مقالات الرأي

كلمة موقع حركة/ جيش تحرير السودان

ميزانية أبواب السماء

أجاز مجلسي السيادة والوزراء الانقلابيين ميزانية 2022م وبموجبها تحدث رئيس حركة العدل والمساواة ووزير مالية الانقلاب دكتور جبريل إبراهيم أن البلاد سوف تشهد استقراراً اقتصادياً ، مما يتيح توظيف الشباب وزيادة الأجور وتحسين معاش الناس!.

ولكن تهويمات وزير مالية الانقلاب بتحقيق أحلام الشعب السوداني ستمر بمنعطفات الحقيقة التي لا محالة سوف تجعله يدور في الفراغ المميت ، فلا نتجنى عليه ، فقد قال أن أبواب السماء مفتوحة وبذلك لن تصبح ميزانية 2022 واقعية كما ردد دكتور جبريل.

في ظل موازنة الأوهام يريد وزير مالية الانقلاب من الشعب السوداني أن يتعاون معه! ، ومن المنطقي أن يطلب العون إذا كانت رؤيته مثمرة ، ولكنه ينتظر تصاريف السماء ، وفي ذات الوقت يعمل على بناء اقتصاد يعتمد على الضرائب والجبايات.

عندما زادت تعرفة الكهرباء بشكل جنوني برر دكتور جبريل وزير مالية الانقلاب بأن الكهرباء رفاهية للبعض ، لأن هنالك مناطق بالسودان لا توجد بها كهرباء ، ولذلك أناخ راحلته وأستل سيفه لينتزع من جيب المواطن ليدعم الميزانية ، فشهدنا زيادة في الخدمات الطبية والوقود والضرائب وغيرها ، ليُشكل ذلك حالة اختناق كامل لمواطن يعتمد على راتب لا يتجاوز 20 ألف جنيه, وهو الحد الأدنى للأجور ، والتي لا تفي بحاجة أسرة متوسطة الدخل إلا لأيام وربما ساعات فقط!.

إن هذه الزيادات تفقر الفقراء وتنتهك إنسانيتهم ، والمدهش أن وزير مالية الانقلاب يُلّوِح وبفرح غامر بأن الميزانية ستعتمد على الإيرادات الذاتية ، وفي ذات الوقت هنالك توقف للتصدير وتوقف لإيرادات الدولة.

يبدو أن وزير مالية الانقلاب إمتداداً أخلاقياً لشعارات نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع وربما أن خلافه مع نظام البشير لا يتعدى محيط الإجابة عن سؤال: أيهما أثقل وزناً طن الحديد أم طن الخشب؟.

يعتقد وزير مالية التنقلاب أن أبواب السماء مفتوحة وربما هذه خصوصية يراها في نفسه ولكنه يغلق أبواب السماء على الآخرين ، وبهذه الطريقة تتكون الدولة الدينية التي تُعطي نفسها مفاتيح أبواب السماء.

من أكبر أوهام الانقلابيين إعتقادهم الجازم انهم سيَرِثُونَ اقتصاداً مدعوماً من المجتمع الدولي ، مما شجعهم على انقلابهم المشئوم ، وقد تمسك دكتور جبريل بوزارة المالية ليصنع لمنظومته السياسية مجداً وبصمةً تتلألأ كنجم السعد ، ولكن سوء التقدير سيلازم من يعشقون خداع الناس!.

25 فبراير 2022م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى