مقالات الرأي

ما سبب تفضيل الناس ل”حياة الله كريم” دون أن يعملوا؟

بقلم: عبد العزيز بشار (أبطاقية)

أن حياة “الله كريم” شبيهة بحياة العطالة عن العمل ولا تختلف عنها كثيراً، ولكن يكمن الفرق في أن العاطل في الإقتصاد غالباً ما يتوقف عن العمل لأسباب محددة، أما لصغر السن أو للعجز، أو بسبب كونه طالباً للعلم ولا يجد فرصة للعمل، أو لأسباب أخري كثيرة، مع وجود الرغبة في أغلب الأحيان، ولكن عايش “الله كريم” يتوقف عن العمل بإرادته دون أسباب محيطة به، ويعني ذلك إنه يحب أن يعيش حياته عاطلاً مع الرغبة الشديدة لوجود متطلباته اليومية، كالأكل والشرب واللبس، كأشياء ينتظرها من الآخرين، بشكل هدايا أو بأي طريقة أخري تبرر له ذلك، كالفرض عن طريق العاطفة أو لوماً للآخرين، ولكن المفروض طرحه من الأسئلة المهمة حول هذه الحياة :من هم الأكثر إعتماداً على حياة “الله كريم” ، النساء أم الرجال؟ في كثير من المجتمعات غالبية الناس ينظرون للنساء أكثر عطالةً، ولكن هذا غير صحيح، فالصحيح أن المرأة أكثر إنتاجاً، ولكن عملها لا يُرى بالعين المجردة، ولذلك كثيرون لا يعترفوا بذلك، فالمرإة في الأول تتحمل مسؤولية تربية الأبناء بكل ما تحتويه من تفاصيل بوجود الآباء الغير مسئولين، بإعتبارهم الأغلب، في حالة غيابهم أو موتهم، فالأم لا تترك إبنهاوالصغير أو الكبير، في الحارة والبارد، فهنا النساء بعيدات عن حياة “الله كريم” لأنهن من يتحملن المشاق من أجل أبناءهن، أما الرجال هم أكثر ما يشملهم الأمر في المجتمعات الريفية والمجتمعات المتأثرة بالدين، كدراسة واقعية قمت بها لفترة دامت سنين (منطقة الدراسة دارفور، معسكرات النازحين، والقري، والمدن)، فإن أكثر الرجال يعيشون على حياة” الله كريم” عكس النساء، وذلك يعني التنصل من المسئولية.
إن الرجال يقضون أكثر وقتهم في مجالس مناقشة الآخرين، منتظرين من “رحم الله” قلوبهم لإطعامهم وشرابهم، وفي بعض الأحيان يفرضون أنفسهم بقرارات السلطات الأبوية، وفي النهاية المسئول عنهم هن النساء مع الأطفال الذين يقضون جميع وقتهم في العمل، بغرض توفير احتياجاتهم الضرورية، ويعني ذلك أن المرأة أصبحت ضحية “الله كريم” مع أبنائها، لأن الله كريم أصبح كسلوك إنتهجه الرجال لتبرير حياة العطالة.
ما أريد قوله أخيراً أن هذا السلوك يحتاج لمحاربة حقيقية عبر قيام ندوات توعية لتلك الفئات، وتمليكها معلومات عن آثار حياتهم غير العملية، حياة يتكل عليها الإنسان على الآخرين ، حياة الإستهلاك لا الإنتاج، حياة الدمار دونما نماء، وبالمقابل ترسيخ مفاهيم تشجع على الإنتاج ومعرفة قيمته في تغيير حياة الإنسان الشخصية والمجتمع، حتى تتعلم الأجيال قيمة العمل ومآسي العطالة أو البقاء دون عمل.

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x