مقالات الرأي

صراع العسكر في السودان ( أصدقاء الأمس أعداء اليوم )

بقلم: يوسف داؤد ( جدو )

في هذا المقال نسلط الضوء حول الأحداث الجارية في السودان بين طرفي الصراع الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع .

على مدى أسبوع تقريبآ لم تكن الحرب بين الجيش السوداني ومليشا الدعم السريع التي إندلعت في الخامس عشر من إبريل الجاري ، والتي تعود أسبابها إلى إطماع الطرفين بكرسي السلطة ، أضف إلى ذلك الخلافات الداخلية بين البرهان وحميدتي حول دمج قوات الدعم السريع للقوات المسلحة بما نصه الإتفاق السياسي الإطاري الذي تضمن في بنودها بأن قوات الدعم السريع قوات عسكرية تتبع للقوات المسلحة ويكون رأس الدولة قائدأ أعلى لها وأن يكون الدمج وفق الجداول الزمنية المتفق عليها ، وتعود نقطة الخلاف حول المدة الزمنية وغيرها من النقاط لم تتبين بعد بصورة واضحة ، وبموجب هذا أشتدت حدة الخلاف بينهما إلى أن وصلا لإعلان الحرب بين الطرفين بما سمي بحرب أصدقاء الأمس أعداء اليوم .

حيث نجد أن للقائدان تاريخ حافل ومشترك في معظم الحروبات ضد أبناء وبنات الشعب السوداني ، تجدها في حروب دارفور عام 2003م عندما كان البرهان منسقا عامأ للحرب وحميدتي كان يعمل تحت قيادة موسى هلال قائد مليشيا الجنجويد الذي إرتكب العديد من الجرائم في دارفور ، وتحولت هذه القوات فيما بعد إلى قوات حرس الحدود ، وبعدها إلى قوات الدعم السريع برئاسة حميدتي نفسه ، ولكن إستمرارية الوضع السياسي في السودان كما هي أدى لإنفجار ثورة ديسمبر 2018م الذي أطاح برأس النظام مما ظهرت قوى سياسية تنقلب على موازين الشارع مع شريكها العسكر على ثورة الشعب السوداني وتقاسم السلطة بينهما ، ومع حلول عام 2019م عاد القائدان ليعمل سيويا في المجلس العسكري الإنتقالي بعد الإسقاط ، وساهموا في عملية فض إعتصام القيادة العامة الذي شاركت فيهاالقوات المسلحة والدعم السريع والأجهزة الأمنية الأخرى وبمعاونة تامة من بعض القوى السياسية أصحاب المصالح الحزبية الضيقة .

كل هذا يؤكد لنا تمامأ بأن القائدان شركاء في أغلب الجرائم المرتكبة ضد أبناء وبنات الشعب السوداني ، حيث نجد أنهما ساهموا في عرقلة العديد من التحولات السياسية التي مرت بها البلاد كان بإمكان أن تحلحل بعض الإشكالات ، لكن أنانية القائدان والإطماع بالسلطة وأيضأ الضعف المعرفي والتأخر في فهم ماهية الدولة ( غياب الأفق السياسي السليم ) أدى لإستمرار هذا الوضع كما هي ، وقادت العديد من الإتفاقيات الثنائية التي لم تأتي بأي نتيجة منها .
توقيع الإعلان السياسي بين الحرية والتغيير الذي اختطف المشهد داخل ميدان إعتصام القيادة العامة والمجلس العسكري الإنتقالي وتم التوافق على تشكيل حكومة الفترة الإنتقالية برئاسة عبدالله حمدوك الذي لعب دورأ بارزا لحلحلة العديد من القضايا الخارجية للسودان ، ثم تلاه إتفاقية جوبا لسلام السودان بين وفد حكومة الفترة الإنتقالية برئاسة حميدتي والحركات الموقعة لسلام جوبا ، كل هذا لم يرى النور لإخراج السودان من المأزق السياسي المشؤوم سوى تحويل الوضع من سوء لأسوأ تعود جذورها من قبل 1956م ، ومع إستمرارية الوضع السياسي الحرج في السودان إستغل شركاء الفترة الإنتقالية ( العسكر ) المشهد للمرة الثانية وفاجئوا الجميع في ليلة ال 25/ من أكتوبر 2021م بإنقلاب عسكري جديد في السودان بقيادة البرهان ونائبه حميدتي تعود سببها الصراعات السياسية بين مكونات الأحزاب وإعتراضهم لحكومة حمدوك الإنتقالية .
وبعدها مر السودان بمجموعة من التفاهمات السياسية حتى أوصلت إلى الإتفاق السياسي الإطاري بين أطراف جوبا لسلام السودان وبعض القوى المدنية وحكومة إنقلاب ال25 من أكتوبر ، ولكن تم تأجيل توقيعها لعدم التوافق على بعض القضايا .

ومنذ ذلك الحين لم يستنشق الشعب السوداني طعم الإستقرار بمختلف الجوانب السياسية والإقتصادية والإجتماعية وغيرها في بلد يعتبر من أغني دول العالم من حيث مواردها الطبيعية المختلفة وأراضيها الواسعة الشاسعة الذي أصبح اليوم يوصف بقفز المجاعة عالميا.

