مقالات الرأي

خفايا الصراع في مجلس السيادة حول التطبيع

بقلم/ آدم موسي أوباما

عقد أول لقاء بين البرهان رئيس مجلس السيادة ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو في ٤ فبراير٢٠٢٠م في مدينة عنتيبي بأوغندا، ولم يبلغ أي من أعضاء مجلس السيادة والوزراء بهذا الأمر، وهو ما أكده الناطق الرسمي بأسم الحكومة حينها فيصل محمد صالح، إذ قال إن الحكومة ليس لديها معلومات عن تفاصيل اللقاء أن الحكومة عملت بالاجتماع من خلال وسائل الإعلام”
وقال في بيان إنهم لم يتم إخطارهم أو التشاور معهم في مجلس الوزراء بشأن اللقاء وأن الحكومة تنتظر توضيحات بعد عودة رئيس مجلس السيادة” فيما أعلن مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو أنه إتفق مع البرهان في عنتيبي، علي بدء الحوار من أجل تطبيع العلاقات بين البلدين. لقاء البرهان ونتنياهو لم يبلغ به مجلس السيادة الانتقالي دفع عضو مجلس السيادة السابق بروف صديق تاور إلى تقديم مذكرة لكل أعضاء المجلس، محتوي المذكرة احتجاج على لقاء البرهان ونتياهو دون علم مجلس الوزراء والسيادة، وأنه تجاوز خطير للوثيقة الدستورية وتغول علي صلاحيات الحكومة التنفيذية، خاض بروف صديق تاور معارك شرسة وقوية ضد تطبيع علاقات السودان مع إسرائيل، في ظل صمت بقية أعضاء المجلس، ولم يكتف عضو مجلس السيادة السابق بروف صديق تاور بالمذكرة فقط، بل أوصل القضية للإعلام والرأي العام السوداني، عبر قناة الجزيرة مباشر التي أجرت معه حوارا أوضح فيها تجاوزات البرهان وتغوله عن الوثيقة الدستورية التي وقعت في ١٧ أغسطس ٢٠١٩م بين تحالف قوى الحرية والتغيير والمكون العسكري. أشار فيها إلى أنه ليس لرئيس مجلس السيادة صلاحيات خاصة، وفقا للوثيقة الدستورية، وأن كل أعضاء مجلس السيادة علي درجة واحدة، وليس هناك أفضلية لرئيس المجلس علي بقية الأعضاء، وأن منصب رئيس المجلس فقط تنسيقي. ولاحقا لعبت إسرائيل دورا مهما في دعم انقلاب ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١م، ومازالت بدعمها للمكون العسكري الذي إنقض علي الحكومة الديمقراطية، بقيادة رئيس الوزراء السابق دكتور عبدالله حمدوك، بعدها زار عدد من المسؤلين الإسرائيليين السودان، لبحث تطبيع العلاقات بين السودان وإسرائيل، إن قرار بخطورة التطبيع هو مسؤولية حكومة منتخبة من الشعب، وليس قرار حكومة انقلاب ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١م بقيادة البرهان وحميدتي. في الثاني من فيراير ٢٠٢٣م زار وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين السودان وإلتقي بالبرهان وبحث معه مسألة التطبيع بين السودان وإسرائيل، وقال إن حكومة بلاده بقيادة نتنياهو سوف تقدم مساعدات للقيادة السودانية في مجال الأمن الغذائي وإدارة مواد المياه، ومن جانبه أصدر مجلس السيادة بيان أكد فيه زيارة وزير الخارجية الاسرائيلي بعد أن أوردت مواقع التواصل الإجتماعي المختلفة خبر الزيارة وأشار المجلس إلى أنها زيارة رسمية وأستغرقت يوميا واحدا لبحث سبل إجراء علاقات مثمرة مع إسرائيل وتعزيز آفاق التعاون المشترك بين الخرطوم وتل أبيب، لا سيما في المجالات الأمنية العسكرية، أن توقيع السودان علي تطبيع العلاقات بين البلدين سيكون بعد تشكيل حكومة مدنية.
إن صراع الميا والموانيء في البحر الأحمر بين كل من إسرائيل وإيران وأمريكا وروسيا والإمارات العربية لم يعد سرا، والبحر الأحمر يمثل٦٠ % من التجارة الدولية، وكل هذه الدول لديها أطماع في السودان الذي يمتلك موقع جغرافي مميز بين دول أفريقيا جنوب الصحراء وشمال الصحراء.

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x