مقالات الرأي

سيناريو الحرب القائمة ….. !! ( 2 )

بقلم : نصرالدين محمد أحمد محمد

لماذا فاجأ الدعم السريع الجميع ؟

إطرني الأحداث المتسارعة علي تغيير عناوين سلسلة مقالاتي التى إعتزمت كتابتها . أعنتُ نفسي و حاولت الموائمة لمجارات الاحداث . غيرت فيها تغيير جزئي ( من سيناريو الحرب القادمة الي سيناريو الحرب القائمة ) لمواكبة الاحداث المتلاحقة في سودانا الحبيب مع تمنياتي بالسلامة لجميع المواطنين ، دعوتي للمواطنين تجنب مرمى نيران الجنرالين برهان و حميدتي .
لم يتخيل الكثيرين بأن الدعم السريع يمكنه الصمود لأكثر من ثلاثة أيام بلياليها أمام ترسانة الجيش السوداني بتاريخه التليد . هنا التاريخ لا يشفع و لا العاطفة الجياشة تجاة المؤسسة القومية ؛ لكن الدعم السريع فاجأ الجميع بصموده البطولي ( الموية كذب الغطاس ) .
إي محلل بسيط له القدرة على التكهن كان سيقل إن المعركة ستحسم صالح القوات المسلحة السودانية ، توقع الكثيرين تغلب القوات هذه بنائا على القراءات التاريخية و المسلمات ( الجيش له تاريخ تليد و تجارب و ميراس في ميادين القتال ) . لكن بالتمعن القليل تدرك إن الجيش لم يتفوق إلا بسلاحي الجو و المدرعات .
صمود مقاتلي الدعم السريع الذين يفتقرون الي الخبرة في التعامل مع المقاتلات الجوية و الدبابات ؛ فهم لم يخوضوا اي معركة ضد عدو له سلاح جو أو مدرعات ، كل معارك الدعم السريع و التي أستخدم فيه مضادات الطيران كانت ضد أهداف أرضية ثابتة أو شبه ثابتة . حتى ينجلي الغموض و و يستبين الوضع دعونا نفكك قدر الإمكان نوعية الأسلحة و الترسانة الحربية لدعم السريع مقابل الجيش .
أولاً : سيارات اللاندكروزر ، هي سيارات يابانية الصنع من شركة تايوتا ؛ تمتاز بالخفة و السرعة و سهولة المناورة و القدرة على التحمل و التحميل، تعمل في كل الظروف القاسية خاصة في الاجواء الحارة في إفريقيا جنوب و شمال الصحراء. هذه السيارات أثبتت تفوقها القتالي حتي على المدرعات المصفحة ، بالتخفي و الناورة و الهروب من سلاح الجو .
ثانياً : الاسلحة الرئيسية و هى في الغالب أو كلها مضادات طيران ( دوشكا و مدافع ثنائي و رباعي و بالأضافة الى راجمات الصواريخ ) و الزو و أس بي جي 9 ؛ أتمنى أن أكن كتبتها أسماءها صحيح . هذه الاسلحة في الغالب يصنع هالة يشكل لمستخدمها درع واقي من الرصاص الصادر من البنادق الصغيرة ( على ألسن عوام الشعب )، و هي قادرة علي اسقاط الطايرات الحربية و أعني هذه المضادات .
ثالثاً : مضادات الدروع و هي تأتي في المرتبة الثانية على حسب الاهمية للدعم السريع ، منها ( سام 7 – سام 3 – و الهاون بانواعه ) هذه الاسلحة قادرة علي تحطيم الدروع من دبابات و المدرعات ، تمتاز بالخفة و سهولة الاستخدام .
رابعاً : سلاح المعلومة ، يبدو إن الدعم السريع و قيادته إستخدم سلاح حديث و فعال في الحروب الداخلية و هو حرب المعلوماتية و الإستخباراتية ، أثبت للجميع بأنه منظومة متكاملة عكس الجيش الذى يقع أفراده في الكمائن متتالية مما يشيع بأن الجيش مخترق بشكل كبير . بالرغم إن شكل تراتب الدعم السريع يوحي بانها رأسي إلا انها إفقية على عكس الجيش .
خامساً : الجاهزية هي إحدى شعارات الدعم السريع ، لكن قبل الجاهزية هناك تجهيز و الاستمرار في العمل . في إحدى قصص الاطفال التي تأتي في شكل أغاني مصورة يوجد قصة الارنب و السلحفاء ؛ اذ حدد لهم السباق على مسافة معينة و عندما كان الجميع يؤمن ان السباق محسوم لصالح الأرنب عدأ السلحفاء الذي واصل في السير الي نقطة النهاية بينما بقي الارنب ياكل و ياخذ قسطاً من الراحة ليتفاجأ هو و الجميع بأن السلحفاء وصل خط النهاية و فازت بالجائزة . هذا ما حدث بالضبط مع الجيش
اخيراً : هذه الحرب لا رابح فيها لذا أكرر و سأظل أنادي على قيادة الجانبين العدول عن الحرب و وقف أطلاق النار و حقن دماء السودانيين ……
لنا لقأءت أخرى ….