وبصريح العبارة نجد ان قيادات الجيش ورموز الحركة الإسلامية هم من سن قوات الدعم السريع الذي كان بمثابة حامي عرين لتنفيذ أجندتهم العسكرية وترقية قياداتهم برتب خلوية إرضاعأ لهم حتى وصل بحميدتي لرتبة الفريق خلا ! والجيش السوداني كان على علم تام بكل مراحل تطور الدعم السريع ولكن تم الصمت عليه لأن مؤسسة الجيش السوداني تاريخيا غير نزيهه عبارة عن مؤسسة ملك لمكونات معينة أوعبارة عن جيش أحزاب بعينها ؛ لذلك تاريخا لن نجد يوم ما كان للجيش السوداني دورأ ساندأ للوطن والمواطن بدلأ أن يحارب أبناء بني جلدته والتاريخ السوداني الملئي بدماء هذا الشعب شاهد على ذلك .
عمومأ ما يجري في السودان هذه الأيام من موت وتشريد والإقلاع القسري للمواطنين في بيوتهم وإنقطاع المياه والكهرباء وإنعدام الخدمات الصحية لمضرري الحرب والأمراض المزمنة نسبة لخروج معظم المستشفيات من الخدمة وحتي إنعدام المأوى وغيرها من الخدمات ، هذه العملية أصبح مهدد بكارثة لا مثيل لها .
لذالك نطالب من طرفي النزاع بوقف العدائيات والرجوع للحكمة وصوت العقل ، والإلتزام بمبدأ العمل السياسي السلمي .

#أوقفوا_هذه_الحرب_اللعينة

#لا_للحرب

#لا_لنزيف_الدم_السوداني

ما أغلاها تراب هذا الوطن

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
1 تعليق
Newest
Oldest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
محمد عثمان عبدالرحمن-المحامي و المستشار و الباحثال
محمد عثمان عبدالرحمن-المحامي و المستشار و الباحثال
10 شهور

هذا ردي لاحد المارقين عن الثوره و التغيير و سيادة حكم الشعب و القانون: 

 عندما اندلعت الثوره في دارفور و كان الجنجويد يقتل و يغتصب و يحرق و ينهب و يفعل كل الموبقات كان الناس في الخرطوم في سكرتهم حيث السيارات الفارهه و الحفلات الصاخبه و التنزه بامان و ممارسة الحب و كراهيه مطلقه و سخريه بلا وازع اخلاقي للمهمشين الفارين و النازحين من اقليم دارفور و مناطق النزوح في الاقاليم المجاوره. 
كان هناك نكران بالاجماع من اغلبية سكان العاصمه بمدنها الثلاث لما يحدث و كانت الحرب مستعره و هروب جماعي لابناء تلك الاقاليم الي بلاد الملاجئ فمنهم من لقي حتفه في البحر المتوسط و منهم من تلقي رصاصات غائره علي جسده الطاهر و سقي بدمائه مدن و بلاد الغرباء. بنفس العقليه الابعاديه التسلطيه المهيمنه علي الاعلام الذي يدعي قوميا بلا سبب تصل انت لاستنتاج ان هذا كذب. و قد كان تكذيب ان الحرب يمكن ان يصل الي الخرطوم بل كل ولايات السودان كان سائدا حينما كان يناشد اهل دارفور كل العالم ايقاف المجازر و يناشدون سكان العاصمه و بقية ولايات السودان بان يقفوا معهم ضد التطهير العرقي و ما كان من انسان العاصمه الا النظر بازدراء و تحقير كبيرين الي ان كان التحذير الآخير من مني اركو مناوي و لكن اخذه الخراطمه مأخذ السفيه غير المجيد للغه العربيه و ظلوا في جهلهم يتسامورن الي ان اصبحوا علي لهيب الحرب جالسون لا يدرون الي اين يذهبون و ليس هناك من مفر فمنهم من استشهد لهم الرحمه و المغفره و منهم من جرح اتمني لهم عاجل الشفاء و منهم من خسر كل امواله و آل بيته في لحظه و كسر من الثانيه ربنا يعوضو و يفك كربتو و مصيبتو. انها الحرب يا هؤلاء الحرب لعينه لا ينذرك كيف يبدأ و متي ينتهي،يقضي علي الاخضر و اليابس . لا تكذب الاحداث بل تحري الحقيقه فالحكمه دالة المؤمن اين ما وجدها انتفع بها. علينا ان نتعلم من تجاربنا و نعمل عقولنا و ان ندرك انه لا مجال لنا سوي العيش سواء بسواء دون تفضيل فالوطن لا يحتمل استمرار تجاهل النكبات.لأن عدو الشعب السوداني هو  الرجعيه و الشموليه و الدكتاتوريه و الأميه و رفض التحول الديموقراطي و احقية شعب السودان في ان يختار من يحكمه بمحض ارادته عبر صناديق الانتخابات الحره و النزيهه و ما سواه هو عباره عن فزاعه و عدو متوهم لا وجود له و اذا افترضنا وجوده فاننا من صنعناه بما كسبت ايدينا و السنتنا و تضخيم الذات و الملكيه اكثر من الملك نفسه. 
كل هذا السرد لا اقصد بها اي توجه او تلذذ بما يحدث لانسان العاصمه و كل السودان فانا منكم و اليكم و لكن لسرد الحقائق حتي نستخلص العبر و الدروس و اعمال العقل في ادارة صراعاتنا و الاتجاه بصوت واحد نحو. 

#ايقاف الحرب
#سودان حر ديموقراطي فدرالي موحد

زر الذهاب إلى الأعلى
1
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x