مقالات الرأي

متى تصل الحرية إلى مرتبتها الموضوعية؟

بقلم : احمد محمد عبدالله

للإجابة على هذا السؤال لابد من تكثيف المعارف فيما يختص بمفهوم الحرية بكل جوانبها…..

__ الحرية هي إمكانية الفرد دون أي جبر أو شرط أو ضغط خارجي على إتخاذ قرار أو تحديد خيار من عدة إمكانيات ويعد مفهوم الحرية بشكل عام ” شرط الحكم الذاتي في معالجة موضوع ما .وتعني التحرر من القيود التي تكبل طاقات الإنسان وإنتاجه سواء كانت قيودا مادية أو معنوية فهي تشمل التخلص من العبودية والقهر للشخص أو الجماعة أو للذات والتخلص من الضغوط المفروضة على شخص ما لتنفيذ غرض ما.

ويعد مفهوم الحرية في عصرنا الحالي ” عصر التنوير ” التخلص من التعصب للعقيدة أو للفكرة وايضا التخلص من التعميم والأحكام المسبقة، وحسب تعريف كانت ‘ خروج الإنسان من سباته العقلي والذي وضع نفسه بنفسه فيه عن طريق إستخدام العقل.

والحرية من الجانب العقلاني ‘ تعني التحرر من العقائد وأعني بذلك حكم إنسان بأي فعل يفعله بقوانين وضعية يتناسب ويتماشى مع العصر بإحترام حقوق الإنسان المنصوصة في المواثيق والمعاهدات الدولية.

الحرية من الجانب السياسي ‘ تعني تحرير الإنسان من القيود التي تؤدي إلى نكوصه مع التركيز على البنية الإجتماعية وتطويرها ، وهذا يشير بالتحديد نحو فصل مؤسسات الدولة عن الإيدولوجيات العقائدية وتحديد الدولة ومؤسساتها بحقوق الإنسان الأساسية ” بالدستور” ومراقبتها عن طريق فصل السلطات.
والأهم من ذلك هو فك إرتباط الدولة وشرعيتها بالقوانين العقائدية والعودة إلى الإهتمام بالافراد كعنصر اساسي وتحقيق الرغبات من خلال الديمقراطية وتعني شكل الحكم القائم على حق التصويت العادل وبالتالي حكم الأكثرية مع إحترام رأي وحق الأقلية ، وحتى يكون المرء حرا يجب ألا يحكمه سيد وأن يعيش كما يريد دون إنتهاك على حق الآخر وعكس ذلك فيكون علامة للعبودية.

الحرية من الجانب الإجتماعي ‘ تعني حرية المجتمع كاملا مع تحرير الأرض من الإحتلال أي الديمقراطية الكاملة في إبداء وجهات النظر الشخصية والإجتماعية دون قيد أو شرط.

ما يدور اليوم في كثير من بلدان العالم الثالث هو إختزال للحرية فى مفهوم ضيق يتنافى مع القيم وحقوق الإنسان ومن ضمن الإستخدامات الخاطئة بإسم الحرية هي الإساءة للأديان والمعتقدات والإدعاء بالمعرفة والتحرر الزائفتان ، والخروج المفاجيء من الذاتية والتحول إلى شيء آخر دون إدراك ؛ وأن يحدث نقلة لأي إنسان في الكون عمل جميل ومقدر ولكن دون أن يعي بها فهي كارثة يجب أن تعالج قبل فوات الأوان والنتيجة المؤسفة هي فشل وإنتاج أفراد حمقى ومتهورين.

وفي الختام أود عن أقول ” لا تخجل لإستعادة حقوقك مهما كان الصعاب والتحديات بوجود من لا يتردد في سلبها”

مقالات ذات صلة

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x