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
1 تعليق
Newest
Oldest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
سالم عبدالماجد عبدالله
سالم عبدالماجد عبدالله
10 شهور

بقلم :سالم عبدالماجد 
 يعم الحرب حينما حلوا!:
من المؤسف جدا ان نسمع كلمة الحرب في كل مكان لكنه يتكرر في كل ساعة بسبب جنرالين سفكوا الدماء في حالة توافق والاختلاف، وفي دارفور مثال ملموس يشهد القصص في مناطق الحروب بأن الجنرال برهان هو من سرق في روكروا في السنوات الاولي من الصراعات اي ما يسمي بلغة اهل المنطقة (برام ) وهو مشهور بسفك الدماء والسرقة وكذالك في باقي الإقليم بأكمله .
لكنه لن يكتفي بذالك فهو من اشرف علي محمد حمدان دقلوا وغيرهم لكي يحاربوا نيابة عنهم، وفي يوم 1\1\2015م يوم الخميس دخلوا فنقا وكعادتها استخدموا القتل والاغتصاب وغيرها من الجرائم، هذا المحاولة هي جزء من المحاولات التي بأت بالفشل في سنين وسنين أخري. 
وفي سنة2018 إبان المظاهرات تحول الحرب من الأقاليم الي العاصمة ونقل البشير الرجل المضلل محمد حمدان الذي لا يرحم أحد لكي يقضي علي المحتجين لكن سرعان ما انقلب السحر علي الساحر(اطماع السطة) وتم اقالة البشير (اسقاط) ونصب بن عوف رئيس الفترة الانتقالية ولن يصمد الا ساعات قليلة وقد استمر الاحتجاج حتي فض الاعتصام بأيدي الدعم السريع والقوات المسلحة والفديوهات توضح ذالك وكذالك كلمة كباشي(حدث ما حدث)خير دليل لكن الملحوظة البارزة ،الحرب يحضر وبقوة اينما وجودوا الجنرالين.
شُكل حكومة ممزوجة غير مفهومة في الواقع الا في التنظير وحُدد فترة للمدنين وفترة للعسكريين اضافة الي شركاء الفترة الانتقالية بعد انجاز اتفاقية جوبا بمجهودات السيد: عبد الله حمدوك،وتم ارباك المشهد بعد انقلابه في أكتوبر سنة 2021 واعلان حالة انفراد في السلطة لمن يمتلك السلاح فقط .
وبعد فترة طويلة من تبادل الاتهامات، بدأ صراع الكبار فيما بينهم لكن هذا المرة يختلف عن سابقاتها، لأن التنافس أصبح يسطير الذات وربما يريدان ان يخسرا زمالة الدم والحرب في مسيرتهم الطويلة التي امتلؤوها بالحروبات في كل اصقاع السودان وان يقسما كعكة الحرب .
الرحمة المغفرة للشهداء عاجل الشفاء للجرحي والمصابين وعودة حميدة للمفقودين.

inbound798858811144756830.jpg
زر الذهاب إلى الأعلى
1
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x