الحوارات

عبد الواحد نور لـ(سودان بلس):

  • إذا لم تتغيّر السلطة في الخرطوم لن يتحقق السلام
  • حل أزمة السودان ليس بيد المجتمع الدولي
  • الاتفاق الإطاري ولد ميتًا ولا فرصة لنجاحه
  • خروج المؤسسة العسكرية من العملية السياسية خروجٌ شكليٌّ
  • يجب إعادة هيكلة الجيش السوداني
  • السودان دولة تتم إدارتها عبر مافيا

حوار: إيمان كمال الدين

■يتمسك رئيس حركة جيش تحرير السودان عبد الواحد نور بموقفه الرافض للاتفاق الإطاري، وهو موقفٌ ليس بجديد، حيثُ رفض من قبل الالتحاق بمفاوضات السلام التي أفضت لاتفاق سلام جوبا، طارحًا رؤيته حول الأزمة السياسية عبر ما أسماه الحوار (السوداني- السوداني).

سودان بلس أجرت الحوار التالي مع رئيس الحركة عبد الواحد محمد نور.

●رفضتم الاتفاق الإطاري وأنه ثنائي، ما هو البديل لدى الحركة للتغيير؟

○أطراف الاتفاق الإطاري والموقعون عليه صنعهم الواقع، هؤلاء العسكريون كانوا نكرة لا يعرفهم أحد، لم يصنعوا ثورة ولا من المقاومين للاستبداد، أما الجانب السياسي أو المدني كانوا إما جزءاً من نظام البشير أو جزءاً من شرعنته عبر اتفاقيات جزئية، اختفى البشير وظهر المجلس العسكري، ومن كانوا يقومون بإبرام اتفاقات ثنائية مع البشير ما تسمى بأحزاب (الفكة)، هؤلاء شرعنة لوضع مرفوض، تدخلوا بأدوات البشير وأُبعدت إرادة الثوار والثورة في بناء حكومة مدنية، والجيش هو المسيطر.

●آليات التغيير والبديل؟

○مواصلة المسيرة في الثورة السلمية في السودان لإسقاط الانقلاب، تكوين حكومة مدنية من مستقلين غير حزبيين مهمتها تسيير دولاب العمل وحوار سوداني سوداني بمشاركة الجميع عدا المؤتمر الوطني وواجهاته، يخاطب جذور أزمة الحرب والفشل السياسي والاقتصادي والعقيدة القتالية للمؤسسة العسكرية.

●تنتهج قوى الحرية عددًا من الوسائل لإسقاط ما وصفته بالانقلاب، الحركة الجماهيرية، العملية السياسية، ألا تتفق مع هذه الرؤية لا بد من عملية سياسية في وقت ما من مراحل المقاومة؟

○الحُرية والتغيير هي أم الانقلاب وكان الغرض من تشكيلها اختطاف الثورة، جلسوا مع العسكريين وأنتجوا وثيقة دستورية على مقاسهم وليس على مقاس إرادة الشعب السوداني في إنهاء وجود العسكريين من السلطة إلى الأبد، فعدم وجود العسكريين في السلطة تهديد استراتيجي للصفوة التي لا تستمد قوتها من الشعب، إذا ابتعد العسكريون تأتي إرادة الشعب فيجد صفوة الحرية والتغيير وغيرهم أنفسهم خارج اللعبة السياسية، فهم أكثر المهادنين لنظام البشير.

●لا بد من عملية سياسية إذًا؟

○نعم لا بد من عملية سياسية، لكن كيف تقوم بعملية سياسية مع وجود العسكر في السلطة؟ هم المانحون والمقررون للمسار، وهذا أشبه بحوار الوثبة في نظام البشير، ما يتحدثون عنه ليس إرادة الشعب، بل إرادتهم هم.

●هل ثمة شروط للعملية السياسية المُفضية إلى الانتقال المدني؟

○تحالف عريض يضم كل السودانيين المؤمنين بالتغيير الجذري، ويهدف التحالف إلى إسقاط الحكم العسكري والمتحالفين معهم لشرعنة حكم العسكر، واختيار مستقلين، ونحن في الحركة نقترح تكوين حكومة انتقالية، حكومة ظل، أو أي مسمى حتى تكون حكومة المستقلين جاهزة، على أن يأتي البرنامج الانتقالي من حوار بين كل المكونات السودانية، هذه هي الطريقة المثلى لبلد منذ 1956 لم يتم تأسيسه، دولة تتم إدارتها عبر مافيا أو أشخاص، نحن ندعو لإسقاط هذا السلوك ولن يتم ذلك إلا عبر إسقاط العقل الصفوي المسيطر على الدولة.

●ألا ترى أن هناك فرصاً لنجاح الاتفاق الإطاري في تحقيق الأهداف المُعلن عنها؟

○ليس لديه أيّ فرصة للنجاح، فهو مثل اتفاقية المنطقتين 2005، واتفاقية أبوجا، اتفاقية الدوحة، اتفاق جوبا، الاتفاق الإطاري ولد ميتًا، هذه الاتفاقيات تتم بواسطة محاور إقليمية ويتم إسنادها بقرارات من مجلس الأمن الدولي دون إرادة الشعب السوداني، وهو ملزم فقط للموقعين وليس للشعب.

