مقالات الرأي

دارفور مقبرة الارواح


بقلم: محمد عبد الله عبد الله أبكر

جميع الحكومات التي تعاقبت على حكم البلاد منذ خروج المستعمر في العام 1956م إلى الأن، لم تهتم ببعض الأقاليم ،خاصة إقليم دارفور وكردفان، شرق السودان بالإضافة إلى جنوب السودان قبل إنفصاله بل إزداد التهميش والفقر، التنمية…ألخ .
إن إقليم دارفور كان سلطنة مستقلة حتي في العام 1916م أي أكثر من سبعة عشر عاماً من الحكم الثنائي على السودان، لذلك لدى الدارفوريين شعور بالاستقلال، ونجد أن اقليم دارفور بعيد جغرافياً وسياسياً عن العاصمة في فترات الحكم المركزي وكان إرتباطها بالخرطوم شكلياً.
فالمليشيات القادمة من تشاد والنيجر وافريقيا الوسطي إلى دارفور غيرت من أخلاقيات سكانها و أدخلت عليهم أساليب وسلوكيات السلب والنهب المسلح وحمل السلاح بعد أن كان تسليح الرجل لا يزيد عن البندقية القديمة (أبو عشرة) ليهش بها الذئاب عن أغنامه ولكن جاء هؤلاء الجنجويد من دول الجوار يحملون أسلحة الجيم راكبون الخيل، يهاجمون السكان والمواطنين العزل ، وهذه الميليشيات تقوم بعمليات قتل وإغتصاب ونهب وحرق القرى ، وتشريد مئات الآلاف من الأشخاص.
وهذه المليشيات هم أعوان الحكومة، يشنون هجمات عنيفة على قبائل بعينها مما سبب هذا الصراع خلق الأزمة ، وأصبحت دارفور بؤرة الأحداث نتيجة للأجندات الخارجية. فالسودان فيه موارد طبيعية كثيرة خاصة في إقليم دارفور من ثروات حيوانية هائلة وموارد معدنية وزراعية …ألخ ، لذلك مما أدى إلى صراع على الموارد الطبيعية ، بالاضافة الى الأجندة الخفية .
ظل إقليم دارفور الذي تسلط عليه الأضواء حالياً على مدى ثلاثة عقود يعيش أوضاعاً مضطربة ولم يعرف الإستقرار السياسي والإقتصادي والإجتماعي بسبب ظواهر طبيعية وأمنية وسياسية، فقد عانى هذا الإقليم فترات عصية من جفاف وتصحر ومجاعات كبيرة في عام 1973 وعام 1985 وعام 1992.
إن الإنتهاكات التي يتعرض لها هذا الإقليم في هذه الأيام من مجازر في جبل مون وغيرها لم تكن وليدة الأحداث الطارئة في السنوات الأخيرة وإنما هي حصيلة لنزاعات وتراكمات ورواسب ساهمت فيها الأوضاع السياسية والنخب الحاكمة في السودان منذ خروج المستعمر .
لعبت العوامل السياسية دوراً في تأجيج هذه الصراعات وساهمت الحكومة المركزية في تأجيجها بعد تطبيق سياسة تقسيم الولايات بإنشاء إدارات أهلية جديدة للقبائل الرعوية في أراضي القبائل المستقرة علماً بأن أغلب هذه القبائل وافدة من تشاد والنيجر ومالي ، وألغت الحكومة بمقتضى ذلك الإدارات الأهلية القديمة.
ولا يعتبر هذا الصراع في دارفور وعمليات الجنجويد صراعاً بين الرعاة والمزارعين بسبب شح الموارد الطبيعية لعامل الجفاف والتصحر لأن هذه العمليات وإن كانت تمت برعاية الحكومة إلا أن لها أهدافاً خفية تتمثل في طرد القبائل الأفريقية المستقرة من أراضيها وسلب مواشيها وممتلكاتها، وأصبحت دارفور من أفعال الجنجويد منطقة طاردة للسكان مما ادي إلى النزوح واللجوء.
ملامح الفتيات وقوامهم، وقعت عليهن عيون الجنجويد الشيطانية نسجوا خيوط حول الفتيات والنساء مستغلين ضعف الفتيات بقوة أسلحتهم، ( أمونه دخلت غرفتها فوجئت بثلاثة جنود من الجنجويد في غرفتها تم تهديدها بالسلاح انقضوا عليها كالأسود، وجردوها من ملابسها تحت تهديد السلاح، وتناوبوا إغتصابها دون رحمة أو شفقة).
هذه ليست قلوب بشرية وإنما قلوب شيطانية.
لكي يسعد الشعب السوداني ونعيد لدارفور سيرتها الأولى وبقية أقاليم السودان المنكوبة ،ويعم الإمن والإستقرار جميع ربوع الوطن ، وجب علينا الإصطفاف والتلاحم فيما بيننا لإسقاط مجلس أمن النظام البائد وأعوانه من الإنتهازيين والمنتفعين.

13 مارس 2022م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى