مقالات الرأي

مآسي ومعاناة المواطنين السودانيين في المدن المتأثرة بالحرب

بقلم: آدم رجال

يعيش النازحون والمواطنون السودانيين في المدن المتأثرة بالحرب اللعين بين الجيش والدعم السريع، في مأساة ومعاناة وكوارث إنسانية فعلية سوف تكون لها آثار سالبة في مستقبل البلد عموماً.

إن بطش وتنكيل المليشيات الحكومية هي جزء من تجليات الأزمة الحقيقية منذ 1956م، التي لم يؤسس وطن علي أساس المواطنة المتساوية، بل تم تكوينها علي أساس الأسر والبيوتات، حتي علي مستوي مؤسساتها التي تهدف إلى تحقيق مصالح أفراد معينة والسيطرة عليها، ما كانت بمستوي القومي.

ما يلفت نظري الذي يدور في مدينتي الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، وزالنجي عاصمة ولاية وسط دارفور، بعد قطع الاتصالات والانترنت تماما، لأكثر من عشرة أيام، في زالنجي يوم 17 مايو، وفي الجنينة يوم 19 مايو، ولا يوجد أدوية منقذة للحياة والأكل والشراب وغيرها في كل المدن السودانية التي تدور فيها الإشتباكات بين طرفي النزاع المتحاربين، منذ بداية الحرب في 15 أبريل 2023م حتي الآن.

اما دعوة مناوي لتسليح المواطنين وما ينطوي من مخاطر، بدلا إن يقوم هو بحماية المدنيين بصفته حاكم الإقليم ولديه قوات، هو كلمة حق أريد بها الباطل، وسوف يدخل البلد في تمزق وانقسام.

إن هذا الحرب ونتائجه صادمة والخاسر الأكبر هو السودان وشعبه، تم تدمير المؤسسات المدنية وهي ملك للشعب السوداني بمكوناتهم المختلفة، بالقصف الجوي والمدافع الارضية، دون رحمة، وهذه العقلية هي ليست جديدة، بل انما هي عقلية قديمة ومتجددة ولا سيما قصف الطيران لمؤسسات مدنية في حرب الجنوب، وجبال النوبة والنيل الأزرق، ودارفور، وهاهو اليوم في حرب السودان، علينا إن نعيد النظر في سودانيتنا وانتماءتنا للبلد، ومن ثم نبدأ مشوار جديد بدءً بمؤسساتنا العسكرية والمدنية، وبناء وطن بعقلية جديدة، وبالتغيير الحقيقي والفعلي، وتثبيت قيم الحرية والعدالة والسلام والديمقراطية، دولة سيادة حكم القانون وضمان عدم الإفلات من العقاب.

30 مايو 2023م

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x