●كيف تنظر لدور الآلية الثلاثية في حل الأزمة الراهنة بالسودان؟

○المجتمع الدولي لا يترك فراغا، يرسل موظفين بتفويض في فترة زمنية محددة، ولكن حل أزمة السودان ليس بيد المجتمع الدولي وآلياته، بل بإرادة الشعب السوداني الذي مر بتجارب سياسية كثيرة، الحلول مهما كانت هي موجودة في الداخل، مصلحة الشعب السوداني أولًا ثم مصلحة الآخرين. هذه هي رؤيتنا في الحركة.

●أعلنت المؤسسة العسكرية كثيرًا خروجها عن العملية السياسية.. كيف تنظر لهذا الإعلان؟

○المؤسسة العسكرية قالت في أبريل، إنها انحازت للشعب السوداني، ثم فضت اعتصام القيادة العامة ومارست الإبادة العرقية والتطهير، ثم جاءت الوثيقة الدستورية، وبعدها قامت بالانقلاب على رئيس وزراء اختاره الشعب السوداني، المؤسسة العسكرية صفوية، يجب أن لا نبني على الأوهام، هذا خروج شكلي، هذه حكومة العسكر وليس المدنيين.

●ما هي الطريقة المثلى لخروجها من العملية السياسية في السودان؟

○عبر تحالف وبرنامج انتقالي واضح وحكومة مستقلين تطبق سياسة البرنامج الانتقالي وليس سياسة تنظيمات حتى تكون المؤسسة العسكرية مثل أي مؤسسة في الدولة ذات مهام محددة، الدفاع عن أرض وشعب ودستور السودان.

●أحد أسئلة الانتقال المُلحّة وضعية الدعم السريع وتعدد الجيوش، كيف يمكن أن يتحقق الدمج؟

○المشكلة ليست الدمج فقط، بل في كيفية تكوين المؤسسة وإعادة هيكلة الجيش السوداني، بعض المليشيات في دارفور من صناعة جهاز المخابرات في الجيش، من يسلح القبائل حاليًا؟ الدعم السريع صناعة جهاز المخابرات، فيجب أولًا إعادة هيكلة الجيش لتتم إعادة هيكلة المليشيات ودمج الجيوش، لتكون مهمة الجيش بعد إعادة الهيكلة وفق عقيدة عسكرية جديدة متوافق عليها.

●كيف يمكن أن تتم؟

○هو أمرٌ يحتاج لإرادة حقيقية، ويمكن إذا تم التوصل لبرنامج انتقالي موحد وترتيبات أمنية موحدة، ونرى أن جيش حركة تحرير السودان مؤهل ليكون جيش دولة، عقيدتنا ليس قتل المواطنين أو الاستيلاء على السلطة.

●المبادرة المصرية لحوار (سوداني – سوداني).. كيف تنظر لها؟

○المشكلة ليست في المبادرة المصرية أو غيرها، المبادرات الخارجية لن تحل أزمة السودان، بل تُحل عبر مبادرة وطنية داخلية.

●هل تلقيتم أيّ دعوة خارجية للالتحاق بالعملية السياسية حاليًا؟

○منذُ سقوط البشير وحتى الآن تلقّينا دعوات من الاتحاد الأفريقي وغيره، ولكن رفضنا ذلك، لأننا نعرف أن نتيجتها الحتمية الفشل فليست هي الطريقة المثلى لحل أزمة السودان.

●القوى السياسية وتعاملها مع الدور الخارجي في الأزمة السياسية؟

○مؤسفٌ أن الأغلبية إن لم تكن جميعها، تستجدي الخارج لفقدهم تأييد الشعب السوداني، والاستقواء بالمحاور الإقليمية رغم إرادة الشعب السوداني، إن الدور الخارجي مهما كان لا يساوي تأثير المواطن السوداني، لذا الاعتماد على الخارج ليس ممكنًا.

●السلام في إقليم دارفور، سُبل تحقيقه؟

○إذا لم تتغير السلطة في الخرطوم بسلطة مدنية تعيد هيكلة مؤسسات الدولة السودانية وفق أسس قومية جديدة، وتحديد دور القوات المسلحة، لن يكون هناك سلام.

●كيف تنظر لدور قادة الحركات الموقعة على اتفاق السلام في حل أزمة الإقليم؟

○هل هناك سلام أو بصيص أمل بعد التوقيع؟ يؤلمني أن هناك أشخاصاً بدأوا النضال باسم قضايا الشعب وانتهوا لمناصب ومحاصصات ولا يستطيعون مواجهة الشعب، كرئيس لحركة تحرير السودان، أقول إنّ المناصب لم تكن هدف ثورتنا، السلام لا يتم عن طريق المحاصصة، بل بمخاطبة قضايا الشعب التي من أجلها قمنا بحمل السلاح على مدى 22 عامًا، لتحقيق السلام العادل والشامل والمستدام المبني على التغيير الحقيقي.

●مؤخرًا، أعلنت الخرطوم عن المضي قُدمًا في التطبيع بعد زيارة وفد إسرائيلي، ما هو موقفكم؟

○التطبيع يجب أن يكون مع حكومة تمثل إرادة الشعب وليس أعضاء حكومة البشير، التطبيع مع إرادة الشعوب وليس مع من صادروها، وأعتقد أن الشعب السوداني ليست لديه مشكلة مع إسرائيل إذا استغنينا عن الإسلام السياسي والغلو.

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
2 تعليقات
Newest
Oldest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
احمدموس
احمدموس
1 سنة

قدام يارفيخ

Hossam abdallah
Hossam abdallah
1 سنة

Interested

زر الذهاب إلى الأعلى
2
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x