مقالات الرأي

علم الإجتماع العام من النشأة إلى التفكير (4)

بقلم: عمار إسماعيل (فلسفة)

ميادين علم الإجتماع:

1- علم الإجتماع الديني:

يتناول علم الإجتماع الديني بالتقصي والتحليل النظم و التيارات الدينية السائدة في المجتمعات الإنسانية على إختلاف العصور، وإختلاف البيئة الإجتماعية لمجتمع ما في نمط معيشته أو في طبيعة العلاقات الإجتماعية فيه على السواء، ولأن علم الإجتماع الديني رئيسي في المجتمع ،العوامل التي تحدد شكل الأديان ووظائفها ، لذا فإنه يعني تباين أثر العوامل الإجتماعية، وإرتباطها مع الدين بصفته ظاهرة لا يخلو منها أي مجتمع.


2- علم الإجتماع الريفي:

يهتم علماء الإجتماع الريفي بدراسة العلاقات الإجتماعية القائمة في الجماعة الإنسانية التي تعيش في بيئة ريفية و يدرسها من حيث طبيعتها، إذ تواجه جماعة الريف وجهاً لوجه، وأنه يبحث في خصائص المجتمعات الريفية من حيث نمط المعيشة أو نظام الإنتاج السائد بوصفه أكثر بدائية، كما يعنى بتحليل العلاقات الإجتماعية الأولية، والرباط العائلي ( رباط الدم أو الزواج الداخلي )، ويحدد السمات والمميزات التي تميز المجتمعات الريفية من المجتمعات الحضرية.
إن ّ هذه السمات كانت منطلقاً لعلماء الإجتماع في دراستهم حين حددوا موضوع علم الإجتماع الريفي، وأبرز الصفات المحلية لهذا المجتمع من عوامل و تفاعلات إجتماعية ، ويتقبل بعضها التقدم ويرفضه بعضها الأخر ويعوقه، ومع أنه ، من ناحية النظرية، يدرس أسس البنيان الإجتماعي الريفي، إلا أنه من الناحية التطبيقية ، يستخدم المعلومات التي جمعت عن السكان الريفيين لتحديد المشكلات التي تعوق نمؤهم وتقدمهم لإيجاد الوسائل الكفيلة بحل مجمل المشكلات التي يعانون منها ولتحسين مستوى الحياة الاجتماعية الريفية.
أخيراً: رسم سياسة إجتماعية تعمل على رفع وإسهام الريف في الفعاليات الإجتماعية والإقتصادية وغير ذلك.


3- علم الإجتماع السياسي:

يهتم علم الإجتماع السياسي بأثر المتغيرات الإجتماعية في تكوين بِنية السلطة السياسية وتطور أنظمة الحكم في المجتمع، فالنُظم الإجتماعية من وجهة نظر علم الإجتماع السياسي ليست إلا عوامل متغيرة (أو متحولات) أو عوامل مسببة، وما أمور السياسة و شؤونها غير عوامل تابعة ، تتأثر بالعوامل الاجتماعية و تتغير بتغيرها.
على هذا فإن أي فهم دقيق للنُظم والمؤسسات السياسة يتطلب تحليلاً لمرتكزاتها الإجتماعية ورصد عناصر التغير في المجتمع.


4- علم الإجتماع الصناعي:

يعني علم الإجتماع الصناعي البناء الإجتماعي للتنظيمات الصناعية من جهة والعلاقات والتفاعلات الحادثة بين هذه التنظيمات، والبناء الإجتماعي الكلي من جهة أخرى، ويهتم علم الإجتماع الصناعي بكيفية إرتباط النسق الإجتماعي الفرعي (أي النظم الإجتماعية الأخرى) .
يهتم علم الإجتماع الصناعي كذلك بالكيفية التي يُبنى بها النسق الإجتماعي الفرعي، كما يهتم بالكيفية التي يصبح بها الأشخاص مناسبين للأدوار التي يقومون بها، ويشمل النسق الإجتماعي في هذه الحالة على النسق الإجتماعية الفرعية، الأسرية والسياسية والدينية والتربوية والطبقية والقيمية وغيرها التي ترتبط بالنسق الإجتماعي، الاقتصادي والصناعي الفرعي.


5- علم الإجتماع العائلي:

يتناول علم الإجتماع العائلي بالدراسة والتحليل والتعليل خصائص الأُسرة ، والوظائف التي تؤديها و العوامل التي تتاثر بها وتؤثر فيها، كما يوجه عناية خاصة للدور الذي تقوم به العائلة في تنظيم علاقات الأفراد في المحيط الأسري، ويبحث في النظم الاجتماعية والإقتصادية والسياسية التي تساعد إستمرار تركيب العائلة وتطويرها.


6- علم الإجتماع القانوني:

يعنى علم الإجتماع القانوني والنظم القانونية من جهة تركيبها الإجتماعي و يهتم بوصف الكثير من الإتجاهات المعنية بالعلاقات الموجودة بين نصوص القانون وحيوية المجتمع (التحرك الإجتماعي)، كما يصف الحياة القانونية والسياسية بُغية فهم مضامينها الإجتماعية العلمية.
بهذا التعريف يكون هو الفرع من علم الإجتماع الذي يدرس الحقيقة الكلية للقانون مبتدئاً بأوجه التغيير الذي يُمكن الإحساس بها وملاحطتها، والتعرف على مداها وآثارها المادية في السلوك الجسمي ، ويرمي إلى تفسير هذا السلوك.
تلك المظاهر المادية للقانون تبعاً لما تنطوي عليه من معانٍ خفية، بُغية الكشف عن الحقيقة الكاملة للقانون في علاقته بالمتغيرات الإجتماعية التي تعمل على نحو ما في صيرورته وفي وجوده على هذا النمط، إلا أن ّ علم الإجتماع القانوني يختلف في كثير من الحدود عن التحليل القانوني للمعايير والأعراف ، و كذلك عن فقه القانون و فلسفته ، و ليس ثمة إنسجام في أسلوب التفكير، أو طريقة البحث بين العلماء في ميدان فقه القانون و علم الإجتماع ، لأن القانون يمثل في نظر علماء الإجتماع ميداناً عملياً تطبيقياً ، ولأن القانونيين يرون علم الاجتماع ميدانياً نظرياً بحثاً ، والحقيقة أن كلا من الميدانين مرتبط بالآخر إرتباطاً وثيقاً وأن الواحد منهما مكمل للثاني، فيمكن تطبيق علم الإجتماع لدراسة النظام القانوني الذي يحفظ النظام العام في المجتمع ،كما يُمكن أن يدرسه رجل القانون- الذي يتجه وجهة إجتماعية والقوانين بوصفها ضابطاً إجتماعياً ذات مواصفات خاصة في الدولة.


7- علم الإجتماع المعرفي:

يبحث علم الإجتماع المعرفي في صحة التراكيب الفكرية السائدة في المجتمع، مع إهتمام خاص بتفسيرها وربطها بالمعلومات التي توصل إليها علماء الإجتماع عن طريق التجريب، وعلى أساس ربطها بالظروف والمتغيرات الإجتماعية.


8- علم الاجتماع التربوي:

يهتم هذا الميدان من علم الإجتماع ببحث الوسائل التربوية التي تؤدي إلى نمؤ أفضل للشخصية ، لأن الأساس في هذا الميدان هو أن التربية عملية تنشئة إجتماعية، لذا فإن علم الإجتماع التربوي يبحث في وسائل تطبيع الأفراد بحضارة مجتمعهم و التربية أساساً ظاهرة إجتماعية، يجب أن تدرس في ضوء تأثيرها في الظواهر الإجتماعية الأُخرى من سياسية و إقتصادية و بينية و تشريعية، وتأثيرها في المتغيرات الإجتماعية الأخرى من خلال عمليات التفاعل الإجتماعي.
من هنا أكد الإجتماعيون ضرورة تحليل الدور الذي يقوم به النظام التربوي في علاقته بأجزاء البناء الإجتماعي الديموغرافي ، الاقتصادي أو السياسي، و علاقته بمثالية المجتمع أو نظراته العامة و الأيديولوجيات التي تفعل فيه.


9- علم الإجتماع البدوي:

يدرس هذا الفرع من فروع علم الإجتماع النظم الإجتماعية السائدة في المجتمعات البدوية أو المجتمعات التي تعيش على الرعي و الإنتقال وراء الكلأ.
يعد إبن خلدون أول باحث في علم الإجتماع البدوي إذ يتحدث في مقدمته عن ” العمران البدوي و الأمم الوحشية” فيصف حياة البدو بما فيها من خشونة العيش والإقتصار على الضروريات في معيشتهم ، وعجزهم عن تحصيل الضروريات… و في جملة ما يقوله ” وقد ذكرنا أن البدو هم المقتصرون على الضروري في أحوالهم، وأن البدو اقرب إلى الخير من أهل الحضر.
تتعدد ميادين علم الإجتماع، ولكن استعرضنا بعضٍ منها فقط.

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x