز بين ما هو الوطن ومن هو المواطن والقبيلة والإثنية والقانون…الـــخ.
القلـوب أو العواطف هي مصدراً لاتخاذ القرار بموجب إستقلال حُبّه وولائه للاثنية والقبيلة والدين وكل ما يخاطب الآخر بطريقة الإستعلاء والأفضلية تصب نحـو خطاب العنصرية والجهوية ، إذا لماذا لا نفكر في كيفية التوافق والانسجام مع بعضنا البعض ؟ ونصنع الولاء للوطن أكثر من العرق؟ فإذا تركنا كل الذي ذكرته آنفاً سيكون مدخلاً لتجاوز الغـبن والفتن والعداوة بين المكونات الإجتماعية والثقافية والدينية في سوداننا الجميل والرائـع والغالي ، ونؤسـس للتسامـح والرضاء الاجتماعي بين كـافه أبناء وبنات الشعب السوداني ، وهذا لا يحتاج منا سوى الجهـد والمسؤولية والتربية الوطنية الحقيقية والهمـة والتعامل الانساني لتجاوز العائـق الجهوي والتحـدي الكبيـر لرتــق نسـيجنا الإجتماعي.

4 مارس 2022م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى